لقد ذكرت مرارا بأن الحملات التحريضية العنصرية، ليست موجهة ضد د.عزمي بشارة فقط!! وإنما ضد كل الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل.

في عام 1987 قام شموئيل طوليدانو، والذي شغل لفترة طويلة، منصب مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للشؤون العربية، بإطلاق تصريحه العنصري، والذي يقول فيه: "إن هؤلاء الذين يعيشون بيننا منذ أربعين عاما، لم يبقوا رعاة وسقاة، بل أصبحوا عربا وأيضا فلسطينيين؟!!". وقال آخر وأثناء محاولة إسرائيل تمرير خططها لتهويد الجليل: إن العرب في إسرائيل هم كالسرطان في جسم دولتنا، ويجب استئصاله من جذوره!!

وهناك تصريحات عديدة أخرى، وكان آخرها ما صرح به مدير عام جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الشاباك)،حينما قال: "إن العرب في إسرائيل يشكلون خطرا استراتيجيا على امن الدولة ".

لقد تمت ملاحقة ومطاردة د. عزمي بشارة منذ سنوات، وخاصة منذ عام 1995 حينما تم تأسيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بزعامته، ودخوله الكنيست عام 1996 بعد فوزه في الانتخابات.

إن إسرائيل تريد عربا يقولون، بل لا يعرفون إلا كلمة " نعم"، أما من يقف معارضا لآرائهم ومطالبا بحقوقه، فهو إنسان غير مرغوب فيه ولا وجود له في إسرائيل... بل يجب أن يعاقب! لقد قال د.بشارة:" إن إسرائيل ليست دولة دكتاتورية، بل ديمقراطية، ولكن لليهود فقط، وليس لجميع مواطنيها". إنني لا أرى أي عيب في هذه المقولة، نعم إن إسرائيل دولة ديمقراطية، ولكن هذه الديمقراطية( سبحان الله.. وبقدرة قادر!) عندما تصل إلى العرب تتوقف، وكأنها سيارة تتوقف عندما يرى سائقها إشارة "قف"!.

لقد انقلبت الموازين الفكرية الآن بما يتعلق بوضع الجماهير العربية في الداخل... فالفكر الذين يحملونه الآن لم يعد ذاك الفكر الذين كانوا يحملوه قبل عقود خلت(ولا أعمم هنا)!!
إن عزمي بشارة أنشأ نهجا سياسيا قويا جديدا، وكأنه كان يقرأ في الفنجان... يقرأ كيف ستنظر إسرائيل لأبناء شعبه في الداخل!
لقد قرأت الكثير من المقالات التضامنية مع بشارة ومن كل أنحاء العالم، وهذا يؤكد عدالة قضيته!

ومن بين ما قرأت، أيضاً، وفي صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية مقالين في 26\4\2007! الأول: في حالة إدانة د.بشارة: الإعدام أو السجن المؤبد.. بقلم البروفيسور زئيف سيغل، أستاذ القانون في جامعة تل أبيب واحد المحللين القضائيين الإسرائيليين ... ماذا فعل بشارة، حتى يستحق هذا العقاب! اترك الجواب مفتوحا!

أما المقال الثاني فهو لعميرا هس: وفيه تسرد الكاتبة قصة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ومعاناة الفلسطينيين ومقاومتهم للاحتلال....!

" إن الاحتلال العسكري حتى حينما لا يقتل أو يدمر فيبقى نارا"، نعم إن الاحتلال هو النار التي لا تتوقف....

لقد وقف عزمي بشارة مع أبناء شعبه المحتل... وهذا أمر طبيعي، فنحن أبناء شعب واحد وان حكم التاريخ علينا بأن نجزأ إلى 3 أجزاء : فلسطينيو الضفة والقطاع، وفلسطينيو الشتات... وفلسطينيو الداخل!!

حتى وان كانت إسرائيل لا تتورع عن شيء من حيث نواياها ونوايا أجهزتها وعلى اختلاف أنواعها، فسوف تحاول استخدام أساليب أخرى مثل الحرب النفسية من خلال وسائل إعلامها المختلفة، وستستخدم أعوانها المهمشين وهم قليلون بالرد والتأثير، لإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد!

واختتم مقالي هذا بقول الشاعر برهان الدين العبوشي:
شباب فلسطين،استعدوا وجندوا
ولا تهنوا، فاليأس لم يزد العمرا..
روايتكم يا قوم، ما تم فصلها
فان قمير العرب لم يكتمل بدرا..