إسرائيل تستعد لهجوم كبير ضد لبنان ولرد واسع من حزب الله
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم شديد ضد لبنان، وأن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش بدأت، أمس، استعدادات لشن حرب واسعة ضد لبنان، بذريعة كارثة مجدل شمس ومقتل 12 طفلا وفتى بقذيفة صاروخية أطلِقت من لبنان، أول من أمس.
وانتهى اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي، أمس، بتخويل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، باتخاذ القرارات بشأن رد إسرائيل، لكن الخطط العسكرية لرد كهذا لم تطرح خلال اجتماع الكابينيت خوفا من تسريبها، وفق ما ذكرت القناة 12، اليوم.
وبدأت قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، أمس، بسلسلة استعدادات لسيناريوها مختلفة بالتنسيق مع شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة وسلاح الجو، فيما وتقرر في سلاح الجو الإسرائيلي، مساء السبت، زيادة عدد الطائرات الحربية التي تحلق في شمال إسرائيل، وإبقاء عشرات الطائرات المقاتلة في حالة استنفار، حسبما ذكر المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط.
وتشمل سيناريوهات الجيش الإسرائيلي شن هجوم واسع ضد أهداف حزب الله في لبنان بشكل غير مألوف ومختلف عن الغارات منذ بداية الحرب، بينما ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان 11" أن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بعدم مهاجمة بيروت وحذرت من أن هجوما كهذا سيشعل حربا إقليمية.
ويستعد الجيش الإسرائيلي أيضا لهجوم واسع مضاد يشنه حزب الله بالمقذوفات والصواريخ والطائرات المسيرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وبحث قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية، أوري غوردين، خلال مداولات مع ضباط في سلاح الجو، في حجم "بنك أهداف حزب الله" وحجم الذخائر الملائمة لضرب هذه الأهداف.
وبحسب "واللا"، فإنه في هذه المرحلة لم تتم زيادة عدد القوات في المنطقة الشمالية الذي أقِر في بداية الحرب على غزة، وأن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن عدد مقاتلي وحدة الرضوان عند الحدود اللبنانية أقل بكثير من عددهم في 7 أكتوبر.
وعقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، مداولات لتقييم الوضع مع رئيس الشاباك، رونين بار، بمشاركة ضباط ومسؤولين في الشاباك وتم خلالها البحث في تبعات هجوم واسع على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتحسب من أن تدهور الوضع الأمني "سيدفع حزب الله إلى محاولة تفعيل خلايا نائمة في إسرائيل أو المناطق (الضفة الغربية) لتنفيذ عمليات مسلحة".
واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "الحادثة الخطيرة في مجدل شمس لن تمر من دون رد شديد من جانب الجيش الإسرائيلي"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "تبادل الضربات المقبل سيحسم ما إذا توجد هنا نقطة تحول في الحرب، تضع الجبهة الشمالية في المركز، أم أنه تصعيد آخر سيكون بالإمكان احتوائه من تغيير اتجاه الحرب بشكل كبير".
ورجح هرئيل أن حزب الله "لم يوجه القذيفة الصاروخية إلى مجدل شمس، وإنما إلى مواقع الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ ومنطقة مزارع شبعا المحاذية، التي استهدفها حزب الله بمئات القذائف الصاروخية منذ بداية الحرب".
ولفت إلى أن "حرب استنزاف ضد إسرائيل تخدم مصالح إيران، وليس مؤكدا أن مواجهة إقليمية شاملة مرغوب بها الآن بالنسبة لإيران، ومن الجانب الآخر تمارس الولايات المتحدة ضغطا شديدا على إسرائيل كي لا ترد بشكل كبير للغاية في لبنان، إذ يخشى الأميركيون من انعكاس حرب إقليمية على انتخابات الرئاسة الأميركية".
ويوجد تأثير نتبادل بين الأحداث عند الحدود اللبنانية وبين الحرب على غزة والمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس حول تبادل الأسرى. واعتبر هرئيل أن لزعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، توجد مصلحة الآن بالانتظار وعدم دفع صفقة بشكل فوري، علما أن نتنياهو هو الذي يعرقل المفاوضات ويحبط أي إمكانية للتوصل إلى صفقة ووقف إطلاق نار في غزة بادعاء أنها ستؤدي إلى سقوط حكومته.
وأشار إلى "وجود فجوة بين الخطاب العلني الإسرائيلي المتشدد في أعقاب مقتل الأطفال في الجولان وبين السياسة الفعلية التي تتبعها". فقد هدد المسؤولون الإسرائيليون في اليومين الأخيرين بأن "حزب الله سيدفع ثمنا بالغا لقاء ما فعله، ومن الجهة الأخرى يعي كثيرون من هؤلاء المتحدثين القيود التي ستصطدم بها عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية، وبضمنها تأخير الولايات المتحدة للذخيرة الجوية، العبء على الجنود النظاميين وفي الاحتياط والصعوبة في اجتياح بري لجنوب لبنان".
وأضاف أن هناك من يقترح "حلا سحريا آخر، بقصف البنى التحتية لدولة لبنان. وثمة شك إذا كان هذا سيساعد، فتأثير حكومة لبنان وجيشها على اعتبارات حزب الله ضئيل للغاية".