تشكّل الجامعة بالنسبة لطالب جديد عالماً كاملاً لم ينفتح عليه من قبل، وصدمة في آن واحد، فنظام الدراسة والتعليم يختلف، وما كان يمر عليه من مواد خلال عام كامل في المدرسة، يمر خلال أسبوع في الدراسة الأكاديمية، والعديد من الطلاب تواجه مشاكل عديدة خلال سنة التعليم الأولى بسبب عدم معرفتها بتنظيم وقتها واجتماعياتها خلال هذه الحياة الأكاديمية الجديدة.
أمّا معهد التخنيون، بشكل خاص فضغط الدراسة فيه أكثر من أي مكان آخر، ويشكّل كابوساً للمقبلين عليه نظراً لكم المواد التي يتلقاها الطالب في فترة زمنية قصيرة نسبياً، وفي ذات الوقت تمرّر له بصورة مكثّفة أكثر من المعتاد. 
هناك عدة نقاط رئيسية على الطالب أن يأخذها بعين الاعتبار لأجل أن يتم دراسته في هذا المعهد بنجاح:
أولاً موضوع الوقت، لتنظيم الوقت أهمية فائقة في مسيرة الطالب الدراسية، فهو يحصل على كمية كبيرة من المواد الجديدة، والوظائف في وقت قصير، وعدم تنظيم الوقت قد يؤدي إلى ضغوط لن تفيد الطالب، ولن يستطيع التفكير خلال هذا الضغط، لهذا على الطالب أن ينظم وقته بطريقة يضمن أن تكون الهوايات وممارسة الرياضة ونقاهته جزء من البرنامج وليس أثناء وقت الفراغ غير المنظم فللترفيه عن النفس وإعطائه حقه من الوقت تأثير على نفسية الطالب المفيدة للدراسة، وأنصح بشدة باستعمال المفكرة، أو اليوميات.
ثانياً العلاقات الإجتماعية، فلها أهمية فائقة ولكنها سيف ذو حدّين، فأثناء الدراسة عليك انتقاء الأشخاص الذين يدرسون بنفس النمط والمستوى والسرعة، وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء من أعز الأصدقاء، ولكن نمط حياتهم في فترة معينة خلال التعليم يحفّز على الدراسة، ويجعل من الحياة الاجتماعية في فترة الدراسة شيئًا مفيدًا، أمّا الجانب الآخر فهو الترفيهي، الذي يحتاج لدوائر اجتماعية أكبر وأصدقاء أقرب يلائمون طريقتك في الترفيه عن نفسك، وعلى الطالب أن يحذر في خلط الأمور، فصديق الدراسة ليس هو ذاته في أغلب الأحيان صديق الترفيه والرياضة، والحذر من أصدقاء الترفيه أثناء الدراسة أمر في غاية الأهمية.
ثالثاً الإنضباط الذاتي، له أهمية كبرى أيضاً، ومع وصول الطالب إلى المؤسسة الأكاديمية عليه أن يكون نقديًا اتجاه ذاته من كافة النواحي المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى الجانب الأكاديمي، حيث عليه أن يحضر كافة المحاضرات، وفي حال التغيب عن محاضرة ما يتوجب عليه مراجعتها ودراستها بشكل فردي في أقرب وقت، كي يبقى بالمستوى المطلوب ويستطيع الاستمرار في مسيرته بنجاح، الطالب في دراسته الأكاديمية رقيب ذاته الأول والأخير.
أما على مستوى التعليم، فأنت أيها الطالب في معهد التخنيون ستكون بين أذكياء الدولة في مجالك، مما يعني أنك في منافسة ومن الممكن أن يكون تدريجك بين المحيطين بك أقل مما كان عليه أثناء المدرسة، لا تتأثر من هذا فهو طبيعي والجميع سينجح في نهاية المطاف، انهل ما تستطيع من معرفة وعلم خلال تواجدك في هذا المعهد، فأنت لا تتأهل لتكون مهندساً فقط، بل ستتأهل لتكون مهندساً وباحثاً في التطوير وهذا بحاجة لفهم أساسي في المواد التي تقدّم لك من قبل المعهد.
نهاية، الجامعة والمعهد ليس مصنعاً للشهادات، صحيح أن الضغط في معهد التخنيون كبير جداً، وأكبر من أي مكان آخر، ولكن ما يتوجب عليك أيها الطالب فعله هو عدم الاستسلام لهذا الضغط، فلا يجب عليك أن تنعزل عن مجتمعك وهمومه، شارك في الندوات، الفعاليات الإجتماعية والسياسية التي تقام في مدينة حيفا، تطوّع في مجالات عدة، فجزء من تأهيلك لتكون عالمًا أو مهندسًا هو أن تعرف كيف تتأقلم مع مجتمعك وتطوره وتدعمه، ولا يعزلك هذا الضغط عن المجتمع، وكما أشرت سابقاً، عند ترتيب جيد للوقت ستتمكن من التغلب على هذا الضغط.