رفض معظم عناصر سلاح الجو الإسرائيلي الموقعين على عريضة تندد باستمرار الحرب على غزة وتهدد بالامتناع عن الخدمة العسكرية، التراجع عن موقفهم، رغم ضغوط وتهديدات مباشرة بالإقصاء تلقوها من قياداتهم، في محاولة فاشلة حتى الآن لاحتواء الاحتجاج أو إحباطه.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس"، مساء اليوم، الأربعاء؛ وأفادت بأن "ضباط كبار في سلاح الجو الإسرائيلي أجروا خلال الأيام الماضية، مكالمات هاتفية مباشرة مع جنود الاحتياط الموقعين على العريضة، وهددوا باستبعادهم من الخدمة إذا لم يسحبوا توقيعهم.

وعقب هذه المكالمات، طلب 25 فقط من بين مئات الموقعين سحب توقيعهم، بينما عبّر ثمانية آخرون عن رغبتهم في الانضمام إلى الموقعين احتجاجًا على ما وصفوه بـ"التهديد بالإقصاء الفوري" من الخدمة في قوات الاحتياط وطريقة تعامل قائد السلاح معهم.

ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى أن عددا من الجنود لم يتخذوا بعد قرارا نهائيا بشأن موقفهم. علما بأن 970 عنصرًا من سلاح الجو، بينهم طيارون وقادة كبار، وقعوا على العريضة التي شددت على أن "الحرب الحالية تخدم مصالح سياسية لا أمنية".

وبحسب التقرير، أجرى هذه المكالمات الهاتفية مع الموقعين على العريضة، ضباط برتبة عميد، وذلك بناءً على توجيهات من قائد سلاح الجو، تومير بار، بعدما تسرّبت القائمة الكاملة للموقعين، وبينهم من لا يشاركون فعليًا في الخدمة الاحتياطية النشطة.

وكان بار قد اجتمع مع عدد من جنود الاحتياط في محاولة لاحتواء العريضة ومنع نشرها. وحضر رئيس أركان الجيش، إيال زامير، جزءًا من الاجتماع. وأعرب بار خلال اللقاء عن اعتقاده أن هناك إمكانية حقيقية لتوصل وشيك إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وخلال الاجتماع، وجّه المبادرون إلى العريضة انتقادات حادة إلى بار على تهديده بإقصاء الموقعين، معتبرين أن هذا التهديد "تجاوز لخط قانوني وأخلاقي أحمر، وينتهك حق الجنود في التعبير عن موقفهم السياسي".

ورد بار بأن الأمر "لا يعدّ عقوبة"، وأضاف "من يوقّع على نص يدّعي أن تجديد القتال سياسي في جوهره ويعرقل إعادة الأسرى، لا يمكنه أداء مهمته ضمن قوات الاحتياط"، ولفت التقرير إلى عدم تجاوب عناصر سلاح الجو مع توجهات القيادة رغم التهديد بالإقصاء.

وشدد على أن التوقيع على مثل هذه العريضة في زمن الحرب "غير مشروع"، بحسب تعبيره، مشددًا على أن قيادة سلاح الجو مقتنعة بأن العمليات الجارية لا تضر بالأسرى، بل إن "الضغط العسكري على حماس يسهم في تحريرهم".

وجاء في العريضة التي جرى تسريبها إلى وسائل إعلام: "نحن، جنود فريق الجو في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بإعادة المخطوفين إلى الديار بدون تأخير، وحتى بثمن وقف القتال بشكل فوري. وفي هذه الأثناء، الحرب تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية وليس مصالح أمنية. واستمرار الحرب لا يخدم أي من أهدافها المعلنة وسيؤدي إلى موت المخطوفين، وجنود إسرائيليين ومواطنين أبرياء، وإلى تآكل الذين يخدمون في الاحتياط".

وأضافت العريضة: "مثلما ثبت في الماضي، بالإمكان إعادة المخطوفين بسلام من خلال اتفاق فقط، بينما الضغط العسكري يقود إلى مقتل مخطوفين وتشكيل خطر على جنودنا. وندعو جميع مواطني إسرائيل إلى الانضمام لهذه الخطوة، والمطالبة في مكان وأي وسيلة: أوقفوا القتال وأعيدوا المخطوفين – الآن. وأي يوم يمر يشكل خطرا على حياتهم. وأي لحظة تردد أخرى هي عار".