يقول الصحافي في جريدة "ذي غارديان" البريطانية كريس ماغريل الذي عمل مراسلاً للصحيفة في الاراضي الفلسطينية واسرائيل لسنوات في مقال نشرته الصحيفة، اليوم الخميس، عنوانه "كيري لم يكن مخطئاً: مستقبل اسرائيل اخذ يبدو مثل ابارتهايد الى حد بعيد" ان نظرة الى ملعب الدبلوماسية في المستقبل والى تاريخ جنوب افريقيا في الماضي – اضافة الى مجموعة تصريحات متزايدة من اليمينيين الاسرائيليين – تكشف عن مخطط مختلف.

وكتب مراسل الغارديان يقول، انه بعد سنوات من السفر عبر الضفة الغربية وجنوب افريقيا، بات الامر واضحاً لي بجلاء: ان التوسع المتواصل في المستوطنات، هو حقا الذي يرسم جغرافية "أبارتهايد" الضفة الغربية. واذا كان كيري قد اخطأ، فان خطأه يقتصر على انه اصدر تحذيره كتنبؤ وليس كاشارة الى الحقائق الحلية الماثلة.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب، فان داني دانون، رئيس اللجنة المركزية لحزب نتنياهو الـ"ليكود" نائب وزير الأمنوصاحب النفوذ المتزايد، والذي وصف تصريحات كيري بانها "غير مقبولة"، يعارض علنا توجه رئيس وزرائه لدعم حل الدولتين – كما هو الحال، في ما يبدو، بالنسبة الى غالبية اعضاء الـ"ليكود" الذين نصبوه رئيسا للجنة الحزب المركزية لانه تعهد بمنع نتنياهو من الموافقة على قيام دولة فلسطينية. ورغم ما يبدو في هذا من غرابة، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يحظى بثقة الكثيرين في حزبه. وفي الاسبوع الماضي، اقترع نشطاء "ليكود" لصالح زيادة سلطات دانون كرئيس في الحزب.

تحدث دانون عن "معالجة الصراع" على المدى القصير، بالابقاء على الاحتلال، وفي الوقت ذاته "تحسين اساليب حياة الفلسطينيين".

وبعد ذلك، فان هدفه قد ينطلق مباشرة من من حكايات جنوب افريقيا: يقول دانون من دون مواربة انه يريد الاحتفاط بالقسم الاكبر من اراضي الضفة الغربية – يهودا والسامرة، حسب التسمية الاسرائيلية – في ذات الوقت الذي يخلي الدولة اليهودية من مسؤولية حكم الجماهير الكبيرة الفلسطينية. وقال لي "انا لا اتحدث في المدى البعيد عن ضم الفلسطينيين. هدفي هو ضم اراض – او "تطبيق الحكم"، كما افضل ان ادعوه – الى يهودا والسامرة باقل عدد من الفلسطينيين. واذا كنت ارسم الخريطة، فانني حقا اريد غالبية الاراضي باقل عدد من الفلسطينيين".