وجهت فصائل سياسية متعددة انتقادات لطريقة وآلية عمل "خلية الأزمة" التي جرى تشكيلها مع بدء سريان التهدئة في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية برعاية مصرية.

وقال ممثلو هذه الفصائل إن خلية الأزمة لـم تحافظ على اجتماعات دورية منتظمة، وفشلت في إدارة التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي واصل ارتكاب العديد من الخروق في الضفة وغزة.

وأوضح داوود شهاب الـمتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي وممثلها في خلية الأزمة إن الخلية لـم تنجح في تقديم أو فعل أي شيء جديد.

واعتبر خلية الأزمة مجرد إعلان، فلا ممارسة لها على الأرض ولـم تنجح في إدارة التهدئة، مؤكدا أن خلية الأزمة الـمكلفة من الفصائل بالرد على خروق الاحتلال الإسرائيلي لـم تعقد اجتماعات دورية منتظمة ما عدا اجتماعين، انعكست خلالهما التباينات السياسية التي كرسها الانقسام السياسي.

وبين أن الخلل في عمل خلية الأزمة نابع من الانقسام السياسي الذي أحدث عجزاً في العمل الجماعي لدى الفصائل الفلسطينية.

وكانت "خلية الأزمة" تشكلت في الخامس والعشرين من شهر حزيران الـماضي بعد أيام من سريان التهدئة، وتضم ممثلين عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وجاء تشكيلها بعد أن أطلقت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي صاروخاً باتجاه إسرائيل رداً على الخروق الـمتكررة للتهدئة.

ومنذ ذلك التاريخ قالت الفصائل إن خلية الأزمة لـم تعقد اجتماعاً سوى مرتين، رغم وجود اتفاق على دورية اجتماعاتها كل أسبوع ومع كل حدث طارئ، وتنحصر وظيفة خلية الأزمة في حصر الخروق الإسرائيلية، وبحث آليات الرد الـمشترك عليها، والحفاظ على حالة من استمرار الوفاق في كيفية التعامل مع التهدئة.

ومن جهته قال كايد الغول عضو اللجنة الـمركزية للجبهة الشعبية إن خلية الأزمة لـم تجتمع سوى مرتين، مشدداً على أهمية أن لا تكون خلية الأزمة شُرطياً يلاحق الـمواطنين.

ويعتقد الغول بضرورة تفعيل عمل هذه الخلية والحفاظ على دورية اجتماعاتها، مؤكداً عدم وجود متابعة لعملها.
ويدور خلاف بين الفصائل حول دور ووظيفة خلية الأزمة وصلاحياتها، حيث تطالب بعض الفصائل أن تكون الخلية مقررة، فيما تعارض فصائل أخرى هذا التوجه.

وفي السياق ذاته، أبدى عصام أبو دقة عضو اللجنة الـمركزية للجبهة الديمقراطية وممثلها في خلية الأزمة انتقادات لعمل هذه الخلية، قائلا "إنهم في الجبهة طالبوا على مدار الفترة الـماضية بأن تلتئم خلية الأزمة لـمناقشة عدة قضايا حول مهامها ودورها".

وأضاف : للأسف حتى اللحظة لـم تعقد الخلية سوى اجتماعين، ولـم يصدر عنها أي بيان رغم الاتفاق على إصدار بيان في الاجتماع الأخير، داعيا إلى عقد اجتماع عاجل لخلية الأزمة لـمناقشة ومعالجة الأوضاع على قاعدة الحوار بعيداً عن الـمناكفات والانقسام.

وعن أسباب الخلافات داخل خلية الأزمة قال أبو دقة إن هناك تبايناً جدياً حول عمل الخلية حيث يراها البعض أنها جهة غير مقررة ووظيفتها رصد الخروق، في حين يدعو آخرون إلى ضرورة أن يكون لها موقف مقرر في معالجة الأوضاع الناجمة بسبب التهدئة.

وبدوره قال فوزي برهوم الـمتحدث باسم حركة "حماس" إن خلية الأزمة تشكلت بعد استمرار خروق إسرائيل للتهدئة، مؤكداً أن مهامها تشمل تقييم الـموقف الإسرائيلي من التهدئة والالتزام الفلسطيني.

وبين إن الخلية تعمل بانتظام وتقوم بتقييم أي حدث وترفع التوصيات للفصائل، مؤكدا أن أي قضايا خلافية قد تبرز يمكن أن يتم علاجها داخل الخلية، لافتاً إلى أن الخلية لاقت قبول جميع الفصائل ومصر.

ودعا إلى الحفاظ على عمل الخلية، مشيراً إلى أهمية معالجة أي خلل في آلية عملها أو انعقادها.