نظّم مركز حملة يوم السّبت الفائت، جولة تصويريّة توثيقيّة في حي وادي صليب، المهدّد بالهدم، الواقع في مدينة حيفا. حيث ابتدأت الجولة في مقر مسرح خشبة، بمشاركة عشرات المصورين والمصوّرات من المهنيين والهواة.

رحب المصور الفنان محمد بدارنة بالحضور، وشرح أهميّة الجولة في سياق هدم آخر ما تبقّى من معالم العمارة الفلسطينيّة، الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية، لا سيما بلدية حيفا، حيث أكّد على أهميّة التّوثيق، كما عرض طرقًا فنيّة متعدّدة حول العالم لتوثيق حارات ومناطق مهمّشة ومقموعة واستعرض كيفيّة عكسها على الحالة الفلسطينية ومدى أهميّته.

ثمّ تحدّثت النّاشطة والصّحفيّة منى عمري عن تجربتها في توثيق عمارة 'آل كنفاني' في حي وادي صليب، بعد فترة من البحث والتّقصّي وتواصلها مع العائلة في لبنان ومع العائلة اليهوديّة، التي استولت على البيت بعد النكبة، وكيف قامت بنشر صور في عدد من وسائل الإعلام.

من ثمّ قام المشاركون بجولة على الأقدام في الحي، نحو الجزء الشّرقي منه، حيث قامت بلديّة حيفا بتحويله إلى منتزه على حساب عشرات المنازل والبنايات.

هناك التقوا بمخطّط المدن والمستشار التّنظيمي، عروة سويطات، الذي عرض أمام المشاركين مخطّطات وعمل بلديّة حيفا لهذه المنطقة، التي تقتضي إفراغها وهدم البيوت والعمارات كي تتم بالتّالي عمليّة الخصخصة والبيع لشركات استثمار إسرائيليّة، بهدف تحويلها لمنطقة مكاتب وسكن، وذلك بعد فشل التّخطيط الأولي الذي هدف إلى تحويل الحي إلى 'قرية فنانين'.

كما تحدّث سويطات عن الاستثمارات الضّخمة التي تضعها البلديّة في سبيل تغيير البنى التّحتيّة وتسويق المشروع وكل ذلك بهدف استقطاب رؤوس الأموال الإسرائيليّة لشراء الأراضي والعمارات.

بعدها توزّع المشاركون في الجولة على عدّة مجموعات للعمل بإرشاد المصوّر محمد بدارنة، فقاموا بتصوير وتوثيق عشرات المباني، حيث من المتوقع أن ينتج عن هذه الجولة معرض للصّور يتم عرضه عبر شبكة الإنترنت، ومن خلال معرض متنقل كذلك.

الصور المرفقة من تصوير: مروان غندور، أماني أبو رومي حجازي، مي حرباوي، فاطمة برو.