قدم الوزير، زئيف إلكين، اليوم الأربعاء، استقالته من حكومة بنيامين نتنياهو، وأعلن، في مؤتمر عقده مساء اليوم، انضمامه إلى حزب غدعون ساعر الجديد "تيكفا حدشا" (أمل جديد)، لخوض الانتخابات العامة في آذار/ مارس المقبل، في محاولة للإطاحة بنتنياهو.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وشن إلكين هجوما حادا على نتنياهو، مشددا على أن "مصلحته الشخصية اختلطت مع المصالح الوطنية؛ جر إسرائيل إلى أكثر من معركة انتخابية لضمان السيطرة على لجنة التعيينات" في محاولة للسيطرة على الجهاز القضائي بينما يحاكم بقضايا فساد.

وقال إلكين، الذي كان يُعتبر من القيادات المقربة لنتنياهو في الليكود: "لسنوات عديدة، كنت إلى جانب نتنياهو كوزير في حكومته، أرافقه في أكثر التقاطعات السياسية والأمنية تعقيدًا (...) لكنني أشعر مؤخرًا أكثر فأكثر أن الاعتبارات الشخصية والأهواء في محيطه تحتل مكانة مركزية بشكل متزايد في عملية صنع القرار".

وأضاف أنه "بصفتي شخصًا يراقب هذه العملية الخطيرة عن كثب، أرى كيف يمتزج الاعتبار الشخصي مع الاعتبارات الوطنية ويتغلب عليها أكثر فأكثر"، واستدرك مخاطبا نتنياهو: "أنا أعرفك جيدًا وأعلم أنك تراقبنا. لاعتبارات شخصية فقط، جررت دولة بأكملها إلى انتخابات غير ضرورية في غضون عامين، في خضم واحدة من أكبر الأزمات الصحية والاقتصادية التي عرفتها دولة إسرائيل".

اقرأ/ي أيضًا | استطلاع: حظوظ ساعر أفضل من نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة

وتابع متوجها لنتنياهو: "تتذكر كيف اقتحمت مكتبك في اليوم الذي ذهبنا فيه إلى انتخابات ثالثة، وتوسلت إليك أن تتوقف عن هذه الحماقة. كل ما كان عليك فعله هو التخلي عن حصانتك الشخصية. وكان قرارك مبنيا على أمل كاذب، وأخذتنا جميعًا إلى انتخابات كاد فيها اليسار أن ينجح بتولي السلطة بفضل القائمة المشتركة. عندها تصدعت ثقتي بك وفي صدق نواياك".

واستطرد قائلا: "ها أنت مجددا، ولاعتبارات شخصية، تجر إسرائيل إلى انتخابات رابعة. لا تستطيع دعوة مواطني إسرائيل للتصويت لك (...) في الأسابيع الأخيرة، توسلت إليكم لوقف القطار المندفع إلى الهاوية، وأنت اخترت المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، بينما تتهرب من المسؤولية".

وأضاف أنه "نحن ذاهبون إلى هذه الانتخابات غير المعقولة بسبب رغبتك في التأثير على اختيار المستشار القضائي للحكومة المدعي العام. في مثل هذه الحالة، لا يمكنني أن أدعو مواطني إسرائيل للتصويت لك بحجة أنك ستعمل لصالحهم وليس لمصلحتك الشخصية. لم يعد بإمكاني الاستمرار في العمل كوزير في حكومتك".

واتهم إلكين نتنياهو بـ"تدمير حزب الليكود"، وقال: "كرست في الحركة (الليكود) جوًا من عبادة الشخصية والتملق والخوف من الانتقاد واتباع الشكليات والحماقات؛ سيهرول عدد من الوزراء وأعضاء الحزب لمهاجمتي في الاستوديوهات، لكن في المحادثات المغلقة يقولون نفس الأشياء التي أقولها. لكنهم يخافون منك ومن الجو الذي خلقته. لقد حطمت ديمقراطية الحركة. أقصيت قيادات الليكود عن دائرة النفوذ، وهذا لن يمنعك من محاولة تجنيدهم مرة أخرى وتقديم الوعود".

وتابع: "عندما تكون بجاجة لذلك، ليس لديك مشكلة في تقديم الوعود دون نية حقيقة بالوفاء بها. تماما كما تأمل الآن أن ينسى (رئيس تحالف أحزاب اليمين "يمينا"، نفتالي) بينيت، كل شيء ويسارع إلى أحضانك".

وبعد أن شدد على "فقدان الثقة الإيمان بقدرة نتنياهو على بتولي المسؤولية"، واعتبر إلكين أن "ساعر هو الرجل المناسب ليحل محل نتنياهو ويقود دولة إسرائيل. معًا سنمثل قيادة مسؤولة لا تعرف الكذب على الجمهور وتقول الحقيقة حتى لو لم تُطابق ما يرغب الجمهور بسماعه".

وأعلن ساعر في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، انشقاقه عن حزب الليكود وتأسيس حزب جديد لإنهاء حكم نتنياهو، الذي اعتبر أنه لم يعد يمثل اليمين، ولاحقا، قدم استقالته من الكنيست.

والخميس الماضي، سجل ساعر حزبه الجديد "أمل جديد.. وحدة لإسرائيل"، قبل أقل من أسبوع على حل الكنيست. ويشمل برنامج حزب ساعر تشجيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

وكانت عضو الكنيست يفعات شاشا - بيطون، قد أعلنت انشقاها عن قائمة حزب الليكود، والانضمام لحزب ساعر، وذلك بعد أيام من إعلان عضوي الكنيست تسفيكا هاوزر ويوعاز هندل، انفصالهما عن كتلة "كاحول لافان"، برئاسة وزير الأمن، بيني غانتس، والانضمام إلى ساعر.

وفي تصريحات نقلتها القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11")، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، أن انشقاق ساعر عن الليكود وإنشاء حزب جديد، يمثل ضربة لنتنياهو تقرب نهاية حكمه.

ودعا باراك جميع الأحزاب التي تعارض الجلوس مع نتنياهو إلى التوحد لإسقاطه. وأضاف: "هذه ضربة لنتنياهو، للمرة الأولى يقف شخص من داخل الليكود ويفكك الدعم المطلق له".

وتابع أن "هذا تطور جيد يقرب نهاية عصر نتنياهو". واستطرد: "مع ذلك فإن ساعر ليس حلم غالبية الإسرائيليين، فلديه مواقف يمينية متطرفة".