مقتل شخص وإصابة العشرات دهسًا قرب قاعدة غليلوت واستشهاد السائق
قتل شخص وأصيب العشرات من الإسرائيليين بعضهم بحالة خطيرة في دهس شاحنة لعدد من الأشخاص في محطة حافلات قرب قاعدة "غليلوت" التي تضم مقرات وكالات استخبارات إسرائيلية شمال تل أبيب، صباح اليوم، الأحد؛ وتتعامل أجهزة الأمن الإسرائيلية مع الحادثة على أنها "هجوم نفذ على خلفية قومية".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية، فإن عددا من الأشخاص الذين تواجدوا في موقع الدهس أطلقوا النار على سائق الشاحنة الضالعة بالدهس و"حيّدوه"؛ وأسفر ذلك عن استشهاد سائق الشاحنة وهو رامي ناطور (نصر الله) من سكان مدينة قلنسوة في المثلث الجنوبي، ويبلغ من العمر 49 عاما.
وذكرت هيئة البث لاحقا، أن جثة الشهيد رامي ناطور نُقلت إلى مركز التشريح لبحث الملابسات، ونفت المزاعم عن نزوله من شاحنته وهو يحمل سكينا.
وسارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الحديث عن عملية دهس قرب قاعدة "غليلوت"، رغم عدم وضوح ملابسات الحادث حتى الآن. وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن الحكومة تنتظر "نتائج التحقيق في الحادث".
في المقابل، أكدت عائلة السائق أن ابنهم لم يرتكب أي عملية دهس، بل فقد السيطرة على الشاحنة بسبب معاناته من أمراض، مشيرين إلى أن ما يُقال حول الحادث هو "كلّه كذب وافتراء".
وذكرت طواقم الإسعاف الإسرائيلية، أنه تم إجلاء نحو 35 مصابًا من موقع الدهس، بينهم 6 في حالة خطيرة، و5 في حالة متوسطة، و20 في حالة طفيفة، بينما يعاني الباقون من حالة هلع.
وبحسب التقارير، فإن الشاحنة التي كان يقودها نصر الله اصطدمت بمحطة حافلات في شارع أهارون ياريف قرب "رمات هشارون"ما أسفر عن إصابة العشرات بجراح متفاوتة؛ وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وجود عالقين تحت الشاحنة.
ووصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى موقع الدهس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن "حافلة توقفت قرب المحطة لإنزال الركاب بالقرب من قاعدة غليلوت. في تلك الأثناء، وصلت شاحنة بسرعة واصطدمت بالحافلة والركاب الموجودين في المحطة".
وأكدت أن "المواطنين المتواجدون في المكان أطلقوا النار على سائق الشاحنة وتم تحييده"؛ وأضافت أن "ملابسات الحادث قيد التحقيق".
وفي وقت سابق، قالت نجمة داوود الحمراء إن طواقمها نقلت إلى مستشفيي بيلنسون وإيخيلوف 16 مصابين، بينهم: 4 في حالة خطيرة، 4 في حالة متوسطة، و8 في حالة طفيفة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الدهس وقع بالقرب من مدخل قاعدة "غليلوت" العسكرية، التي تضم مقرات الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد ووحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية.
وقالت الشرطة إن "شاحنة صدمت عدة أشخاص قرب قرب سينما سيتي - غليلوت كانوا يقفون قرب محطة للحافلات"، وأضافت أن "قوات كبيرة من الشرطة في طريقها للمكان، فيما يتم التحقيق في ملابسات الحادث".
وطالبت الشرطة السائقين بعدم "الحضور إلى المكان واختيار طرق بديلة".
قال ناطق باسم الشرطة: "نعتبر الحادث عملية تخريبية معادية بكل معنى الكلمة. اقتربت شاحنة من مجموعة من الأشخاص عند تقاطع غليلوت. هناك عدد من المصابين بدرجات إصابة مختلفة".
وأضاف أن "المفتش العام للشرطة في طريقه إلى موقع الحادث. حتى نتحقق من الشاحنة ونستبعد وجود أي مهاجمين آخرين، نطلب عدم الاقتراب من موقع الحادث".
