بعد أسبوع من اليوم، نحن على موعد مع بداية عام دراسي جامعي جديد، حيث يُقبل الطلاب العرب على مسيرة جديدة، تجربة مختلفة لم يصادفوا مثلها من قبل.
عملية الانتقال من المرحلة الثانوية للجامعية، عملية ممتعة ومخيفة في الوقت ذاته. فللمرة الأولى ستكون مسؤولاً بشكل كامل عن حياتك وخصوصياتك، سيكون عليك التأقلم مع الغرباء وتكوين صداقات، إيجاد حلول لمشاكلك، وهذا كله وأنت بعيد عن أصدقائك وأسرتك، التأقلم مع الحياة الجديدة مع لغة جديدة.
هناك عدة صعوبات تواجه الطالب العربي أهمها البعد الجغرافي والتأقلم الاجتماعي إضافة إلى ذلك اللغة العبرية، لكن يمكن التغلب على هذة الصعوبات بالتوجه الصحيح والسليم، سأقدم لكم بعض النصائح التي قد تسهل عليكم التأقلم والانخراط بالشكل السليم في هذه المؤسسة، وخوض التجربة بنجاح.
1) البعد الجغرافي والتأقلم الاجتماعي: إن أكثر الطلبة نجاحًا هم أولئك الذين ينخرطون بصورة نشطة في تعليمهم، عن طريق تفاعلهم مع زملائهم ومحاضريهم ومشاركتهم في نشاطات مختلفة، يغدون جزءاً من مجتمع الجامعة عبر تكوين جماعات مساندة يمكن أن يلجأوا إليها للمساعدة، ومن هنا فإن على الطالب الجامعي الجديد أن ينخرط، ولكن ليس بصورة مفرطة، في الفصل الأول مع محيطه موازاةً مع التخطيط الأكاديمي السليم، وأفضل طريقة للقيام بذلك هو البحث عن طلاب قدامى ذوو خبرة في مجال التعليم والمنطقة التي إخترت أن تتعلم بها، هذه الإستراتيجية بالتوجه إلى المحيط، أي الانخراط السليم المتوازن، قد يسهل عليك التأقلم مع الواقع الجديد وتخطّي مرحلة صعوبة البعد الجغرافي، وكل ذلك منعاً لأن يؤثر هذا العامل على دراستك وإنجازك العلمي. 
2) توقع غير المتوقع: الإيجابية والتفاؤل أمران مهمان، لكنهما لا يتعارضان مع عملية التوقع والتخطيط لغير المتوقع. لا تتوقع أن الأمور ستسير كما تود دائماً. سيكون هناك محاضرين وطلاب بأطباع مختلفة، أكل غير لذيذ، سكن بعيد، محاضرات في الساعة السابعة صباحاً والسابعة مساءً، مواد يصعب عليك فهمها. وهنا أنا لا أقصد أن تتوقع أن ما سيحدث معك هو الأسوأ دائماً، ولكن لا ترفع سقف طموحاتك إلى درجة غير منطقية، فتشعر بالإحباط عندما تصطدم بالواقع. تأمل أن تحصل على الأفضل، ولكن ضع في حسبانك أن الأسوء قد يحدث.
3) إدارة الوقت: هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى سرقة الوقت، تجنبها. لا تنسى أن هدفك الأساسي الذي جئت من أجله هو التعليم وإنهاء اللقب، لذلك عليك خلق موازنة بين الحياة الاجتماعية والوقت المخصص للدراسة وخاصة في وقت المحاضرات وفترة الامتحانات.
 4)  أساليب الدراسة: إن الدراسة الجامعية تتطلب قراءة وتفكيرًا أكثر ولكن حفظاً أقل مما في المدرسة. واظب على حضور المحاضرات وتدوين المواد ويمكن الاستعانة دائماً بنسخ من مواد من طلاب قدامى مما يسهل عليك عملية الدراسة والتأكد أن تملك المادة بشكل كامل مرتبة وبأفضل صياغة.
