يرى كثير من الناس في مجتمعنا العربي أهمية بالغة للنضال الوحدوي في سبيل تحقيق مطالبنا وحقوقنا كأقلية قومية في البلاد.

وثمة من يعول على القائمة المشتركة التي تضم التيارات الرئيسية للقوى السياسية العربية، والتي خاضت تجربتها الأولى بانتخابات الكنيست الأخيرة وحصلت على 13 مقعدا، في الوقت الذي تعول فيه قطاعات واسعة على إمكانية زيادة التأثير السياسي والدور الاجتماعي من أجل رفع سقف المطالب وتعزيز النضال الوحدوي  في كافة الميادين وبناء المجتمع العربي في الداخل.

وتتباين الآراء بين أبناء الشبيبة حول أداء القائمة المشتركة لدورها السياسي، في وقت يرى البعض أن الوقت لا زال مبكرا على إصدار أحكام على أداء القائمة، وينظر آخرون إلى أهمية النضال الوحدوي بين مختلف التيارات والهيئات السياسية في المجتمع العربي.

عودة: 'الفشل ستكون آثاره وخيمة'

الناشطة تمار عودة استعرضت فهمها للعمل المشترك والأمل الذي انتاب الشباب والتفافهم حول القائمة المشتركة بعد تشكيلها، وقالت لـ'عرب 48' إنها كانت 'من أشد المتحمسات للعمل الوحدوي، لأنه في عمق قناعتي أن وضعيتنا الخاصة تستوجب الوحدة والعمل النضالي بصورة جماعية وبقوة في مختلف المحافل والمجالات'.

وأضافت: 'آمل أن لا تخيب آمالنا القائمة المشتركة في تعزيز العمل الوحدوي وتطويره من أجل قضايانا الكثيرة، ومن أجل الأجيال. هناك خشية من بروز بعض ملامح الخطاب المهادن لبعض مركبات المشتركة، لكن مع ذلك علينا عدم التسرع بإصدار الأحكام على أداء المشتركة وعلينا الانتظار إلى حين ترتيب الوضع الداخلي للقائمة، ومع ذلك أقول أن أي فشل لهذه التجربة الرائدة ستكون نتائجها وخيمة على مجمل أوضاعنا الصعبة أصلا إذ أن ذلك سيثير حالة من الإحباط واليأس وعدم ثقة الجيل الشاب بالعمل الحزبي والسياسي وكذلك بقيادات هذا العمل. نحن نطالب هذه القيادات أن تتحمل مسؤولياتها في إنجاح العمل الوحدوي وتقديم صورة ونموذج مقنع لجمهورها'.

أبو يونس: 'همنا واحد والنضال الوحدوي حاجة ضرورية'

وقالت الناشطة ليان بو يونس لـ'عرب 48' إن 'الإعلان عن قيام قائمة مشتركة في 15/2/23 هو بحسب رأيي كان نتاج إرادة غالبية مجتمعنا العربي وبالمقابل مسؤوليّة مَمثّليه لأنه بالرغم من اختلاف الفكر والمعتقدات لكل من الأحزاب إلّا أن همنا واحد وقضيّتنا مشتركة'.

وأضافت: 'وجود العديد من الأعضاء الشباب في هذه القائمة يصب في مصلحتنا نحن كشباب وكرواد المستقبل بدايةً وكمجتمع بحد ذاته أيضًا، حيث أن هنالك من يمثّلنا ويعمل على تحقيق مطالبنا، ابتداء من توفير الشّقق السّكنية إلى معالجة أوضاع الطلّاب العرب في الجامعات والمدارس'.
وتابعت: 'النضال الوحدوي سيؤتي أكله ولو بعد حين، عندما قرأت برنامج القائمة المشتركة رأيت بأنه برنامج شمولي وأنه يتطرق إلى احتياجاتنا كنساء في سوق العمل وفي شتى مجالات الحياة والمحافظة على حقوقنا كاملةً. إن المحافظة على حقوقنا كعرب في هذه الدّولة، والعمل على تكافؤ الفرص والمساواة بيننا وبين جميع مواطني هذه الدّولة وإبقاء هويتنا الفلسطينية حية رغم كل محاولات محوها هي أيضا من أهم أهداف القائمة، بالإضافة إلى السعي وراء تحقيق الهدف الأساسي الذي يحتاجه كل إنسان قبل أن يكون مواطنا وهو العيش في بيئة آمنة مستقرّة تخلو من جميع أشكال العنف المتفشي في أيّامنا هذه'.

وقالت إنه 'منذ انتخاب القائمة المشتركة كان تأثيرها في الكنسيت ليس بقليل، حيث أنها اعترضت على الكثير من القرارات العنصرية المقترحة، وعملت جاهدة على عدم تحقيقها، ونرى أيضا تعاطفها على سبيل المثال مع طلّاب الثّانويات عند إلغاء امتحان 'بچروت' اللغة العبرية. وبهذا نرى أنها تعمل على تحقيق رغبات جميع الفئات العمرية الذي أدى بدوره إلى رد فعل إيجابي من الجماهير العربية. إن فكرة القائمة المشتركة هي فكرة جديدة وخطوة سليمة في طريق تحسين وضعنا كمواطنين في الدولة وكأقلية عربية  أصلانيّة، ولهذا علينا نحن كأفراد وكمجتمع إعطاء هذه القائمة الفرصة لتحقيق ما وعدتنا به وفسح المجال لها للعمل على ما ورد في برنامج عملها. كلي أمل أن مستقبلنا سيكون أفضل في هذه الدولة وبأننا سنحقق أهدافنا التي نسمو لها عن طريق هذه الوحدة الوطنية، وأرى أن النضال الوحدوي بالمجتمع العربي له أهمية قصوى بغية تحقيق ما نصبو إليه'. 

