فاقمت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، خلال العام الماضي، من استخدامها للاعتقالات الليلية بوصفها الأسلوب الأوّل لاقتياد الأطفال الفلسطينيين للتحقيق؛ كما عمد الاحتلال إلى عدم تقديم أيّ استدعاء للعائلات، يسبق الاعتقال الليلي لطفلها، في 125 حالة مخطّط لها مسبقا.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك بحسب ما أكد "مركز الدفاع عن الفرد"- ("هموكيد")، في تقرير أصدره الإثنين، تحت عنوان "على أسس واهية: الاعتقالات الإسرائيلية الليلية السائدة للأطفال الفلسطينيين"، ويخلص إلى أن "الاعتقالات الليلية تستخدَم كخيار أوّل، حتى في الحالات التي تم فيها احتجاز الطفل لفترة قصيرة لا غير، ومن ثم إطلاق سراحه من دون توجيه تهم إليه"؛ كما يخلص التقرير إلى أن "سلوك إسرائيل تجاه الأطفال الفلسطينيين المطلوبين للاستجواب، يشكل انتهاكا صارخا لالتزاماتها القانونية الدولية".

وأكد التقرير أن "رفض السلطات الاسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات جوهرية للحد من هذا الشكل غير الضروري من الاعتقالات، يؤدي إلى الاستنتاج بأنه وسيلة ترهيب لا أكثر".

ووفق بيان المركز، "تستند البيانات إلى توجهات من 294 عائلة تواصلت مع ’هموكيد’ في العام 2022، لطلب المساعدة في تحديد مكان طفلها القاصر بعد اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية، ومن بين هؤلاء، كانت هنالك 125 حالة اعتقال مخطط لها مسبقا، جرت في منتصف الليل. يذكر أن الجيش الإسرائيلي قد قدّم في آب (أغسطس) 2021 تعهدا، ردا على الالتماس الذي قدمه مركز ’هموكيد’ للمحكمة ضد الاعتقالات الليلية التزم فيه بممارسة ’إجراء استدعاء القاصرين المشتبه بهم قبل إجراء الاعتقال المخطط له مسبقا’. ومع ذلك، فلم يتم استدعاء أي من الأطفال في الحالات الـ125 المسجلة في العام 2022".

اقرأ/ي أيضًا | 4 أطفال استشهدوا منذ مطلع العام: طفل شهيد في مخيم الدهيشة

ويوضح التقرير أن "الاعتقالات الليلية تُمارَس حتى عندما يُشتبه في ارتكاب هؤلاء الأطفال جنحا بسيطة، فمن عيّنة يبلغ قوامها 58 طفلا هم الأطفال الذين تم اعتقالهم في الفترة الممتدة ما بين شهري أيار (مايو) حتى تشرين الأول (أكتوبر)، جرى تسريح الغالبية العظمى من الأطفال -36 طفلا- إلى منازلهم وعائلاتهم حتى شهر تشرين ثاني (نوفمبر)، حيث لم يتم تقديم أية اتهامات بحقهم. وقد تم احتجاز العديد من الأطفال لفترات لا تتعدى بضعة أيام، وفي بعض الحالات: لساعات قليلة".

وقالت المديرة العامة لمركز "هموكيد"، جيسيكا مونتيل، إن "هذه الاعتقالات الليلية هي تجربة مؤلمة للغاية لجميع أفراد الأسرة، وهي لا تتسبب بالندبات النفسية للطفل الذي يتم القبض عليه فحسب، ولكنها تمتد لتصيب أيضا ذويه وإخوته الذين يشاهدونه وهو يحتجز احتجازا غالبا ما يكون عنيفا، حيث يُقاد الأطفال مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين".

وشدّدت على أن "البيانات تظهر بوضوح أنه قد اتضح في الغالبية العظمى من هذه الحالات، عدم وجود مبرر لهذا الاعتقال العنيف، لكن الجيش الإسرائيلي لم يبذل أي جهد لجلب هؤلاء الصبية للاستجواب عبر أمر استدعاء".

اقرأ/ي أيضًا | الاحتلال أحال أكثر من 600 طفل فلسطيني إلى الحبس المنزلي عام 2022

اقرأ/ي أيضًا | مسؤولة أممية تبحث ضم إسرائيل للقائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال

اقرأ/ي أيضًا | "عقوبة مزدوجة" تطبّقها سلطات الاحتلال بحقّ الأطفال الفلسطينيين الأسرى