5)  اللغة العبرية: هذا البُعبع يشكل أكبر عائق لدى غالبية الطلاب العرب، ذلك يعود لعدة أسباب لن أخوض بها، ولكنني سأخوض في كيفية التغلب عليها.
تعليمك ونقاشاتك والمواد الدراسية ستكون في اللغة العبرية، هذا يعني أن هنالك أهمية كبرى للسيطرة على اللغة، لا تخف.
عليك أولاً أن تكون متيقناً من أنك تعرف، لكن ما ينقصك هو فقط المخالطة لذلك لا تهب من استعمال اللغة حتى لو أخطأت، ستتعلم حتماً.
لتتطوير لغتك العبرية، بامكانك قراءة الصحف كل صباح، وعادة يتم توزيعها على باب الجامعة، يمكنك أيضاً الإبحار في المواقع العبرية من خلال  الإنترنت، وكل هذا سيعرفك على مصطلحات جديدة.
إذاً فالممارسة والتثقيف كفيلين أن يساعداكَ في التغلب على هذا العائق.
بعد أن قدمت بعض النصائح العامة، سألقي الضوء على بعض الخصائص للجامعة التي أتعلم بها، جامعة 'بن جوريون' في بئر السبع .
تقع جامعة بن جوريون جنوب البلاد في النقب، تأسست عام 1965 تعتبر جامعة بئر السبع مركزًا هامًّا للتعليم الأكاديميّ والأبحاث العلميّة، خاصةً كونها جامعة جديدة نسبياً تحتوي على كل التخصصات تقريباً. تتحلّى الجامعة بمستوى عالٍ في تعليمها، بالأخص في علوم الهندسة، علوم الصحّة، الطبّ والعلوم الإجتماعيّة.
تقسّم جامعة بن جوريون إلى ثلاث مناطق: القسم المركزي – إدارة الجامعة وبيت الطالب، وهناك كل ما يحتاجه الطالب مثل نقابة الطلاب، عمادة الطلبة، مكتب التسجيل ومكتب الحسابات ودكانة لبيع كل مستلزمات الطالب.
القسم الثاني: كلية العلوم الطبيعية، كلية علوم الهندسة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية الإدارة.
القسم الثالث: مركز لكلية علوم الصحة المتواجد بالقرب من مستشفى 'سوروكا'، ومركز الأبحاث 'بيت هاياس'.
 
للجامعة خمس كليات وهي:
كلية علوم الطبيعة، وتشمل الاقسام التالية:
قسم علوم الجيولوجيا والبيئة، فيزياء، علوم حاسوب، رياضيات، بيولوجيا
  • كلية الهندسة وتشمل قسم هندسة الكهرباء وهندسة الحاسوب، هندسة ميكانيكية، هندسة كيميائية، هندسة إدارة وصناعة، هندسة مواد، هندسة ذرية، طب أحيائي، تكنولوجيا أحيائية، هندسة نظم اتصال،هندسة نظم علوم، هندسة برمجة وهندسة أبنية.
  • كلية العلوم الاجتماعية والأدبية وتشمل مختلف الأقسام، مثل علم السلوك، العمل الاجتماعي، اقتصاد، تربية، أبحاث، تاريخ، فلسفة، أدب.
  • كلية العلوم الصحية وتشمل مدرسة الطب والطب الدولي، ومدرسة الصحة العامة للجمهور.
  • مدرسة الإدارة وتشمل إدارة سياحة وفندقة، إدارة أجهزة صحية، إدارة أعمال، إدارة سياسة الجمهور.
تمتاز جامعة بئر السبع رغم افتقادها لأماكن استجمام (على شاكلة مدينة حيفا وتل أبيب) بجو خاص وهدوء مميز يسحر الساكنين فيها، جو مناسب للطالب بعيداً عن صخب الحياة وخاصة كل ما يخص سهولة التنقل فيها، قرب مساكن الطلبة من الجامعة ووجود أقسام الجامعة كلها بالمقربة من بعضها.
تمتاز الجامعة أيضاً بكثرة الفعاليات الثقافية والاجتماعية والبرامج الترفيهية التي تقيمها الأحزاب العربية المختلفة الفاعلة بالجامعة.