يحتفل ابناء الجولان المحتل، اليوم، بالذكرى الواحدة والستين لعيد الجلاء- يوم رحيل آخر جندي أجنبي عن أرض سوريا الغالية الذي كان حصيلة نضال جماهير شعبنا الأبي من حوران جنوبا إلى حلب شمالاً ومن اللاذقية غرباً إلى دير الزور، ضرب من خلاله أروع الأمثلة البطولية وقدم التضحيات الجسام مؤكدا في كل موقعة انه يرفض الإذلال والتبعية وأنه متمسك بسيادته وعروبته.

وفي أجواء هذه المناسبة ودروسها العظيمة، يخوض اشقاؤنا "فلسطينيو الداخل" معركة نوعية جديدة مع الدولة المحتلة دفاعا عن وجودهم في وطنهم وحقهم بعيش كريم فوق ترابه، تتمثّل في الملاحقة الهستيرية والخطيرة التي تشنها المؤسسة الاسرائيلية - على اعلى مستوياتها - ضد حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" وقائده د.عزمي بشارة. ولهذا تكتسب ذكرى الجلاء في ظروفنا الحالية أهمية استثنائية في معانيها ومصادر قوتها. ان "سر القوة" التي جعلت شعبنا ينتصر على فرنسا ومعداتها الحربية والاستخباراتية ويفوز بالحرية والاستقلال، هو وحدة كلمة الثوار وتحليهم باليقظة العالية والهمة النضالية الدائمة في مختلف بقاع الوطن وعلى مدار أكثر من ربع قرن من الكفاح منذ ان وطئت فيها القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غورو ارض سوريا وحتى جلاء آخر جندي غاز عن أرض الوطن.

يعرف ابناء شعبنا العربي في اراضي الـ 48 كيف يدافعون عن حقوقهم. فهم اهل الصمود ومدرسة في النضال. ويعرفون أن المعركة التي يخضونها هذه الايام، هي جزء من المعركة التي تخوضها الامة العربية، من محيطها الى خليجها، في وجه هذا "العدوان الكوني" المتواصل ضد هذه الامة وحضارتها العادلة والمعتدلة. ولكن نحن أمة صابرة، وتاريخنا – الماضي والحاضر- خلي من اي اطماع بحقوق الاخر، ونظيف من اي نوايا عدوانية اتجاه الاخر.. و"النصر صبر ساعة ".
نحن، اخوتكم في العروبة وحلفاؤكم في الهم القومي المشترك من ابناء الجولان العربي السوري المحتل، في مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية والغجر، نشد على اياديكم ونعتز بكم ونفخر بمواقفكم وندعو أبناء شعبنا في الوطن الغالي إلى الوقوف خلفكم لإفشال هذه المؤامرة الخطيرة ضدّ المناضل العروبي الكبير د.عزمي بشارة، ومن اجل استثمار هذا العدوان الجديد اعلاميا لمحاكمة المجرمين الحقيقيين والعنصريين ومغتصبي حقوق الشعوب.

كم انت كبير يا عزمي وكم هم صغار..!
لك ان تفخر بان قامتك الضاربة جذورها في اعماق "أرض البرتقالة" اكبر من جذورهم..!
انت يا ابا عمر الجذور وانت المستقبل..
اما "هؤلاء" فهم "عابرون" الى الفشل!....

----
*مجدل شمس/الجولان المحتل