يعاني عدد كبير من التلاميذ، خصوصًا في الصفوف الدنيا ممن سيدخلون في الصف الأول ممّا يسمى 'رهاب المدارس' أو بتسمية أخرى 'الخوف من المدارس'.

يزداد انتشار هذا الاضطراب لدى الأطفال غير المنتسبين للروضات أو البساتين، إذ يصلون فجأة للصف الأول، يجلس بزي موحد في ظل حصص تعليمية متراصّة، أشبه بنظام عسكري، لم يعتد الطفل أن يعيش فيه في بيته الذي فيه درج، حيث تبدأ علامات الخوف الأولى، من رفض الذهاب للمدرسة، حيث يتبجّح الطفل بشتّى الذرائع لعدم الذهاب للمدرسة، أبرزها: وجع في البطن، قلة النوم ليلًا.

المهم، أن تتعامل الأم بصدق مع ابنها، رغم إدراكها أنه يفتعل الأحاسيس، لأن ذلك قد يتطور إلى من ادعاء المرض إلى وجود فعلي للمرض، مثل اصفرار في لون البشرة، شحوب في الوجه، بكاء بصوت مرتفع، تصبب العرق، برودة الأطراف وصولًا حتى التقيؤ في أقسى الحالات وأقصاها.

أما داخل المدرسة، فقد يبرز ذلك من خلال عدم المشاركة في الحصص الدراسية، عدم الرغبة في إعداد الواجبات البيتية، الانطواء والجلوس وحيدًا في الصف أو أثناء الاستراحة.

اقرأ أيضًا | ابنك مقبل على الصف الأول؟ هذه النصائح لك

وحل هذه القضية يكون أساسًا عبر محورين، في البيت وفي المدرسة؛ أما في البيت فيطلب من الأهل تحميس الطفل وتشجيعه للذهاب للمدرسة، من خلال شراء القرطاسية التي يُحب، ألوان الكتب التي يريد وعلى الأهل الاهتمام بأدق التفاصيل، من أجل منح الطفل شعورًا بأنه مقبل على أمر يحبه.

وما يجب على الأهل فعله أيضًا، هو تشجيع الابن من خلال إعطائه الهدايا مقابل كل وظيفة أو مشاركة أو تقدير من المعلمة، لكي يشعر أن ما يقوم به هو أمر جيد وعظيم يتعدى أرقامًا مبهمةً على لوح أبيض، يعيد نسخها إلى الدفتر وكفى.

ويستحب أيضًا، أن يزور الوالدان المدرسة من أجل منح ولدهم شعورًا أنهم مهتمون به، وأنهم على صلة مع معلمته (خصوصًا أن في الصفوف الأولى تكون المعلمة هي ذاتها في أغلب الحصص)، حيث ستزداد ثقة الطفل في معلمته.

أما الدور المنوط بالمعلمة، هو إشراك التلميذ أثناء الحصص، وتقديره على كل إجابة وتشجيعه على المشاركة في الحصص.

التعاون في هذه الحالة يكون بين المدرّسة والوالدين، فيد واحدة لا تصفق والمهم، هو أن يشعر الطفل أنه في بيته.