- قصر الثقافة في معلوت -

 

*طلاب ترشيحا يتعرّضون لإهانات عنصرية في لقاء "تعايش" في معلوت

 *طرد الطلاب الذين رفضوا تحمّل المهانة

 *الأهالي غاضبون ويرفضون التعايش مع العنصرية والطلاب يشعرون بالقهر والعجز  

*المدرسة تعتبر الحادثة مجرّد سوء تفاهم أما رئيسة لجنة أولياء الأمور فتعتبر أن "فصل المقال" "تبحبّش في الأمور التافهة!" 

 

 

 
عبّر العديد من أهالي طلاب مدرسة "أورط-ترشيحا" عن استيائهم العارم بعد حادثة "الفيلم في معلوت" يوم الخميس الماضي، ورفضهم لتجاهل إدارة المدرسة ولجنة أولياء الأمور لتعرّض الطلاب لتهجّم عنصريّ وإهانات من الطلاب اليهود خلال المشاهدة المشتركة لفيلم وثائقي في قصر الثقافة في معالوت، ضمن مشروع مشترك بين المدرستين يهدف إلى ترسيخ التعايش! كما استغرب الأهالي طرد ثمانية طلاب خلال العرض وطرد اثنين من المدرسة (الأسماء محفوظة في ملف التحرير)، وطالبوا بوقف المشاركة في هذه الفعاليات وبتغيير لجنة الأولياء.
 
ماذا حدث في معلوت؟
عن تفاصيل الحادثة فقد علمنا من الطلاب المشاركين فيها أن طلاب ترشيحا ، جلسوا في الطابق السفلي من القاعة ومن ثم دخل طلاب معالوت وجلسوا في القسم العلوي، وبدأوا بالهتاف: "الموت للعرب، أبناء الزانيات العرب مقرفون!" وغيرها من الكلمات النابية التي يتعذّر علينا ذكرها. استفزت هذه الهتافات مجموعة من طلاب ترشيحا الذين قاموا من مقاعدهم باتجاه طلاب معالوت، إلا أنّ المعلمين منعوهم وطردوا ثمانية طلاب منهم واعادوهم بسيارة أجرة إلى المدرسة.
 
لم تنته الهتافات العنصرية هنا، فقد ظهر خلال الفيلم "السيئ"، على حد وصف أحد الأهالي، مشهد يقول فيه أحد الأشخاص "لا أكترث.. فلتمحى غزة عن الوجود"، عندها صفّق طلاب معالوت بحرارة، واستمرت مشاهد "فيلم" العنصرية المليئة بدراما الهتافات والشتائم العنصرية حتى خروج الطلاب من القاعة.
 
المعلمون والمسؤولون من مدرسة ترشيحا، الذين تواجدوا مع الطلاب، لم ينسحبوا احتجاجًا على هذه الشتائم، بل بقوا في أماكنهم يمضغون المهانة.
أحد الطلاب المفصولين قال في حديثه ل"فصل المقال" إنه فُصِل كونه رفض التهجم على الطلاب العرب من قبل الطلاب اليهود والسكوت على الموضوع، فالموضوع استفزه كثيرًا، وفي حديث مع طالب آخر شرح لنا كيف تعامل طلاب معالوت بشكل عنصري مع أن طلاب ترشيحا لم يتهجموا على أحد، "كانوا يحدّقون بالصليب الذي اعتنقه برقبتي ويشتمون العرب، أغاظونا وأهانونا، والمعلمون طلبوا منا أن نسكت".
 
ناهي بشارة: لا نقبل أن يهان أولادنا بهذا الشكل
ناهي بشارة، والد أحد الطلاب، قال في حديث ل"فصل المقال" إنّه مذهولٌ جدًا مما حدث واعتبرها نكسة للطلاب "إنها ليست أول حادثة من هذا النوع..من المسؤول عن القبول بالإهانة؟ لو كان الأمر معكوسًا هل ستكون ردة فعلهم مثل ردة فعلنا؟".
 
ناهي حمّل إدارة المدرسة المسؤولية عن هذه الحادثة كونها رفضت المواجهة خوفًا على المناصب، ودعا إلى مقاطعة هذه الفعاليات قائلا "لا نقبل أن نربي أولادنا على العنصرية، ولا نقبل لهم أيضًأ أن يهانوا بهذا الشكل، ونرفض السكوت، يجب أن يتخذ الأهالي قرارًا نهائيًا لمقاطعة هذه البرامج التي تُسيئ لأبنائنا، وعدم "لفلفة" القضية بهذا الشكل خصوصًا وأن هذه الحوادث تتكرر".
 