حسين: 'المطلوب برنامج نضالي وليس ترتيب مقاعد'

وأعربت الشابة منى حسين عن خشيتها من 'أولى خطوات المشتركة'، وقالت لـ'عرب 48' إنه 'لا شك أن إنجاز القائمة المشتركة والعمل الوحدوي كان تحقيقا لمطلب الجماهير وهو خطوة أولى في مشوار النضال الوحدوي'.

وأضافت: 'تشكيل القائمة المشتركة كان بحد ذاته إنجاز، لكن كنا ولا زلنا نؤكد أن هذه الوحدة ليست بهدف ترتيب المقاعد وتجاوز خطر رفع نسبة الحسم، بل من أجل طرح برنامج نضالي موحد ضمن سقف الحد الأدنى من المطالب القومية والمدنية لخوض النضال الجماهيري'.

وتابعت: 'اعتبرنا قبل الانتخابات البرلمانية أن القائمة المشتركة قد تكون فرصة تاريخية في حال توفرت الرؤية والنوايا الصادقة والإرادة الجماعية، وأنه سيتحول العرب إلى رقم صعب في معادلة الصراع أمام السياسات الإسرائيلية في تحصيل الحقوق القومية والمدنية وتعزيز مكانة العرب بالداخل، ولذلك منحناها الثقة، لكن اليوم رغم ما يشوب مواقف وسلوك بعض مركبات القائمة التي قد تمس بموقف الإجماع وتهدد هذه الوحدة نقول إنه على هذه الجهات أن تحترم إرادة المصوت الذي منحها الثقة وأن تتعامل بخطاب واحد وبمسؤولية عالية للحفاظ على القائمة والعمل الوحدوي في كافة النواحي والمجالات'.

زبيدات: خيبة امل من خطاب المشتركة..

وقال الناشط علي زبيدات لـ'عرب 48' إنه يذكر جيدا 'ذلك الحماس في مُجتمعنا عندما اتفقت مركبات القائمة المشتركة على خوض المعركة الانتخابية موحَدين على أمل خوض معركة انتخابية هادئة بعيدة كل البعد عن الصراعات والمناكفات والتجريح بين نشيطي الأحزاب والشعب الواحد وتحقيق هذا المطلب الجماهري الواسع، وأذكر جيدا أيضا الحماس الكبير لدى نشيطي الحركة الوطنية وبالذات كوادر التجمع الوطني الديمقراطي الذين لطالما حلموا بالقائمة العربية المشتركة وبتوحيد الصفوف في هذه المعركة ولطالما أرادوا ذلك على الرغم من الإجحاف بحق التجمع بترتيب أعضائه وعدَدِهم، ولكن هذا ليس الأساس فموقفنا الحزب الذي أنتمي إليه وهو التجمع كان واضحًا ولا لبس فيه وهو المواقف لا المقاعد'.

وأضاف زبيدات: 'نشهد اليوم حالة من الإحباط من خطاب القائمة المشتركة ومن سقف نضالها بالذات بين صفوف كوادر الحركة الوطنية وجمهورها الواسع كونهم اعتادوا على أن سقف النضال أعلى من من سقف البرلمان الإسرائيلي، وقد نجحت بعض مركبات القائمة بخفض هذا السقف ليكون موازيًا لسقف البرلمان الإسرائيلي، وكذلك من خطاب مركب هام في القائمة البعيد كل البعد عن الخطاب الوطني القومي العروبي المقارع ليهودية الدولة في جوهره مُتصالحًا ومُهادنًا. وكذلك من بعض الحركات البهلوانية التي يبتغي عارضوها النجومية على حساب الموقف العروبي الأصيل غير المحافظ على التوازن بين القومي واليومي وبين الوطني والمدني المُنحاز انحيازًا خطيرًا مختلطًا بفهمٍ مخطوء إلى الهم اليومي، وفي نفس السياق ناشرًا خطابه وكأنه هو المسؤول وغيره هم المتهورون والمتطرفون، عدا عن حالات التهريج التي اعتدناها منذُ أمدٍ بعيد والهادفة إلى تسجيل رصيدٍ إلكترونيّ في اليوتيوب وشبكة التواصل الاجتماعي'.

وقال أيضا إن 'نرى أن هنالك أهمية كبيرة جدا للنضال الوحدوي بالمجتمع العربي وفي مختلف ساحات النضال المختلفة، وعليه فإن الحركات والأحزاب العربية جميعها مطالبة بتوحيد صفوفها وجمع كلمتها والتنسيق والتعاون فيما بينها في سبيل تحقيق مطالبنا كأقلية قومية تعيش على أرض وطنها'.