استشهد الشاب سامح أقطش، مساء يوم الأحد من الأسبوع الماضي، في قرية زعترة أمام أنظار جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا يقفون إلى جانب مجموعة من المستوطنين، في موازاة مهاجمة نحو 400 مستوطن بلدة حوارة المجاورة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ووثق شريط مصور وصول نحو 50 مستوطنا إلى زعترة سيرا على الأقدام، قرابة الساعة السابعة مساء، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين. ويظهر المستوطنون بدء نزول المستوطنين باتجاه زعترة عند الساعة 19:05.

وقال شاهد عيان إنه تواجد مع فلسطينيين آخرين في موقع محاط بجدار وبداخله ورشة تصليح سيارات يبعد 150 مترا عن مدخل القرية. وأضاف أن "المستوطنين بدأوا يتقدمون نحونا وألقوا حجارة علينا". وعندها خرج قسم من الفلسطينيين وألقوا حجارة باتجاه المستوطنين، الذين هربوا باتجاه حوارة.

وتابع شاهد العيان أن المستوطنين عادوا بعد ساعة ورافقتهم سيارتا جيب عسكريتان وسيارة حراسة لإحدى المستوطنات القريبة.

الشهيد أقطش

ويظهر في الشريط المصور، الذي حصلت عليه الصحيفة من سكان في زعترة، وجود سيارة جيب عسكرية في المكان وسيارة أخرى وعليها ضوء أصفر دائري. وقال فلسطينيون إن هذه سيارة تندر بيضاء من طراز "تويوتا" تابعة لحارس مستوطنة. وقال شاهد عيان إنه شاهد كتابة "تبواح" على السيارة البيضاء ما يعني أنها تابعة لحارس مستوطنة بهذا الاسم.

وفي الوقت نفسه، بقي فلسطينيون، وبينهم أقطش، في المكان حيث تتواجد ورشة تصليح السيارات وأغلقوا عليهم بوابة حديدية. وقال أيمن ابن عم الشهيد أقطش إن الشهيد "تحدث بالعبرية وقال لحارس المستوطنة إنه إذا عادوا إلى بيوتهم فنحن أيضا سنعود".

وقال شاهد عيان إن حارس المستوطنة، واسمه يعقوب، "تواجد في المقدمة، وعلى مسافة 50 مترا منا، وكان منبطح على الأرض مثل قناص.

ووثق شريط مصور مدته دقيقة ونصف الدقيقة عند الساعة 20:44، وصوره شقيق الشهيد أقطش، اللحظة التي استشهد فيها أقطش بوجود الجنود وسيارة المستوطن. وبحسب الصحيفة، فإنه لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار وما إذا نفذه جنود أو أحد المستوطنين، لكن الشهود عيان يعتقدون أن حارس المستوطنة هو الذي أطلق النار. وأضافوا أن الجنود أطلقوا النار أيضا خلال المواجهات.

ويظهر مستوطنون في الشريط المصور وهم يستخدمون جهاز ليزر أخضر اللون، وكانوا يوجهونه نحو الفلسطينيين بهدف إبهارهم. ويسمع في الشريط المصور شخصا يقول "المستوطن أطلق النار. سيارة إسعاف. سيارة إسعاف". وشوهدت آثار إطلاق نار على مبنى ورشة تصليح السيارات التي تواجد الفلسطينيون في ساحتها، كما تحطم زجاج جرار زراعي.

وأصيب أقطش برصاص حي في بطنه. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه استشهد "نتيجة لعدوان الجيش والمستوطنين".