سمير غرزوزي: لا نريد التعايش مع العنصريين
سمير غرزوزي، وهو أيضًا والد أحد الطلاب الذين تعرّضوا للتهجّم العنصري، قال "قلت لإبني أنّ عليه في المرة القادمة أن ينسحب حتى لو رفض المعلمون ذلك، لا نريد التعايش مع العنصريين، ولا فعاليات شراكة من هذا النوع التي ينكشف فيها أبناؤنا على ظواهر عنصرية وغريبة وبعيدة عما نربيهم نحن في بيوتنا".
 
وتساءل "هل قامت إدارة المدرسة بجمع الطلاب والتحدث معهم حول الحادثة؟ أية أفكار سوف تترسخ عند الطلاب؟ لو قام طلاب عرب بشتم الطلاب اليهود بهذا الأسلوب لرأينا كل الدولة والإعلام يتحدث حول الموضوع إلا انه في حالتنا، للأسف، يريدون إنهاء القضية بدون موقف حقيقي، بل للأسف سكوت مخزٍ جدا".
 
إلهام دكور: الطلاب شعروا بالقهر والعجز
إلهام دكور، والدة أحد الطلاب، تقول أيضًا "لا نريد هذا التعايش الزائف بعد اليوم" وشرحت لنا تقول عن شعور الطلاب بالقهر والعجز محملة كل المسؤولية على إدارة المدرسة، ومطالبة بتغيير لجنة أولياء أمور الطلاب بلجنة جديدة تعبر عن مصلحة الطلاب وليس مصلحة الإدارة، مشدّدة على أن هنالك أمور أخرى لا تقتصر على هذه الحادثة يجب معالجتها، خصوصًا الترويج للخدمة المدنية في مدرسة ترشيحا.
 
المدرسة ليست مصنعًا لشهادات البجروت
وفي حديث مع الطالب الجامعي وخريج المدرسة حنا بشارة الذي عبر عن سخطه من سكوت المدرسة على الموضوع معتبرا هذا السكوت "تذويت للذل وفقدا عزة النفس والقبول بالدونية". بشارة الناشط على العديد من قضايا بلدته مثل مواجهة الخارطة الهيكلية لمعالوت اعتبر أنه على المدرسة الا تكون كأنها مصنع لشهادات البجروت بل عليها أن تمكن الطلاب الخوض في غمار الحياة بكرامة خصوصا في ظل وضعنا كأقلية فلسطينية في اسرائيل. ودعا بشارة الشرفاء في لجنة الآباء أن يمسكوا بزمام المبادرة لوضع حد لهذا الانزلاق مثل ارغام الطلاب على المشاركة في مؤتمر تعايش زائف على حد قوله.
 
 
المديرة لا ترد على الأسئلة ورئيسة لجنة الأهالي تعتبر الأمر تافهًا!
أما مديرة رندة آغا فقد اعتبرت ما حصل، في اجتماع لها مع مجموعة من الأهالي في اليوم التالي للحادثة، مجرد سوء تفاهم، حيث كان على الطلاب مشاهدة فيلم آخر بمكان آخر وأنّ مدرسة وبلدية معالوت قد أرسلوا رسالة اعتذار على الحادثة. هذا، وقد شكك البعض بوجود هذا الرسالة، كما رفضت إدارة المدرسة إطلاعنا على الرسالة بحجة أنّ ذلك "ممنوع وغير قانوني"، ورفضت المديرة الردّ على أسئلتنا. أما المعلم سمعان سمعان الذي تواجد مع الطلاب وقت الحادثة، وشرح لنا موقفه إلا أنّه طلب عدم نشر ما قاله ل"فصل المقال"، وقد احترمنا رغبته.
 
في المقابل، حاولنا الاستفسار من رئيسة لجنة أولياء أمور الطلاب، جاكلين بشارة، حول سبب فصل الطالبين إلا أنّها نفت الموضوع وقالت لنا إنّه لا يوجد طلاب بهذا الاسم في المدرسة، إلا أنّها عاودت الاتصال لاحقًا لتؤكد أنّ الطالبين هم فعلاً من طلاب المدرسة لكن سبب الفصل يأتي على خلفية سلوكية ليس أكثر!
جاكلين بشارة غضبت خلال المحادثة الهاتفية على "فصل المقال" كونها "بتبحبش على أمور تافهة" على حدّ قولها، وقالت إنه كان هناك اجتماع مع المديرة التي أوضحت الموقف ولا يوجد ما تضيف عليه، معتبرة أن المعلمين الذين تواجدوا مع الطلاب هم من يتحمل المسؤولية.
 
تضع تغطيتنا لهذه الحادثة مسألة الكرامة القومية للطلاب العرب والعنصرية في المركز، ويهمنا في "فصل المقال" أن نثير دائمًا هذه "الأمور التافهة"!