حين تجتمع 12 فنانة ناشطة في المجتمع العربي، يُصبح كلُ شيءٍ ممكنًا.

ويدور الحديث عن معرضٍ وورشات تُقام في المركز الجماهيري في شفاعمرو، بمشاركة عددٍ من الفنانات، بإشراف مديرة المركز الجماهيري، عزيزة ذياب، والتي كانت لها، أيضًا، قبل نحو أسبوعين، مُساهمة بدعم عدة مشاريع سواء لطلاب المدارس، أو للنساء المتطوعات، أو من خلال البرامج الفنيّة التي ساهمت فيها بلدية شفاعمرو ودار الثقافة والفنون والرياضة، وجمعية الفن الجماهيري، كذلك.

في المقدمة التي اقتبست من خلال لوحةٍ تحوي تفاصيل الفنانات، اللواتي ساهمت بإنجاز عمل فني مرئي تحت عنوان 'كل شيْ ممكن'، وعن أعمال الفنانات، وتحت عنوان 'سفر'، قالت ذياب إن 'الدعوة تأخذنا إلى الأعمال الفنية المعروضة، إلى اثنتي عشر رحلة، تدعونا إليها الفنانات، تُتِحْنَ من خلالها الدخول إلى عالمهن الشخصي والذاتي وتمكننا من رؤية ومحاورة واقع تعشنه هن ونعيشه نحن'.

وأضافت 'تذكرني الأعمال بثوب حياكة بخيط مونّس تجمّع فيه ألوان مختلفة، نتيجته النهائية ثوبًا تتناغم وتنسجم فيه جميع الألوان برقة وقوة في آن واحد، يربطهم معًا خيطًا واحدًا في تكوين متكامل'.

وجاء اختيار الفنانات من خلال دعوة مفتوحة، ومعظمهن في بداية طريقهن. ولا يزال بعضهن على مقاعد الدراسة، والبع الآخر منهن أنهين دراستهن، وبعضهن يمارسن الفنّ كطقسٍ يومي، وهو جزءٌ من حياتهن منذ فترة طويلة. أما القاسم المشترك لهن جميعًا، وفقا لما تقوله ذياب، 'فهو الالتزام والأهمية التي يولينها لعملية الإبداع وللسيرورة الانعكاسيّة التي هي نتاج إمعانهنّ النظر في ذواتهنّ، حياتهن والمجتمع الذي يعشن فيه'.

وترى الفنانات ضرورة قصوى لتخصيص مكان للفن في حياتهن ورغبتهن في قول مقولتهن، من منطلق الفهم العميق للأهمية الكبيرة في أن تتكلّم النساء، ويعبرن عن تفاعلهن ويوثقن حياتهن المحافظة أو كونهن (أمهات، متزوجات وربّات أسرة).

أما الفنانات المشاركات في المعرض فهن: براءة الشاعر (24 عامًا) من شفاعمرو، التي تقول 'في بداية دراستي في جامعة حيفا، لم أندمج في تدريب الرسم واللوحة الصامتة. لقد أدركت منذ ذلك الحين أنّ عليّ أن أتفاعل عاطفيًا مع ما أرسمه'. في حين تقول بيان دياب (20 عامًا) من أم الفحم 'بدأت أهتم بالفن في سن خمس سنوات تقريبًا، في البداية كنت أرسم جبالًا وأشخاصًا، وشجعني والدي على تعلم الفن بشكلٍ فردي'.

بينما تقول الفنانة راوية زيدان (31 عامًا) من عرابة: 'ذاكرة الطفولة الأولى المرتبطة بالفن لدي هي عندما كانت أمّي تعرض بفخر رسوماتي على صديقاتها، حين كنتُ لا أزال طفلة صغيرة'.

أما سونيا محمود (39 عامًا) من مجدل شمس المحتلة فتقول: 'أعيش اليوم وأعمل في حيفا، أتذكر أنني كنت أرسم حين كنت لا أزال طفلة صغيرة في الروضة، منذ ذلك الحين استمتعت بالإبداع وعرفت أني أريد أن أصبح رسامة عندما أكبر'.

أما الفنانة شذا زعبي (22 عامًا) من الناصرة، فتقول: 'تعود ذاكرتي الأولى المرتبطة بالفن إلى أيام الحضانة، عائلتي شجعتني دائمًا على الاهتمام بالفن، ومنذ أيام طفولتي شاركت في دروس الفنون في الناصرة وفي دارة الفنون في عين حارود'.

وتقول الفنانة علا زيتون (28 عامًا) من كفر كنا، إنّ الذاكرة الأولى المرتبة بالفن لديها هي فعل الرسم الذي مثل لها نوعًا من العلاج، وساعدها على مواجهة تحديات شخصية جديّة، واصلت علا الرسم على الدوام، حتى عندما لم تعمل في هذا المجال بشكلٍ مهني.

أما الفنانة فاتن حمادي (27 عامًا) من شفاعمرو، فتقول: 'بدأت أرسم في سن مبكرة جدًا، وأنا في المدرسة، منذ ذلك الحين أخذت أشارك في ورشات فنية في شفاعمرو، ثم انتقلت بعد ذلك للدراسة في جامعة حيفا، طوال هذه السنوات حظيت بتشجيع أسرتي على اهتمامي بالفن'.

بينما توضح الفنانة ماجدة حلبي (39 عامًا) من مجدل شمس: 'وُلدت لأسرة كل أفرادها يرسمون، اليوم، أيضًا، أربعة من أبناء أسرتي يعملون في مجال الفنون، اهتم أبي في مجال الخط العربي، وعلى مدى سنوات كنت أتمعن في ما يقوم به من تصميم وزخرفة'.

وتحدثنا ماريا محاميد (26 عامًا) من أم الفحم عن علاقتها بالفن قائلة: 'أنا ابنة لأب عربي ولأم أوكرانية الأصل، بدأت دراسة الفنون في مجالي تصميم الحلي والتصميم الغرافيكي، لكنني وجدت نفسي أميل مرة بعد أخرى إلى الرسم التعبير جدًا'.

أما الفنانة ميرا عوض، (41 عامًا) من الرامة، فتقول: 'أمي ترسم، هي وجدي رسما دائمًا مناظر طبيعية بألوان زيتية، الأجواء الفنية والإبداعية كانت جزءًا لا يتجزأ من طفولتي'.

وفي حديث للفنانة نيرفانا ذباح أسدي (35 عامًا) من عكا قالت: 'بدأت دراستي في الجامعة العبرية في قسم تاريخ الفنون، أسكن اليوم في قرية دير الأسد، منذ أنهيت الروضة، قالت معلمتي إنها تأمل أن أواصل الرسم، وفي الثانوية كنت أقوم برسم صور وكتب للأطفال'.