بعد سنوات طويلة من خوضها الانتخابات البرلمانية بثلاثة قوائم مختلفة ومنافسة سياسية  قوية ويومية ما بين الكوادر الحزبية، اتفقت الأحزاب العربية هذه المرة على خوض الانتخابات البرلمانية للكنيست الـ٢٠ بقائمة مشتركة واحدة تضم كافة الأحزاب السياسية في الساحة العربية، وتمثّل كافة فئات المجتمع العربي على الرغم من الاختلاف الأيديولوجي ما بين هذه الأحزاب. 

توجّه “عرب ٤٨” لعدة شبان  للتعبير عن توقّعاتهم من القائمة المشتركة، ونظرتهم إلى هذه القائمة ولسماع مآخذهم.

أمل عرابي: على أعضاء القائمة المشتركة أن يصونوا هذه الوحدة التي لطالما انتظرتها الجماهير العربية

قال الناشط والطالب في جامعة حيفا، أمل عرابي، لـ”عرب ٤٨” إن “القائمة المشتركة فعلاً تتماشى مع المطلب الجماهيري الذي لطالما طالب الأحزاب بالتوحّد، وتعبّر فعلاً عن إرادة الأقلية الفلسطينية في الداخل”.  

وأضاف: “على أعضاء القائمة المشتركة أن يصونوا هذه الوحدة التي لطالما انتظرتها الجماهير العربية، وأن لا يجهضوها بسبب نزاعات داخلية. الحفاظ على هذه الوحدة لا يقل أهمية عن تشكيلها”. 

وتطرّق عرابي للخلافات الأيدلوجية بين الأحزاب، وقال إن “الاختلافات الأيدلوجية عليها أن تبقى، وكما هي أهمية الحفاظ على هذه الوحدة هي أهمية الحفاظ على الفروقات الأيدلوجية ما بين الأحزاب والتعدّدية فيها لتترك للمواطن حرية الاختيار في العمل السياسي والتيّار الفكري الذي يعبّر عنه'.

وعن توقّعاته من القائمة المشتركة قال عرابي، إن “للقائمة المشتركة أهميتين، الأولى داخل الكنيست والثانية خارجها، فأن نكون قوة كبيرة ثالثة في الكنيست يعني أن نكون جسماً مؤثراً على القرار السياسي، بالإضافة إلى وجودنا في لجان أكثر وتمثيل أكبر من شأنه أن يعود بالفائدة علينا كأقلية فلسطينية في الداخل، بالإضافة إلى صوت واضح وموحّد ومسموع في كافة أروقة الكنيست”.

وأضاف: “الفائدة الأكثر أهمية التي سنجنيها من تشكيل هذه القائمة هي في الشارع وخارج أروقة الكنيست. فهذه القائمة تمهّد لوحدة نضالية تجمعنا تحت سقف نضال واحد في الشارع ومن خلال العمل المشترك ما بين الكوادر الحزبية، وكسر حالة الجليد التي سيطرت على الأجواء بين هذه الكوادر المختلفة. بالإضافة إلى أنها تمهّد الطريق لبناء لجنة متابعة موحدة وقادرة على العمل والإنجاز بخطاب موحد جامع على الرغم من الخلاف الأيديولوجي بين الأحزاب”. 

بكري: من شأن القائمة المشتركة أن تحل المشاكل المجتمعية التي تراكمت على مدار السنين 

أمّا الناشط في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، رائد بكري، فقال لـ”عرب ٤٨”، إن “زيادة المقاعد أو التمثيل في البرلمان هو إنجاز، ولكنه ليس الانجاز الأساسي الذي أتوقعه من القائمة المشتركة. نجاح القائمة بنظري سينعكس في الشارع والعمل السياسي المشترك بين الأحزاب ليس فقط داخل أروقة الكنيست”.

وأضاف: “من شأن القائمة المشتركة التي أعلن عنها في الآونة الأخيرة أن تحل المشاكل المجتمعية التي تراكمت على مدار السنين جراء المنافسة السياسية بين الأحزاب، بالإضافة إلى أهميتها في الحفاظ على النسيج الاجتماعي من التشرذم جراء الانتخابات والمنافسات، وليس هنالك غير الوحدة بين الأحزاب كفيلة بوضع حد للمشاكل الاجتماعية والمناكفات الحزبية التي عانينا منها على مدار السنين”.

