في أعقاب جرائم القتل التي شهدتها المدن والقرى العربيّة مؤخرًا، وكان آخرها مقتل الشاب عامر نفافعة (38 عامًا) من مدينة الناصرة في أوّل أيّام عيد الأضحى المبارك، في مؤشر واضح إلى 'القتل العشوائي' الذي مرّده إلى السلاح المنتشر بشكل كبير جدًا.

قبلاوي (فيسبوك)

وللتعبير عن الخوف من أن يكون أي فرد هو عرضة لإطلاق النار المقبل، أطلق مكتب CDA بالتعاون مع الصحافي مصطفى قبلاوي، اليوم الأربعاء، حملة لمناهضة انتشار الجريمة في المجتمع العربي بشكل كبير وموجع مؤخرًا.

الحملة تأتي تحت عنوان 'أنا كمان مهدد/ة' وقد أطلقت عبر شبكات التواصل الاجتماعي على شكل ملصق (كما هو مبين في الصور المرفقة)، يضمّ صورة الشخص وتهمته التي تتلخص بكونه مواطنًا يعيش في مجتمعنا لا أكثر.

تسعى الحملة إلى رفع صوت رافض لما يحدث وتسجيل موقف شبابي جماعي ضد انتشار الجريمة وانعدام الأمان في المجتمع، بعد سلسلة من الجرائم التي ارتكبت في بلدات عربية مختلفة منذ بداية العام الجاري.

وفي حديث لعرب 48 مع قبلاوي، أوضح أنّ فكرة الحملة أتت من خلال جلسة أصدقاء، يوم أمسٍ، الثلاثاء، حين كنا أنا وصديقي جورج بتريس، وهو مصمم جرافيكي وشريكي في العمل، وأنتجنا هذه الفكرة، وبمشاركة أصدقاء آخرين تحاورنا عمّا يجب فعله بخصوص العنف وشعرنا أنّ منسوب الجريمة يخيفنا بالفعل، حتى أنّ لقاءاتنا وحديثنا كأصدقاء في الفترة الأخيرة  كان يتمحور بالغالب عن العنف والجريمة.

وأكمل قائلًا 'إننا نحن مجموعة الأصدقاء قررنا فعل شيء أوليّ من خلال مقولة للعصف الذهني، لفعل ضجة وإثارة الموضوع، فلم تعد هناك إمكانيّة للسكوت على واقع الناصرة خاصةً، وباقي مجتمعنا العربيّ، مستطردًا: 'الناصرة وضعها متدهور، وما زالت عائلتي تقطن في الناصرة بحيّ الصفافرة، وكلما زرتهم شكوا لي: 'لو تشوف مبارح كان في كتير طخ قبال دارنا بس ممتش حدا'، وبسبب عدم إصابة المواطنين، لا ينشر الإعلام شيئًا عن الموضوع.

وأكّد قبلاوي أنّ كثيرًا من المواطنين يخافون من فتح شبابيك بيوتهم، ومن هذا المنطلق نحن كمواطنين، أيضًا، مهددون بالقتل، كما تلك المرأة التي كانت تعمل بالمخبز، قبل أيام، ولم تفعل أي شيء، ورغم هذا، أصابتها رصاصة في الناصرة، ومن هنا أدعو الناس للتحرك وعدم السماح للمياه بالجريان من تحت أقدامنا والشعور بالعجز أمامها.

وأردف أن كثيرًا من الشبان 'ذهبوا بشربة ماء' أمام أعيننا ولم يهتم الناس إلا ساعة الحدث، الوضع مقلق جدًا.

الحملة انطلقت من توثيق صور أشخاص مهددين بالقتل، وهو حراك لا يعلم قبلاوي ورفاقه إلى أين سيصل، ولكن همهم خلق حالة من الوعي، ورفع صوتهم ضد العنف، ويفيد قبلاوي بأنّ الباب للاشتراك هو مفتوح، يمكن للجميع إرسال صورهم ومن أي بلد هم ونحن سنقوم بتصميم الصور له، ومن اشترك معنا لغاية الآن هم من آمنوا بأهميّة مكافحة العنف والتعاون لنبذه، وهناك حاجة لدى بعض الناس للاشتراك في كافة الحملات التي تنادي ضد الجريمة.

الحملة بدأت صباح اليوم، الأربعاء، ووفقًا لقبلاوي فهناك إقبال كبير جدًا عليها مقارنةً بعدد الساعات القليل، متأملاَ أن تكون هناك حركة على وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز الموضوع والقول بصوت واحد: 'نعم نحن فعلًا لا نشعر بأمان'.

ونوّه قبلاوي في ختام حديثه بأنّه يرحب بأن يكون جزءًا في أيّ مشروع هدفه نشر الوعي حول الواقع الذي نعيشه، بهدف خفض منسوب الجريمة، وهناك الكثير مثلي، ممن يريدون تحسين المجتمع والاشتراك بكل الفعاليات الجماهيرية.

إقرأ/ي أيضًا| كيان: "مشروع العدالة في المحاكم الدينية" قصص من الواقع