انطلقت مظاهرة غضب في وادي النسناس في حيفا، احتجاجا على مقتل الشاب منير عنبتاوي (33 عاما) في المدينة برصاص الشرطة، أمس الإثنين، بالتزامن مع وصول جثمان الشاب إلى كفر كنا حيث سيُدفَن.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك بعد أن وصل مساء اليوم الثلاثاء، جثمان الشاب عنبتاوي إلى منزل عائلته بحيّ وادي النسناس في المدينة.

وتوافد المئات من أقارب الشاب وأهالي حيفا، إلى منزله، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الشاب.

ونُقل جثمان الشاب بعد ذلك إلى بلدة كفر كنا، لكي يُدفَن هناك، بالتزامن مع المظاهرة الاحتجاجية بحيفا والتي خرجت من مسرح الميدان في المدينة. وكانت حركات سياسية ونشطاء سياسيون قد دعوا إليها.

يأتي ذلك بعد وقت وجيز من تعبير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، أمير أوحانا، عن دعمه للشرطي قاتل الشاب عنبتاوي، في الجريمة التي وقعت بمحاذاة منزل عائلته في حيّ وادي النسناس.

ودُفن الشاب في مقبرة كفر كنا، بمشاركة أقاربه وأهال من البلدة.

وقال رئيس المجلس المحلي بكفر كنا، الدكتور يوسف عواودة، بعد دفن الجثمان: "هذا الشهيد سقط فقط لأنه عربي".

وأضاف أن "الشرطة تريدنا من خلال هذا القتل المباشر أن نذهب إليها راضخين أذلاء نستجدي الأمن والأمان، لكي تُتمّ مشروع الأسرلة الذي تريده لنا، ولكن هيهات منا الذلة".

بدوره، قال خليل عنبتاوي، شقيق منير: "ليس صدفةً أن يعود أخي منير إلى كفر كنا في يوم الأرض. لقد أطلقتُ عليه لقب (كُنيَة) عريس كفركنا".

وفي حيفا، قال الكاتب والأسير المحرّر، أمير مخول في حديث مع "عرب 48" معلّقا على جريمة الشرطة، إن "كلمة مقتل كلمة متواضعة ولا تفي بالحقيقة، لأن الحديث عن إعدام في وضح النهار".

وأضاف مخّول: "هذا لم يكن الحدث الأول إذ إننا نشهد عدة إعدامات تتم بالساحات (...) نرى أن هنالك نهج واضح بالنسبة للشرطة الإسرائيلية في استخدام هذا النمط في الإعدامات".

وتابع: "نحن نتعامل مع هذا الحدث كإعدام، ويجب أن نكون على ثقة بأن ما يردع الشرطة عن القيام بهذه الأعمال، هو شيء واحد فقط، وهو نحن فقط، وليست تحقيقات الشرطة ولا الجانب الإعلامي".

وذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") أن أوحانا تحدث أمس، مع الشرطي الضالع في جريمة قتل الشاب عنبتاوي. وفي أعقاب المكالمة، قال أوحانا إن "تم التحقيق في الحادث من قبل قسم التحقيق من أفراد الشرطي، كما ينبغي".

اقرأ/ي أيضًا | مقتل منير عنبتاوي من حيفا: "استدعيتُ الشرطة لمساعدته... فقتلته"

وأضاف أوحانا أنه "في الوقت نفسه، من المهم جدًا أن يعرف كل ضابط وضابطة في الشرطة بالفعل أنهم سيحصلون على الدعم الكامل لأي عمل يهدف إلى منع إلحاق الأذى بحياتهم وحياة المدنيين - وليس فقط الدعم، ولكن سيحظون بتقديرنا كذلك". وادعى أن "هذا بالضبط ما فعله الشرطي: صد الهجوم الذي عرّض حياته للخطر بسرعة وكفاءة، كما كان متوقعًا منه".

وفي وقت سابق اليوم، أُفرج عن الشرطي القاتل دون أيّة شروط مقيّدة، لكنّه لم يُعد إلى عمله، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.

وعزت مصادر في الشرطة للقناة عدم إعادته إلى العمل إلى أنه الآن في عطلة صحيّة بعد إصابته.

الضحية منير عنبتاوي وشقيقته

وتبّنت قيادة منطقة الشاطئ (حيفا) رواية الشرطي، وادّعت، استنادًا إلى شريط فيديو من المكان، أنه "لم يكن أمام الشرطي أي خيار للتصرّف بشكل آخر". ويدعم مسؤولو المنطقة الشرطي بشكل كامل، ويدّعون أن هذه ستكون نتيجة تحقيق وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة ("ماحش")، الجاري الآن.

وأطلقت الشرطة، بحسب العائلة، 5 رصاصات على ظهر عنبتاوي، ما أدّى إلى مقتله.

وكانت شقيقة الشاب عنبتاوي قد قالت أمس في حديث لـ"عرب 48"، إنه "طلب من والدتي المال في الوقت الذي لم يتوفر معها، وفي أعقاب ذلك نزل إلى الشارع غاضبا وهو يعاني من اضطرابات نفسية".

وأضافت أن "والدتي هي من اتصلت بالشرطة حتى لا يشكل خطرا على نفسه والآخرين ويتم نقله إلى المستشفى".

عقب وصول الجثمان غلى كفر كنا ("عرب 48")

وتساءلت: "كيف يعقل أن تطلق الشرطة 3 رصاصات على شخص مريض بمنطقة الظهر بدلا من اعتقاله؟".

وقالت والدة الشاب، عطاف عنبتاوي، لـ"عرب 48" إن "الشرطة قتلت ابني بدم بارد بدلا من توفير المساعدة له، كما أنها قامت باستجوابي للتحقيق دون أن تبلغني بوفاة ابني".

اقرأ/ي أيضًا | أوحانا يشيد بتصرف الشرطي قاتل منير عنبتاوي

وسردت عنبتاوي، تفاصيل الواقعة بالقول "اتصلت بالشرطة حتى تقدم لي المساعدة بخصوص ابني الذي يعاني من اضطرابات نفسية، من خلال الحضور برفقة سيارة إسعاف ونقل ابني لتلقي العلاج، لا أن تقتله بدم بارد بهذا الشكل، ولا سيما أنه لم يشكّل خطرا ولم يكن عنيفا في حياته".

("عرب 48")
("عرب 48")
("عرب 48")