قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، اليوم الأحد، إن القضاء على مسؤول العمليات في حزب الله، إبراهيم عقيل، وقائد العمليات العسكرية لوحدة الرضوان، وقادة آخرين بالوحدة؛ قد زلزل حزب الله، زاعما أنهم "خططوا لاحتلال الجليل"، ومشدّدا على أنه ستتمّ إعادة مواطني الشمال بأمن إلى منازلهم.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

يأتي ذلك فيما أكد نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، اليوم الأحد، أن الحزب دخل في "مرحلة جديدة" من القتال مع إسرائيل، عنوانها معركة "الحساب المفتوح"، وذلك بعد اغتيالها قادة قوة الرضوان، وحدة النخبة في الحزب.

وشيّع حزب الله بعد ظهر الأحد، قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث أقيمت مراسم تأبين حاشدة، بعد مقتله وعدد من قادة القوة في غارة اسرائيلية الجمعة. وقال قاسم في كلمة ألقاها خلال التشييع، في أول تعليق رسمي يدلي به مسؤول في الحزب بعد الغارة الإسرائيلية: "دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح".

وقال هليفي: "في هذه الأيام، رفع جيش الدفاع الإسرائيلي جاهزيته إلى الذروة"، مشيرا إلى أنه في "يوم الجمعة الماضي، قمنا بضرب سلسلة قيادة قوة النخبة في حزب الله - وحدة الرضوان، وتمّ القضاء أيضًا على قائدها إبراهيم عقيل".

وعدّ أن عملية الاغتيال تعكس "قدرة مهمة جدًا"، مضيفا: "أعلم مدى (تزلزل) المنظمة"، زاعما أن "هؤلاء القادة خططوا منذ سنوات لاحتلال الجليل، وهم مسؤولون عن مقتل العديد من المواطنين الإسرائيليين، بما في ذلك الجنود على مرّ السنين".

وتابع: "لقد كانوا يخططون لكيفية تنفيذ العملية التالية، وقد يكون هذا هو ما كانوا منشغلين به في ذلك الاجتماع بعد ظهر يوم الجمعة (قبيل تنفيذ عملية الاغتيال)؛ كيفية التسلُّل إلى دولة إسرائيل، وقتل المدنيين، واختطاف جنود الجيش الإسرائيلي، وقد سبقناهم".

وعَدَّ هليفي أن عملية الاغتيال، أتت "عبر القدرات الجيدة جدًا للجيش الإسرائيلي، سواء في الاستخبارات أو الهجوم".

وقال إن "الضرر الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بالتسلسل القياديّ لحزب الله، هو رسالة واضحة إلى حزب الله: إنه يضرّ به بشدة، وهو أيضًا رسالة إلى الشرق الأوسط بأكمله، بل وأكثر من ذلك؛ سنعرف كيفيّة الوصول إلى أي شخص يهدد مواطني إسرائيل".

"قضينا على أكثر من 600 من عناصر حزب الله؛ هجماتنا ستزداد"

وقال هليفي: "هذه ليست الضربة المهمة الأولى التي نقوم بها ضد قوة الرضوان، وهي قوة الغارة الخاصة التابعة لحزب الله".

وذكر أنه "منذ بداية الحرب ونحن نقوم بمهاجمة وتدمير مقدرات هذه القوة، وبنيتها التحتية بشتّى الطرق؛ نبادر ونعمل دون توقّف".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي، "هاجم منذ بداية الحرب، حزب الله بشكل منهجيّ، يوما بعد يوم، وقمنا منذ أشهر بتدمير القدرات التي بناها حزب الله على مدى عقود؛ طبقة بعد طبقة، مع التركيز على قدراته القتالية وقدرته على إطلاق الصواريخ".

وشددّ هليفي بالقول: "نحن نبعد حزب الله الذي يهدد مواطني إسرائيل عن الخط الحدودي، أولئك الذين يعيشون بالقرب من الحدود ويريدون أن يعرفوا (يكونو متأكدين) أنه لن يتم العثور عليهم (عناصر حزب الله) هناك بعد الآن".

تبرير قصف المدنيين في لبنان

وذكر هليفي: "لقد هاجمنا مئات الأهداف الإرهابية في لبنان في الأيام الأخيرة"، مشيرا إلى أن "حزب الله أطلق . هذا الصباح، النار مرة أخرى باتجاه الشمال".

وقال إن "هذا هو إطلاق النار على المدنيين، ولا يمكن لأي دولة ذات سيادة أن تسمح بمثل هذا التهديد لمواطنيها وسيادتها".

وزعم أن "حزب الله يضع منصات إطلاقه بالقرب من المواطنين اللبنانيين، ويعرّضهم للخطر، وسنفعل كل ما هو ضروري لإزالة وإحباط التهديدات الموجَّهة ضد دولة إسرائيل".

"سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم"

وأضاف هليفي: "سنعيد السكان إلى بيوتهم بسلام، وإذا لم يفهم حزب الله ذلك بعد، فسوف يتلقى ضربة أخرى وضربة أخرى، حتى يفهم ذلك".

وأكّد هليفي: "يجب القول إن لدينا العديد من القدرات التي لم نقم بتفعيلها بعد، ونحن على مستوى عالٍ جدًا من الاستعداد في الهجوم والدفاع، ونحن مستعدون جيدًا للخطوات التالية، ونخطط لها بطريقة عالية الجودة خلال الأيام القليلة المقبلة".

وقال: "نحن نقاتل على جبهات عديدة، وسيحاول أعداؤنا تحدّينا، وأعلم أن الأمر ليس سهلا، لكن سلوككم الصحيح سيمنع العدو من تحقيق الإنجازات".

وتابع: "منذ أكثر من أحد عشر شهرا، يقاتل الجيش الإسرائيلي بكل تصميم في الجنوب والشمال، في الوقت نفسه، الذي يقاتل على جبهات: يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، واليمن، والعراق، وبالطبع إيران لتحقيق جميع أهداف الحرب؛ تفكيك حماس في غزة، وقادتها، ونشطائها، وبنيتها التحتية".

وشدّد على أن "عودة جميع المختطَفين (الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة) - هذه مهمة ملحّة، فحتى ونحن نقاتل في الشمال لا نتوقف عن العمل لتحقيق هذا الهدف المهم، وبالطبع عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

غالانت يجري تقييما للوضع: الأسبوع الماضي هو "الأصعب بتاريخ حزب الله"

في المقابل، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال تقييم للوضع، إن "الأسبوع الأخير هو الأصعب في تاريخ حزب الله"، مشدّدا على أن إسرائيل ستتخذ "كل الوسائل اللازمة لإعادة السكان بأمن إلى الشمال".

وأجرى غالانت "تقييما للوضع العملياتي في القيادة الشمالية"، بمشاركة قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، أوري غوردين.

وتلقى غالانت "لمحة عامة عن النشاط المتزايد ضد أهداف حزب الله في لبنان".

وقال في تصريحات أدلى بها: "لقد وصلتُ اليوم إلى القيادة الشمالية، لأراقب عن كثب العملية الهامة والدقيقة وعالية الجودة التي يقوم بها الجيش الإسرائيليّ ضد حزب الله".

وشدّد على أن "الأسبوع الماضي كان أصعب أسبوع في تاريخه، وخاصة في اليوم الأخير".

وبحسب قوله: "لدينا هدف إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، وللقيام بذلك سنتّخذ كافة الوسائل اللازمة".

اقرأ/ي أيضًا | نتنياهو يهدد حزب الله وغالانت يتوعد بمواصلة الهجمات على لبنان حتى إعادة سكان الشمال