توصلت دراسة أجراها باحثون في جامعة أوريغون للصحة والعلوم مع خمسة مراكز بحثية أخرى، إلى إثبات العلاقة بين الإصابة بفيروس "زيكا" ورفع احتمال الإجهاض لدى الأم بالمصابة، وذلك بعد مراقبتهم ومتابعتهم لخمسين قردة مصابة بالفيروس أثناء حملهنّ.

ووجد الباحثون أنّ 26% من إناث القردة الحاملات للفيروس تعرّضن لإجهاض حملهنّ في المراحل الأولى منه، فيما لم يظهر عليهن إلا القليل من العلامات التي تشير إلى الإصابة بالعدوى.

وقال قائد فريق البحث، دانيال ستربيلو، إنّ البحث أثبت للمرة الأولى "بشكل قاطع أنّ الإجهاض المرتبط بفيروس ‘زيكا‘ ليس مقتصرًا على البشر بل يحدث لدى فصائل أخرى لا تظهر عليها أعراض الإصابة بالفيروس، وهذا الاكتشاف يثير القلق بإظهاره احتمال أن يكون الإجهاض المتسبب من الإصابة بفيروس ‘زيكا‘ أكثر انتشارًا مما يعتقد حتى الآن، فالنتائج توحي بأنّ هناك نساءً قد يتعرضن للإجهاض بسبب إصابتهن بالفيروس دون أن يشخّصن إصابتهن، وذلك لإمكانية ألّا تظهر عليهن أعراض الإصابة".

وتناولت دراسات عديدة سابقة الخطورة التي يشكلها الفيروس على الأجنة، مؤكدة أنهم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس ‘زيكا‘ القابل للانتقال وعبور حاجز المشيمة، ليصاب الجنين بلاعدوى المنتقلة من والدته الحامل، الأمر الذي يمكّن الفيروس من التسلل إلى أدمغة الأجنة ليعمل عل عرقلة نموها وتطورها، ونوهت دراسات مختلفة إلى ارتفاع احتمال الإصابة بالفيروس لدى النساء الحوامل خلال الأشهر الستة الأولى للحمل، نظرًا لضعف جهاز مناعة المرأة الحامل.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في الأول من شباط 2017، أن انتشار "زيكا" يمثل حدثًا طارئًا على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية منها صغر حجم الرأس لدى المواليد، ومتلازمة "جيلان ـ باريه" التي يمكن أن تسبب الشلل.

وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، ويقول خبراء منظمة الصحة العالمية، إن من النادر حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أي أعراض، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها ارتفاع متوسط في درجة الحرارة، والتهاب في العين، وصداع وآلام بالمفاصل، وحكة في الجلد.