إسرائيل تؤسس إدارة خاصة لتهجير سكان غزة "طوعًا"
قرر وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، إنشاء إدارة خاصة داخل وزارة الأمن تُعنى بتنظيم ما وصفه بـ"الخروج الطوعي" لسكان قطاع غزة إلى دول ثالثة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ووفقًا لبيان صادر عن الوزارة، فإن هذه الهيئة ستضم ممثلين من وزارات حكومية أخرى وجهات أمنية، وستشرف على تنفيذ مخطط يتيح لكل فلسطيني من غزة يرغب بالمغادرة الحصول على "رزمة" تشمل ترتيبات خروج عبر البحر أو الجو أو الطرق البرية.
وجاء القرار خلال اجتماع أمني، قدّم خلاله منسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية، غسان عليان، خطة أولية بُنيت بناءً على طلب وزير الأمن الإسرائيلي، بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن، مساء الإثنين.
وذكر البيان أن "الخطة تشمل مساعدة واسعة النطاق تتيح لكل ساكن في غزة يرغب في الهجرة طوعًا إلى دولة ثالثة الحصول على حزمة تشمل، من بين أمور أخرى، ترتيبات خروج خاصة عبر البحر، والجو، والبر".
وشارك في الاجتماع كل من القائم بأعمال مدير عام وزارة الأمن، إيتمار غراف، ومسؤولون عسكريون وأمنيون، بينهم السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، رومان غوفمان، ومسؤول الملف الإنساني في غزة، إلعاد غورين.
ويأتي ذلك مدفوعا بطرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة، وفي ظل دعوات متكررة داخل الحكومة الإسرائيلية لفرض تهجير قسري على سكان غزة، وسط تقارير عن محاولات لإقناع دول باستقبال فلسطينيين من القطاع.
وكان كاتس قد أمر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الجاري بإعداد خطة تسمح بـ"الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة، مرحّبا بخطة ترامب التي "يمكن أن توفّر فرصا واسعة لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة".
بدوره، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الإثنين، على "التزامه خطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة أخرى"، كما تعهّد أنه بعد الحرب "لن تتولى لا حماس ولا السلطة الفلسطينية" الحكم في القطاع.
وفي وقت سابق الإثنين، طالب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، خلال اجتماع كتلة حزب "الصهيونية الدينية" في الكنيست، بأن تحتل إسرائيل مساحة 10% من قطاع غزة، وضمها بفرض "السيادة الإسرائيلية" عليها.
وقال سموتريتش إنه "سأطالب خلال اجتماع الكابينيت اليوم بالتصويت على تبني خطة الرئيس ترامب"، بزعم أن "على إسرائيل وضع إنذار واضح أمام حماس: أعيدوا جميع مخطوفينا، وغادروا غزة إلى دول أخرى، وانزعوا أسلحتكم".
في المقابل، حذر محللون إسرائيليون، الإثنين، من استئناف الحرب على غزة وتنفيذ الترانسفير الذي منحه الرئيس الأميركي، ترامب، شرعية بتصريحاته حول "نقل" سكان قطاع إلى دول أخرى بينها الأردن ومصر، وعن "فتح بوابات جهنم" في غزة.
ويقضي مقترح الذي كرّره مرارا بـ"سيطرة" الولايات المتحدة على غزة و"نقل" فلسطينيين إلى بلدان مجاورة خصوصا مصر والأردن، من دون الخوض في أي تفاصيل، الأمر الذي أثار استهجانا دوليا وعربيا واسعا.