في صحيفة هآراس وتحت عنوان "حرب الاستقلال الثانية" كتب البروفسور يوسف غورني وهو رئيس قسم بحث الصحافة اليهودية في جامعة تل أبيب مقالا قال فيه:

"إن الحرب على لبنان هي صراع على وجود دولة إسرائيل وهي حرب صادقة".
ويفسر ذلك بالقول "إن إيران تهدد أمن العالم الحر، والصراع ضد امتدادها في لبنان أي حزب الله هو صراع على الوجود في المستقبل."

وفي مقالة كتبها تسفي بارئيل في نفس الصحيفة عنوانها "كل الإسلام فوق رأسنا " يقول فيها:
صدقت رايس "نحن" لا يمكننا العودة إلى الوضع القائم الذي ساد قبل الحرب. وبشكل أصح لا يمكننا العودة إلى هناك. هذه الحرب تطور نسلها القادم، وتسجل في نفس المدرسة التي تعلمت فيها الحرب على العراق وأفغانستان. هي أيضا بدأت بانفجار صدمة وخوف كبير>>

الكاتب غدعون ليفي وهو بمثابة صوت نشاز في الصحافة العبرية فهو يعتبر كاتبا يساريا ممن بقوا، ويتلقى كثيرا من النقد على كتاباته، وتوجه إليه في سياق التعقيبات على مقالاته في الموقع الألكتروني لصحيفة هآرتس كثير من الاتهامات القاسية.

تحت عنوان " أيام الظلام" كتب غدعون ليفي في صحيفة هآرتس:
الدمار الذي نغرسه في لبنان لا يهم أحدا، ومعظمه لا ينكشف للعيون الإسرائيلية. كيف يمكن أن لا تصدمنا معاناة الآخر، وهي من صنيعة أيادينا، أيضا حين تعاني منطقة الشمال لدينا؟. الموت الذي نغرسه في غزة قطف حوالي الـ120 قتيلا منذ اختطاف المجند غلعاد شاليط ، ولا يمس مشاعر أحد مقتل 27 فلسطينيا يوم الأربعاء الماضي، ولا مستشفيات غزة المليئة بالأطفال المحروقين، ولكن من يهتم فالحرب في الشمال تغطي عليهم.

لقد تعودنا على أن العقاب الجماعي سلاح شرعي بأيدينا، وطالما أن الأمر مسموح في غزة فلماذا أيضا ليس في بيروت ؟ النقد الوحيد الذي يسمع هو فقط حول خطوات الحرب التكتيكية - محللون وجنرالات متقاعدون وسياسيون كل واحد منهم أصبح جنرالا الآن ويدفع الجيش نحو تصعيد عملياته، ويرفعون اقتراحات متطرفة. حاييم رامون يتساءل لماذا يوجد كهرباء في بعلبك حتى الآن. إيلي يشاي يقترح تحويل جنوب لبنان إلى "علبة رملية"، ويقترح المحلل العسكري يوءاف ليمور من القنال الثانية إقامة معرض لجثث مقاتلي حزب الله ، وفي اليوم التالي عرض الأسرى بملابسهم الداخلية من أجل رفع معنويات الجبهة الداخلية. ليس من الصعب معرفة ماذا كنا سنقول لو أن محللا لقناة عربية يتحدث بهذا الشكل، ولكن بعد عدة ضحايا في الجنود أو بعض إخفاقات للجيش، سيتحقق اقتراح ليمور، وليس هناك إشارة أوضح من ذلك إلى فقدان الاتزان والتصور الإنساني.
.
ترفع الشوفينية والرغبة في الانتقام رأسها. وإذا كانت شخصيات مهلوسة مثل الحاخام الأكبر لمدينة صفد، شموئيل الياهو قد قالت قبل أسبوع "أنه يجب محو كل بلدة يطلقون منها على إسرائيل" الآن يقول ضابط كبير في الجيش وفي خبر رئيسي في صحيفة يديعوت أحرونوت " لم نمحو حتى الآن بلدات لبنانية ولكننا سوف نمحو خطوطنا الحمراء ". أب ثاكل وهو حياييم ابراهام، الذي اختطف ابنه وقتل على يد حزب الله في اكتوبر عام 2000، يشارك في قصف قذيفة من مدفعية الجيش باتجاه الجنوب اللبناني كانتقام على مقتل ابنه، صورته وهو يمسك بالقذيفة المزركشة هي إحدى الصور التي ستطبع في ذاكرة تلك الحرب، وهي في بدايتها. ويتم تصوير مجموعة من الفتيات وهن يكتبن كتابات متعالية على قذائف الجيش. وقد تصدرت صفحات معريف وفوكس الإسرائيلية شعارات شوفينية تذكر بحملة إعلامية متدنية " إسرائيل قوية" والتي تشير بالأساس إلى الضعف ، ومحلل تلفزيون يقترح قصف محطات تلفزة؟



لبنان التي لم تحارب قط إسرائيل، هي دوله فيها 40 صحيفة و42 جامعة و100 بنك، تهدم تحت طائراتنا ومدفعيتنا ولا أحد يأخذ بالحسبان ثمن الحقد الذي نغرسه. صورة إسرائيل في الرأي العام العالمي تصبح متوحشة، وحتى الآن لم يسجل ذلك في ميزان الخسارة للحرب. توصم إسرائيل ببقع غير أخلاقية شديدة. والتي لن تزول بسهولة ، عندنا فقط ..لا يريدون رؤيتها.
الشعب يريد نصرا، ولا يعرف أحدا ما هو، وماذا سيكون الثمن. الحرب التي لن تحسم نصرا أبدا، تتعقد دون أن يعرف أحد نهايتها.
مقابل كل ذلك أصبح اليسار الإسرائيلي محايدا، كما في كل امتحان جدي في السابق- اندلاع الانتفاضتين مثلا- الآن أيضا فشل اليسار الإسرائيلي، بالذات في اللحظة التي يعتبر فيها صوته هام كرادع لضرب طبول الحرب. ما حاجتنا لليسار إذا انضم في كل امتحان حقيقي للجوقة القومية؟. ومرة أخرى يظهر حزب العمل كشريك منصاع لكل حكومة، حتى يولي تمير وشيلي يحيموفيتش لا يسمعون بتاتا، وحركة السلام الآن خرست. وميرتس صامتة، باستثناء النائبة زهابا غلؤون الشجاعة. بعد عدة أيام حرب، يعترف يهوشع سوبول أنه أخطأ خلال مسيرته: وتصبح السلام الآن فجأة " شعار غير ناضج" بالنسبة له . رفاقه صامتون وصمتهم يدوي ليس أقل. فقط اليسار المتطرف يسمع صوته، ولكنه صوت لا يستمع إليه أحد.

ظلام على وجه الهاوية: وقت طويل قبل أن تحسم الحرب، من الممكن التحديد أن بالإضافة إلى ثمنها الباهظ تنضم أيضا الظلام الأخلاقي التي تأخذ وتغطينا, وتهدد وجودنا وصورتنا ليس أقل من كاتيوشا حزب الله.>>