عمل فريق مسلسل "أتلانتيك كروسينغ" لمدة 6 سنوات، فقط للنبش في الأرشيف من أجل كتابة سيناريو المسلسل الذي يروي قصة رومانسية غير معروفة بين الأميرة النروجية مارثا والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وعُرض هذا الأسبوع ضمن مهرجان كان للمسلسلات.

استغرق الأمر مع تصويره وعرضه في المهرجان 9 سنوات من العمل، وقال المخرج النروجي لهذا المسلسل، ألكسندر إيك، إن "إجراءات البحث كانت متقنة وصعبة جدا بسبب وجود القليل من الكتابات عن الأميرة مارثا".

واشترت هذا العمل الذي استفاد من أعلى ميزانية مخصصة لمسلسل على الإطلاق في الدول الاسكندنافية، 12 دولة من بينها الولايات المتحدة (شركة بي بي إس) وفرنسا (مجموعة شيري 25). وسيُعرض الثلاثاء على التلفزيون النروجي العام "إن آر كيه".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وبالنسبة إلى ألكسندر إيك، بدأ كل شيء بمقال صحافي تكهن بوجود علاقة بين الرئيس روزفلت والأميرة مارثا، السويدية التي أصبحت ولية العهد النروجية بزواجها الأمير أولاف، عندما كانت في المنفى لمدة خمس سنوات في الولايات المتحدة في خضم الحرب العالمية الثانية.

وروى "لم أسمع بهذه القصة من قبل وقد أثار الأمر اهتمامي. بدأت بحثي واكتشفت قصة تجاوزت كل تخيلاتي المجنونة: كانت ولية العهد ضيفة لدى أقوى رجل في العالم فيما كانت الولايات المتحدة هي الخلاص الوحيد للحلفاء في قتالهم ضد النازيين".

وتابع المخرج "تركت الأميرة انطباعا قويا على الرئيس فوقع في غرامها وهي أدركت أن لها تأثيرا على الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدتهم في هذه الحرب واستخدمت هذا التأثير. ويعطي هذا المسلسل لمحة عن طريقة تعاملها مع هذا المشهد العاطفي المعقد للغاية".

وبهدف إجراء هذا البحث، تعاون المخرج مع كاتبة السيناريو ليندا ماي كاليستين التي تملك خبرة واسعة في البحث في الأرشيف. وبعد تحقيق مكثف، وجدا رسائل وصحفا ومجموعات خاصة ورسمية، كما تحدثا إلى أشخاص كانوا على دراية بتلك العلاقة ولا سيما أحفاد روزفلت.

وأكد ألكساندر إيك "لقد تذكروا مارثا وأخبرونا أنها كانت آخر حب في حياته".

ويؤدي الممثل الأميركي، كايل ماكلاكلن، دور فرانكلين روزفلت، في هذا المسلسل المؤلف من ثماني حلقات تم تصويرها في جمهورية التشيك.

وقال الممثل في حوار عُرضَ خلال المهرجان "لم أكن أعرف هذه القصة، لقد فاجأتني فعلا. لقد دهشت أيضا لرؤية النضال الذي واجهه روزفلت لجعل الأميركيين يقبلون فكرة العودة إلى الحرب. فبعد الحرب الأولى، كانوا قد سئموا الأمر واضطر للعمل كثيرا لإقناعهم وعكس الاتجاه السائد".

وأوضح ماكلاكلن أنه واجه "الكثير من الصعوبات" في تأديته هذا الدور، وخصوصا لجهة التحوّل إلى شكل يشبه روزفلت الذي أصيب بالشلل وكانت رجلاه نحيلتين. وكان عليه أن يضع عدسات ملونة وطرفا اصطناعيا لتغيير شكل فمه، استخدمه كذلك في مسلسل "توين بيكس" الأميركي.

وتؤدي الممثلة السويدية صوفيا هيلين التي شاركت في مسلسل "ذي بريدج" (الجسر) دور الأميرة مارثا. وأشاد ماكلاكلن بأداء الممثلة قائلا "صوفيا ممثلة غير عادية، بديهية جدا ودائما جاهزة للتمثيل".

ومع وتيرته المحمومة ومشاهده الحربية التي تستحق الموازنات الضخمة وطاقمه المقنع بأدائه وقصته الرومانسية، يفترض أن يحظى مسلسل "أتلانتيك كروسينغ" بنسبة مشاهدة عالية.

وهناك احتمال أن يصوّر موسم ثان من المسلسل. وقال المخرج ممازحا "ناقشنا إمكان استمرار القصة وأعتقد أن ذلك ممكن، لكنني لن أمضي تسع سنوات أخرى في العمل على ذلك!".

اقرأ/ي أيضًا | الإعلان عن "جائزة محمد بكري لأفضل فيلم وطني"