تفتتح الجامعات والكليات في البلاد أبوابها الأسبوع المقبل، ويواجه الطلاب، وتحديدا طلاب السنة الأولى، تحديات ليست قليلة ولا صغيرة في هذه المرحلة. تحديات الطلاب العرب الذين يطرقون العالم الأكاديمي في الجامعات الإسرائيلية مختلفة ومركبة جدا، بسبب الظروف السياسية، أو بسبب عوامل اجتماعية ونفسية، لا يمكنني الخوض بها هنا، ولكن يمكنني ذكر أبرزها وهي: اللغة العبرية كلغة معتمدة رسمية في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وليست لغة الأم للطالب العربي؛ مستوى المواد التدريسية مقارنة بالمرحلة الثانوية والكمية أكبر، وبالتالي مستوى المهارات المطلوب مختلف ومركب أكثر؛ اللقاء مع المجتمع اليهودي وثقافته المختلفة والتي تشكل طابع الحياة الاجتماعية في الأكاديميات الإسرائيلية، وبالتالي على الطالب العربي أن 'يفهم' ويتعامل بنواحٍ عدة بحسب عادات غريبة عنه نفسيًا وثقافيًا.

لغالبية الطلاب العرب هذه الخطوة هي الأولى في حياة مستقلة بعيدًا عن 'الدفيئة' العائلية والمدرسية في البلدة التي اعتاد عليها، ما يتطلب منه الكثير من المسؤولية الشخصية في إدارة شؤونه والتحديات واتخاذ القرارات، بالرغم من أنه لم يحصل بعد على خبرة حياتية كافية كشخص مستقل.

إذن، الطالب العربي أمام مرحلة جديدة تتطلب التأقلم لمتغيراتها والتعامل مع متطلباتها. الصورة التي تتوارد لذهني هي تشبيه الطالب العربي بمهاجر قليل الخبرة في الحياة يصل إلى أرض 'غريبة'، وما 'يزيد الطين بلة' هو الفجوة بين مستوى التعليم الأكاديمي والمستوى الذي اعتاد عليه في المرحلة الثانوية، ما يستدعي تطوير مهاراته التعليمية بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الجديدة.

من خبرتي الشخصية ومعرفتي بتجارب العديد من الطلاب العرب، السنة الجامعية الأولى هي فرصة يجب استغلالها لتطوير أساليب ومهارات تعلم ناجعة خلال الانكشاف على المواد، التدرب عليها وتجربة الأساليب المختلفة حتى التوصل إلى أسلوب دراسة وتعلم يناسب الطالب، قدراته وظروفه.

نصائح عامة لطلاب السنة الأولى :

  • افحص ما هي حقوقك كطالب، اطلع على القوانين الخاصة بالمؤسسة التعليمية التي تدرس بها.
  • قم بتطوير الوعي لأسلوب دراستك وتعلمك، وقم بتحسينه وتبني مهارات جديدة تتلاءم مع ميزاتك – يمكن الاستعانة بإختصاصيين في الجامعة أو الكلية لهذا الهدف، أو زملاء الدراسة وطلاب من سنوات متقدمة لاكتساب مهارات جديدة.
  • لا تقارن قدراتك ومهاراتك في الدراسة بزملائك. لكل طالب نقاط ضعفه ونقاط قوته، والمقارنة لن تجدي نفعًا، سوى أنها ستشغلك عن هدفك الأساسي.
  • تعلم آليات تنظيم الوقت وقم بتطبيق ما يناسبك منها! لا تتنازل بسهولة عنها بسبب صعوبة الالتزام، وتذكر أنها كأية مهارة أخرى سوف تذوتها إذا ثابرت على المحاولة.
  • زملاء الدراسة قد يشكلون مصدر دعم ومساندة في عدة مجالات، قدموا لهم المساعدة التي تستطيعون ولا تترددوا في طلب المساعدة منهم إذا لزم الأمر.
  • اطلب المساعدة ممن تعتقد أنه يستطيع تقديمها حتى لو بدا لك مختلفًا عنك.
  • قم بالتحدث مع المحاضر (على انفراد) حول تصرفات لك قد تظهر له كازدراء أو عدم إصغاء (مثلًا: الخروج بشكل ثابت مبكرًا من المحاضرة).
  • لا تتردد في استعمال وسائل التواصل المختلفة مع المحاضرين عند الحاجة (البريد الإلكتروني، ساعات الاستقبال)
  • تعرف على القسم الذي يقدم دعم للطلاب: قسم عميد الطلاب أو قسم تطوير الطلاب، وافحص على أية خدمات يمكنك أن تحصل فيه. أستغل هذه الخدمات بحسب حاجتك.
  • في معظم المؤسسات الأكاديمية يوجد شخص وأحيانا قسم خاص يعتني بأمور الطلاب العرب. كن على تواصل معه ولا تتردد في طلب الاستشارة والسؤال حول ما تحتاجه. غالبًا، ما تقدم هذه الجهة تسهيلات ومساعدات للطلاب العرب في السنة الأولى (مثلًا: تمديد مدة الامتحان للطلاب العرب، تقديم خدمة مرافقة من طلاب عرب آخرين، دروس تقوية بالمواد مخصصة للطلاب العرب، وخدمات استشارة مختلفة أخرى)؛ اهتم بمعرفة هذه الخدمات واستغلالها بالشكل الصحيح.
  • تتوفر أيضًا خدمات استشارة ودعم للطلاب ذوي العسر التعلمي، فإذا كنت منهم توجه للاستشارة والحصول على حقوقك.
  • لا تنقطع عن هواياتك والأمور التي تحسن مزاجك، خصص لكل أمر وقته الخاص به.

وفي النهاية، تذكر عزيزي الطالب أنك دخلت مؤسسة التعليم العالي التي طالما حلمت بها بحق قدرتك وانجازك الشخصي، ما يعني أن لديك القدرة على اجتياز هذه المرحلة بالنتائج التي تريد، وهذا هو الوقت لتقرر أية نتائج تريد وأي طريق تسلك.

* الكاتبة مستشارة تعلم ومركزة برامج للطلاب العرب في كلية أورط براودة للهندسة