إدارة ترامب تفاوض حماس مباشرة على الأسرى الأميركيين ووقف الحرب
أجرت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، محادثات مباشرة مع حركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين - الأميركيين المحتجزين في قطاع غزة، إضافة إلى بحث إمكانية صفقة أوسع لوقف الحرب.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك بحسب ما أورد المراسل السياسي لموقعي "واللا" الإسرائيلي و"أكسيوس" الأميركي، مساء اليوم، الأربعاء، نقلا عن مصدرين مطلعين، وذكر أن المفاوضات تجري عبر المبعوث الخاص للرئيس ترامب لشؤون الأسرى، آدم بوهلر.
وفي وقت لاحق، أكد البيت الابيض إجراء اتصالات مباشرة مع حماس "بالتشاور" مع إسرائيل، فيما قال تل أبيب، في تصريح مقتضب صدر عن مكتب نتنياهو، إنها كانت على علم مسبق بالمحادثات المباشرة التي أجرتها الولايات المتحدة مع حركة حماس.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أن "إسرائيل عبّرت عن موقفها بشأن هذه الخطوة"، فيما تجنت تل أبيب توجيه انتقادات علنية لإدارة ترامب، في حين نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر مطلع على المحادثات أن "هذا الأمر مقلق للغاية بالنسبة إلى إسرائيل".
وأشار التقرير إلى "محادثات غير مسبوقة، حيث لم يسبق للولايات المتحدة أن أجرت اتصالًا مباشرًا بحماس منذ تصنيفها كمنظمة إرهابية عام 1997"؛ وبحسب أحد المصادر، جرت عدة جولات من الاجتماعات في الأسابيع الماضية بين بوهلر وكبار مسؤولي حماس في الدوحة.
وبينما استشارت إدارة ترامب إسرائيل حول إمكانية إجراء مفاوضات مع حماس، وفقا للتقرير، "إلا أن إسرائيل اكتشفت بعض جوانب هذه المحادثات من خلال قنوات أخرى". وتركزت المحادثات على إطلاق سراح الأسرى الأميركيين في قطاع غزة.
وبحسب التقرير، شملت المفاوضات أيضًا صفقة موسعة تتعلق بجميع الأسرى المحتجزين في غزة، بالإضافة إلى إمكانية التوصل إلى "هدنة طويلة الأمد" بين إسرائيل وحركة حماس. ومع ذلك، أشار المصدر إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وقال مسؤول أميركي أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كان من المقرر أن يزور الدوحة خلال الأسبوع الجاري، "لمناقشة تفاصيل صفقة الأسرى، إلا أنه ألغى الزيارة مساء الثلاثاء بعد أن اعتبرت واشنطن أن حماس لم تُبدِ مرونة كافية تجاه المطالب الأميركية".
واعتبر التقرير أن تحرك إدارة ترامب باتجاه مفاوضات مباشرة مع حماس يمثل تحولًا غير مسبوق لم تتبناه أي إدارة أميركية سابقة، في حين يهدد الرئيس الأميركي بـ"فتح أبواب الجحيم" على غزة ويطرح تهجير الغزيين القطاع والسيطرة عليه لتحويله إلى "ريفييرا الشرق".
واشنطن وحماس تؤكدان
وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، عن هذه الاتصالات المباشرة، ردت بأن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن، الذي "يشارك في المفاوضات، لديه السلطة للتحدث إلى أي كان". وأضافت أنه "تم التشاور مع إسرائيل في هذا الشأن"، رافضة تقديم تفاصيل عن هذه المناقشات، مشيرة إلى أن "أرواح الأميركيين على المحك".
وقال مسؤول في حركة حماس إنه "تمت اتصالات وعقد لقاءان بشكل مباشر بين مسؤولين في حماس ومسؤولين أميركيين في الدوحة في الأيام الأخيرة، تركزت على مسألة الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين من حملة الجنسية الأميركية وبعضهم أحياء وبعضهم أموات".
وكشف مصدر قيادي في حماس، في تصريحات لصحيفة "العربي الجديد"، أن الحركة أجرت "محادثات استطلاعية" قبل أسبوعين مع المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى، بوهلر، بطلب من واشنطن. وأوضح أن المحادثات "تعلقت بإطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأميركية".
وأشار المصدر إلى أن جميع الأسرى الذين جرى الحديث عنهم "عسكريون، وعددهم لا يقل عن أربعة". وأضاف أن هذه الاتصالات جاءت "بعد طلب أميركي بتقديم بادرة حسن نية"، لافتًا إلى أن المحادثات مع بوهلر "لم تتطرق لمسائل أخرى".
ووفقا للمعطيات الإسرائيلية، لا يزال هناك 59 أسيرًا إسرائيليا في قطاع غزة، وتُشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن 35 منهم قتلوا، بينما يُعتقد أن 22 آخرين ما زالوا على قيد الحياة، في حين لم يُعرف مصير اثنين بشكل قاطع.
ومن بين الأسرى المتبقين، خمسة يحملون الجنسية الأميركية، بينهم عيدن ألكساندر (21 عامًا)، الذي تؤكد واشنطن أنه لا يزال حيًا؛ يأتي ذلك فيما انتهت المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وتنكرت إسرائيل للمرحلة الثانية، وترفض الالتزام بوقف الحرب.
وفي هذه الأثناء، أوقفت إسرائيل بشكل كامل تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وأغلقت جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، حيث تشير التقديرات إلى أن 1.9 مليون فلسطيني، أي 90% من سكان القطاع، نزحوا من منازلهم بسبب الحرب، وسط ظروف إنسانية كارثية.