اعتقل مستعربون، يوم أمس الأول الثلاثاء، طفلا مقدسيا في السادسة من عمره، واحتجز في مركبة تابعة لشرطة الاحتلال، ثم اقتيد إلى مركز للشرطة للتحقيق معه، ولم يطلق سراحه إلا في الساعات الأولى من فجر الأربعاء.

وعلم أن الطفل أ. ز، وهو من وادي الجوز، قد اعتقل قرابة الساعة السابعة من مساء الثلاثاء مع شقيقه وليد، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر، من قبل مستعربين، بادعاء رشق حافلة إسرائيلية بالحجارة.

يشار في هذا السياق إلى أن القانون يمنع اعتقال أو احتجاز طفل دون سن الثانية عشرة.

وجاء أن الطفلان الشقيقان نقلا بمركبة تابعة لشرطة الاحتلال إلى موقف سيارات تابع لمركز الشرطة القطري حتى الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث نقلا إلى داخل مركز الشرطة. ولم يطلق سراح الطفل ابن السادسة إلا في الساعة الثالثة والنصف فجرا.

وأكد أبناء العائلة أنهم شاهدوا الطفلين في داخل مركبة الشرطة حتى الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث أخضعا للاستجواب. ومنع ذوو الطفلين من مقابلتهما.

يقول معتز، عمّ الطفل، إنهم منعوا من رؤيتهما، كما منع الطفلان من الحصول على طعام أو ماء.

ويقول والد الطفل أن المحقق عرض عليه محضر التحقيق، والذي تضمن توجيه سؤال للطفل عما إذا كان يريد أن يصبح شهيدا، وأن الطفل أجاب على السؤال بالإيجاب.

أما بالنسبة للشقيق الثاني فقد طلبت الشرطة تمديد اعتقاله لمدة ثلاثة أيام، بيد أن القاضي أخلى سبيله بشروط مقيدة شديدة، بينها دفع كفالة مالية عالية، وإخضاعه للحبس المنزلي في تل أبيب.

تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلت العام الماضي نحو 1500 طفل، بينهم ألف طفل على الأقل من القدس وضواحيها.

ويتعرض الأطفال المعتقلون إلى سلسلة من الانتهاكات والاعتداءات بدءا من لحظة الاعتقال وحتى صدور الحكم، وبضمنها الاعتقال في ساعات الليل المتأخر وتقييد اليدين وتعصيب العيون والتحرش الجنسي والحرمان من الطعام والماء.

كما أن الإجراءات القانونية قاسية جدا، بحسب مؤسسة الضمير، لدرجة أن بعض الأطفال يفضلون الاعتراف بتهمة رشق الحجارة ليحكم عليهم بالسجن الفعلي لعدة شهور بدلا من الإفراج عنهم للحبس المنزلي حتى نهاية الإجراءات القانونية والتي قد تمتد لتسعة شهور.