الشرطة تقتحم منزل عائلة الشاب رامي نصر الله في قلنسوة وسط أجواء متوترة
واقتحمت الشرطة الإسرائيلية منزل الشاب رامي نصر الله (49 عامًا) في قلنسوة، حيث بدأت بالتحقيق مع أفراد عائلته، وذلك على خلفية الحادث الذي وقع مع ابنهم بالقرب من قاعدة غليلوت. وأفادت العائلة بأن الحادثة التي وقعت هي مجرد حادث طرق عادي، مشيرة إلى أن ابنهم يعاني من مرض يجعله عرضة لأزمات صحية.
في سياق متصل، انتقدت العائلة ما تم تداوله في الإعلام الإسرائيلي، واصفةً ذلك بالكذب، خاصةً ما يتعلق بتصريحات الشرطة حول خروج ابنهم بسكين. وأوضحت أن الصور التي نشرت بعد مقتل ابنهم تظهره داخل الشاحنة وليس خارجها، مؤكدةً أنه لم يكن يحمل أي شيء في يده.
وأفادت مصادر محلية بأن الراحل نصر الله، متزوج وأب لخمسة أبناء، ويعمل كسائق شاحنة منذ سنوات.
وشددت العائلة على أن ما حصل يمثل استهدافًا للمواطنين العرب، مشيرةً إلى أن تلك الأحداث تستخدم كذرائع لقتل المواطنين العرب؛ علما بأن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والمفتش العام للشرطة، دانيال ليفي، ادعيا أن الحادث هو عملية دهس ووصفا نصر الله، الذي قتل برصاص مواطنين إسرائيليين تواجدوا في المكان بأنه "مخرب".
وعلى الصعيد الرسمي، قال قائد الشرطة في منطقة تل أبيب إن "ملابسات وخلفية الحادث قيد الفحص".
عبد الجبار نصر الله من قلنسوة ابن عم رامي نصر الله (49 عامًا) السائق الذي قتل برصاص إسرائيليين بعد أن دهست الشاحنة التي كان بقودها العشرات عند محطة حافلات قرب قاعدة "غليلوت" العسكرية، يتحدث لـ @arab48website:
— موقع عرب 48 (@arab48website) October 27, 2024
"ما حصل كان حادثا عاديا... الإرهابيون هم نتنياهو وسموتريش وبن غفير"… pic.twitter.com/zTL1GLeCbZ
في حديث لـ"عرب 48"، قال عبد الجبار نصر الله، ابن عم رامي إن "ما حدث مع رامي كان حادثًا عرضيًا وليس عملية دهس كما تدعي السلطات الإسرائيلية. رامي يعاني من مرض وتصيبه أزمات فجائية في بعض الأحيان، وقد فقد السيطرة على الشاحنة نتيجة أزمة صحية، مما أدى إلى حادث الدهس".
وأضاف: "الادعاءات الإسرائيلية بأن رامي إرهابي لا أساس لها من الصحة. رامي أب لخمسة أبناء، بينهم أربعة بنات وولد وحيد، رزق به قبل سنوات قليلة. الإرهابي هو من يقتل الأطفال والنساء، من أمثال نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وليس رامي". وأشار إلى أن "الشرطة اقتحمت المنزل ومنعتنا من الدخول، وبدأت بتفتيش وتخريب المكان، بزعم أن رامي نفذ عملية. هذا الادعاء عارٍ عن الصحة، فما حصل كان مجرد حادث سير".
وقالت الشرطة في بيان رسمي إنها "تواصل التحقيق في حادث قاعدة غليلوت"، مشددة على أنه "يتم فحص احتمال أن يكون الحادث هجومًا إرهابيًا"، وقالت إن "التحقيقات الأولية أظهرت أن سائق الشاحنة، الذي كان يسير من الشمال إلى الجنوب، انحرف عن مساره واصطدم بالحافلة وبالأشخاص الذين كانوا ينتظرون في المحطة".
وأضافت أنه "نتيجة للاصطدام، أصيب حوالي 40 شخصًا بجروح متفاوتة، بينهم إصابات خطيرة، وتم نقل جميع المصابين إلى المراكز الطبية بواسطة طواقم الإسعاف"، وقالت إنه "أثناء تقييم الوضع في مكان الحادث تبين أن السائق، وهو مواطن إسرائيلي، تم تحييده داخل قمرة القيادة بواسطة إطلاق نار من قِبل مواطن كان في الموقع".
وأضافت أن "الوحدة المركزية في لواء تل أبيب تجري تحقيقًا في الحادث، مع التركيز على احتمال أن يكون الحادث هجومًا إرهابيًا، وقالت إنها تعمل على "جمع المزيد من الأدلة والشهادات".