يشكّل اليوم الأول للطالب العربي في الجامعة نقلة ليست بالبسيطة في التعامل مع المؤسسة التعليمية، فهو ينتقل من نظام مدرسة ثانوية تعتمد بالأساس على اجتهاد الطاقم التعليمي بتمرير المواد اللازمة، وحضور الأساتذة إلى الطالب والصف، وجدران المدرسة وقوانينها ودوامها حتى الجرس وتنظيم الإدارة لوقت الطالب والتعليم، نحو العالم الأكاديمي المفتوح والجامعة التي يتركّز فيها التعليم وتجميع المواد على كاهل الطالب ذاته.
ومنذ اليوم الأول، يشعر الطالب العربي عند دخوله الحرم الجامعي بالفرق الشاسع، بين المدرسة والقرية، وهذه المؤسسة الكبيرة التي لا يعرف عنها شيئا، فالأستاذ في الجامعة لا يأتي إلى الصف، بل على الطالب ذاته أن يبحث عن أستاذه والقاعة التي يدرّس فيها، العديد من المكاتب والإجراءات التي تبدأ من إصدار بطاقة طالب، مروراً بترتيب ساعات دوامه بذاته من بين الإمكانيات التي تطرحها إدارة الجامعة وبحثه بين أرجاء الجامعة وبناياتها عن القاعة التي ستقام بها المحاضرة.
 يكون الطالب في يومه الأول في الجامعة كمن دخل مكاناً كبيراً لا يعرف من أين يبدأ رحلته الأكاديمية هذه، ومن الساعة الأولى يحاول أن يعرف مكانه، ويسيطر عليه قليل من الخوف، وتبدأ المشكلة الأولى في إيجاد الصف الذي عليه الإلتحاق به.
تتقسم الجامعة إلى عدة كليات وبنايات عديدة، وعلى الطالب أن يتوجه إلى الكلية الملائمة أولاً، وهناك يباشر البحث عن القاعة المطلوبة بحسب الرقم المكتوب عليها، فللحقوق كليتها، وتندرج المحاسبة في كلية علوم الاجتماعية، والطب في كلية الطب التي يندرج فيها التمريض أيضاً.
عند إيجاد الكلية، تصبح أرقام القاعات بشكل تسلسلي، ممّا يجعل إيجاد القاعة ليس بالأمر الصعب.
أما عن النصائح لطالب الجامعة، فمن المفضّل أن يذهب إلى الجامعة قبل بداية العام الدراسي لجولة قصيرة، يتعرّف من خلالها على أقسام الجامعة وأسماء المباني المختلفة كي تكون وجهته في اليوم الأول للجامعة واضحة ويعلم مسبقاً إلى أي تجاه عليه أن يتوجه.
وبشكل عام، لا ضرّر من السؤال، ففي أغلبية الجامعات، هنالك طلاب من سنين سابقة ويعرفون الجامعة حق المعرفة، يتطوّعون لإرشاد القادمين الجدّد وتوجيههم كي لا يضيع اليوم الأول في البحث عن قاعة المحاضرة المطلوبة، ويشكّل الطلاب الناشطون سياسياً أغلبية المتطوّعين لمساعدة الطلاب القادمين الجدّد. 
بالإضافة إلى أن اليوم الأول في الجامعة يشكّل نوعاً من الخوف في داخل الطالب، إلّا أنه يشكّل أيضاً عنده انبهار معيّن، فتتشكّل في مراكز الجامعات مجمّعات تجارية، معارض للكتب، ومعارض للقرطاسية وحركة نشطة تفتح عيون الطالب على احتياجاته الأساسية والثانوية، إلّا أنها بالإضافة إلى الإحتياجات فهي تُبهره بجمالية وضخامة مركز الجامعة، ومفضّل أن يستمتع في التجوّل داخل هذه المجمّعات التجارية.
إلى جانب هذه المجمّعات، تتشكّل في الأسبوع الأول من العام الدراسي، عدة أكشاك يجلس فيها ممثّلون عن شركات معينة، ويعرضون وظائف معينة تلائم الطلاب، وتلائم ساعات دوامهم، وهي مفيدة ليتعرّف الطلاب على هذه الشركات ومسارات العمل التي تقدّمها للطلاب.
وبين هذه الأكشاك، وفي جامعة حيفا على سبيل المثال، تنظّم نقابة الطلاب في الجامعة كشكاً خاصاً بها، تقدّم من خلاله العديد من الخدمات للقادمين الجدد كإصدار بطاقة طالب من خلال النقابة، وتقدّم ذاتها كعنوان للطالب الجديد وتعرض خدماتها التي من الممكن أن تكون مفيدة، وتكون قريبة من البوابة الرئيسية.
أمّا الطلاب الذين لا يودون أن يكونوا أعضاء في نقابة الطلاّب، فيتم إصدار بطاقة طالب في أماكن متعدّدة بحسب كل جامعة، وعلى الطالب أن يهتم بشأن إصدار البطاقة خلال الأسبوع الأول من التعليم. 
أمّا في الجامعة العبرية في القدس، فلا تتشكّل هذه الأكشاك في مركز الجامعة فقط، بل على امتداد الطريق من الباب الرئيسي حتى مركز الجامعة.
أمّا الإكتظاظ في الجامعة خلال اليوم الأول، فهو شيء من الممكن أن يؤدي إلى بعض الخوف والإنبهار بالوقت ذاته، فالآف الطلاب يمرون بجانبك، وليس كمدرسة صغيرة لا يتعدّى عدّد طلابها المئات، وهم بشكل عام حضروا من أماكن مختلفة وثقافات مختلفة.
وفي اليوم الأول يصطدم الطالب بهذا الكم من الطلاب، الإنبهار جيد، ولكن على الطالب أن يعلم ومنذ اليوم الأول، أن هذه الثقافات كلها لا ينبغي أن تخيفه، بل أن ينظر إليها كعالم جديد، فيه الخصوصية، وفي حال كان في المحاضرة ٤٠٠ طالب على سبيل المثال، فهو ليس مجبر بمعرفتهم، وأسمائهم لا تعنيه، وهم شريكون في المحاضرة ليس أكثر. 
أما عن استثمار اليوم الأول في الحرم الجامعي، فمن المفضّل أن يقوم الطالب بجولة يتعرّف من خلالها على الحرم ذاته، وأزقته وبناياته المتعدّدة.

المرحلة الجامعية هي من أمتع المراحل الحياتية رغم التحديات وبعض الصعاب. وهي فرصة حقيقة ليحلق الطالب أو الطالبة بفضاء أوسع ورحب لا يتوفر في أماكن أخرى.