وتابع: “أنا أفضّل أن تعمل كافة الكوادر بتنسيق ما بينها مع الحفاظ على الفوارق الايدلوجية والفكرية بين كل كادر وكادر، للحفاظ على التعدّدية. وللتأكيد على أن الخلافات الأيدلوجية مهما كانت كبيرة، يبقى الهم الوطني عنواناً يوحدنا”. 

وعن آماله على القائمة المشتركة، قال بكري، إن “القائمة العربية المشتركة تمثّل كافة التيارات على الصعيد السياسي بمن فيهم ’اليسار الإسرائيلي’ الممثّل بدوف حنين. أتمنى أن تستطيع بهذه التركيبة أن تمنع وتحد من السياسات العنصرية التي يحاول اليمين سنها، وأن تستطيع أن تؤثر على القرار السياسي والبرلمان الإسرائيلي”. 

شادن درويش: المشتركة تستطيع حمايتنا كأقلية أصلانية مضطهدة في البلاد من تفاقم العنصرية

أمّا الناشطة الطلابية في جامعة بئر السبع، شادن درويش، فقالت لـ”عرب ٤٨” إن “القائمة المشتركة بالتعدّدية التي داخلها تشكّل جسم ممثّل لكافة فئات الأقلية الفلسطينية في الداخل، وفي الوقت ذاته تستطيع حمايتنا كأقلية أصلانية مضطهدة في البلاد من تفاقم العنصرية اليمينية الفاشية في الآونة الأخيرة”.

وأضافت: “القائمة المشتركة وضعت صوب أعينها هدف إسقاط الحكومة اليمينية، ونحن ندعم هذا القرار ونتمنى أن تستطيع القائمة المشتركة أن تشكّل جسماً يمنع هذا اليمين من العودة إلى سدة الحكم”. 

أمّا عن توقعاتها من القائمة المشتركة، فقالت درويش إن “توقعاتي من القائمة المشتركة تتمثّل في تصدّيها لقوانين هدم البيوت والتعليم والمنهاج الذي من المفترض أن يكون لممثّلي القائمة تأثيراً عليه في لجان مختلفة بالإضافة إلى مصادرة الأراضي في النقب وأن تكون سداً يحمينا نحن الأقلية المضطهدة من أنياب اليمين” . 

حنان حدّاد: الأهمية الكبرى لقدرتها على زيادة الهوية الوطنية الجامعة لابناء المجتمع العربي وبلورتها أكثر

وقالت الناشطة السياسية والطالبة الجامعية، حنان حدّاد، لـ”عرب ٤٨” إن “القائمة العربية المشتركة مهمة وضرورية ليس فقط بسبب ارتفاع نسبة الحسم أو ازدياد عدد المقاعد في البرلمان الإسرائيلي، إنما السبب الرئيسي لأهمية هذه القائمة ستكون بقدرتها على زيادة الهوية الوطنية الجامعة لابناء المجتمع العربي وبلورتها أكثر”. 

وأضافت: “من شأن القائمة المشتركة أن تبني جيلاً جديداً مليء بالأمل، وستقوّي  النسيج الاجتماعي والوعي السياسي في الداخل وتمنع نشرذم أبناء المجتمع الواحد”.

وتابعت: “على المعركة السياسة الحقيقة في الداخل  أن تكون ضد الطرح الصهيوني العنصري القامع وليس بين أفراد المجتمع الفلسطيني ذاته. سنكون كتلة داخل البرلمان ذات قوة ووزن في مواجهة النظام الصهيوني الذي لا يفرق بين أديان وعائلات وطوائف أو حتى بين الأحزاب العربية”.

واختتمت حديثها بالقول إن “القائمة المشتركة هي إنجاز تاريخي غاية في الأهمية بالنسبة لنا كأقلية عربية. علينا أن نحافظ عليها لتحقيق العدالة والحرية”.