ما زال الطالب العربي يعاني العديد من الصعوبات والتحديات التي تواجهه خلال التعليم الجامعي والأكاديمي في البلاد وخاصة مشكلة اللغة والتأقلم مع البيئة الجديدة التي تفرض على الطالب العربي العديد من الظروف والصعوبات والتي يتوجب عليه أن يتغلب عليها كي يتمكن من أن يصل إلى بر الأمان ومن أن يتمكن من تحقيق أهدافه وإنهاء تعليمه.
وعلى الرغم من زيادة الوعي الأكاديمي للطلاب العرب وكيفية اختيار المواضيع الجامعية، إلا أنه ما زالت ظاهرة التسرب من الجامعات وخاصة في السنة الأولى وخلال دراسة اللقب الأول ظاهرة منتشرة بين الطلاب العرب وذلك للعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.

وتشير المعطيات إلى أن السبب الرئيسي وراء تسرب الطلاب الجامعيين العرب من الجامعات الإسرائيلية يعود إلى عدم تمكنهم من التأقلم مع التغييرات الاجتماعية المحيطة بهم ، إذ يواجه الطالب العربي في سنته الأولى مشاكل اللغة، العادات والتقاليد، السكن خارج المنزل وتولي مسؤولية نفسه، الأمر الذي بشكل مصدرا للقلق لدى العديد من الشباب والفتيات.

'العديد من الطلاب العرب لا يتحلون بالمسؤولية'

على ضوء هذا مع بدء العام الدراسي في الجامعات، أجرى موقع 'عرب48' لقاء خاص مع عدد من الطلاب الجامعيين الذين تحدثوا عن الأزمات التي واجهوها خلال عامهم الجامعي الأول ودراستهم للقب الأول، وأسهبوا بالحديث عن كيف تمكنوا من اجتياز العقبات والتحديات.

وقال الطالب الجامعي إبراهيم محاجنة: 'هناك العديد من الازمات التي تواجه الطالب العربي في الجامعات الاسرائيلية ، وبنظري الأمر لا يقتصر فقط على مشكلة اللغة، فهناك العديد من التحديات التي تحيط بالطالب العربي، فالعديد من الشباب لم يتولوا مسؤولية أنفسهم إلا حين دخولهم التعليم الاكاديمي والجامعي ويتفاجئون بأن عليهم تولي كامل المسؤولية ، وبنظري هذا هو السبب الرئيسي والأساسي لتسرب الطلاب من الجامعات ، لا أعتقد أن من يمكنه أن يكون على قدر من الثقة والمسؤولية سيتصعب عليه مواجهة باقي الازمات'.

وأضاف: 'من خلال تجربتي أقول للطلاب وخاصة الجدد منهم أن يكونوا على قدر من المسؤولية، وأن يعطوا الأولية في حياتهم للتعليم وتحقيق النجاح المرجو، وباقي الصعوبات بإعتقادي ستهون لو تمكنت من التغلب على المشكلة الأساسية، إلا وهي تحمل المسؤولية'.

يجب على الطالب العربي أن يتميز ويثبت قدراته كي يتمكن من الحصول على وظيفة

أما الطالب همام مصاروة ، فقد سلط الضوء على مشكلة فرص العمل لدى الطالب العربي وخاصة في المواضيع العلمية حيث قال: ' أعتقد أن العامل النفسي والمحيط والبيئة كلها عوامل لها أثر كبير على اختيار الطلاب لمواضيعهم الجامعية، في الحقيقة أرى أن هناك نسبة قليلة جدا من الطلاب العرب الذين يتوجهون لدراسة المواضيع العلمية وخاصة مواضيع علم الحاسوب'.

ويعتقد مصاروة أن الطالب العربي عند اختياره دراسة مثل هذه المواضيع، يجب عليه أن يكون متميزا ويثبت قدراته كي يتمكن من الحصول على فرصة عمل، لذا يرى أن العديد من الطلاب العرب يبتعدون عن هذا الموضوع أو يقومون بتغيير مسار تعليمهم لعدم تمكنهم من تحقيق العلامات والتميز المطلوب منهم، لكنه يجزم بأنه مع الاجتهاد والإصرار فالنجاح هو نتيجة حتمية لكل طالب.

الأفكار المسبقة الخاطئة عن المواضيع تؤدي بالطالب إلى الفشل

من جانبه، الطالب الجامعي محمد جبارين أكد أن سبب وراء عدم النجاح لبعض الطلاب باللقب الأول وقضية التسرب من الجامعات والكليات في العام الأول على وجه التحديد، يعود إلى مشكلة عدم الدراية بصعوبة الموضوع والاستخفاف به.
ويرى جبارين أن هناك العديد من الطلاب العرب الذين يقررون دراسة موضوع معين دون معرفة مسبقة عن الموضوع وعن ما يحوي من صعوبات وتحديات، فمنهم من يستهين بالموضوع وبالتالي يكون الفشل هو مصيره المحتوم.

على سبيل المثال يقول جبارين: 'شخصيا أدرس موضوع الرياضة في كلية فينجيد، العديد من الاشخاص ينظرون إلى الموضوع بأنه موضوع بسيط وهذا نابع عن فكرة مسبقة خاطئة عن الموضوع ، من خلال الرياضة تدرس العديد من المواضيع الطبية بالاضافة الى حاجته الى الجهد واللياقة البدنية، وهذا شأنه كما العديد من المواضيع الأخرى التي وبسبب فكرة مسبقة خاطئة عن الموضوع تؤدي إلى حالة من الصدمة والذهول وبالتالي الفشل، لذلك يجب على كل طالب قبل أن يتوجه إلى دراسة أي موضوع أن يعرف على ما هو مقبل عليه ليتمكن من تحقيق هدفه'.