سُجلت، اليوم السبت، 3 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد في صفوف الأسرى في سجن "ريمون"، لتصل مجموع الإصابات منذ بداية انتشار الوباء بين صفوف الأسرى إلى قرابة 250، كانت أعلاها في سجن "غلبوع" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وحذر نادي الأسير، في بيان صحافي صدر عنه، اليوم، من خطورة انتشار عدوى الفيروس بين الأسرى، مشيرا إلى أن أوضاعًا مأساوية وقاسية يواجهها المصابون في القسم رقم 8 في سجن "ريمون"، وهو القسم الذي خصصته إدارة السجون لعزل الأسرى المصابين، حيث تكتفي بعزلهم، دون تقديم أدنى الرعاية الصحية اللازمة لهم، إضافة إلى أن القسم لم يعد يستوعب المزيد من الأسرى المصابين، مما سبب حالة من الاكتظاظ الشديد، خاصة بعد نقل المصابين من سجني "النقب" و"ريمون" إليه، على مدار الأيام الماضية.

وأكد نادي الأسير أن "استمرار تسجيل المزيد من الإصابات سببه الأساس، المماطلة التي انتهجتها إدارة السجن في أخذ عينات من الأسرى، وكذلك فيما يتعلق بالإعلان عن نتائجها، وهذا ما يُفسر أساسًا تحويل الوباء إلى أداة تنكيل وقمع بحق الأسرى لما تُسببه من حالة من التوتر والقلق لديهم، إضافة إلى جملة من الحقائق التي تتعلق بذلك، ومنها العزل المضاعف الذي فُرض عليهم".

وتابع أن "احتكار إدارة سجون الاحتلال لرواية الوباء، عبر جملة من الإجراءات التي ضاعفت السيطرة والتحكم على الأسرى، ومنها نتائج العينات، والأوضاع الصحية لهم، فاقمت من الصعوبات التي تواجه الأسرى، والمؤسسات الحقوقية المعنية".

وجدد نادي الأسير مطالبته لجهات الاختصاص وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، بإلزام الاحتلال بتوفير اللقاح للأسرى، بشرط وجود لجنة طبية محايدة تُشرف على إعطائه، وكذلك توفير وسيلة اتصال بين الأسرى وذويهم، في ظل تصاعد استمرار انتشار عدوى الفيروس، وعزلهم، وتوقف الزيارات.

وعلى صلة، قال المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، في رسالة وجهها إلى وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، أمس الجمعة، إن قرار الأخير بعدم تطعيم الأسرى الذين ينتمون إلى الفئة العمرية في خطر بلقاح كورونا، "صدر منن خلال افتقار للصلاحية وموبوءة بتناقض بارز مع القانون".

وشدد مندلبليت على أن الجهة المخولة بإصدار قرار بهذا الخصوص هي وزارة الصحة الإسرائيلية، المسؤولة عن تحديد أولويات منح التطعيم، وأن على مصلحة السجون أن تمنح التطعيم للأسرى دون تأخير، ووفق معايير الأولوية بالتطعيم التي أقرتها وزارة الصحة.

وكان وزير الصحة الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، قال أمس إنه سيتم تطيعم طواقم مصلحة السجون الإسرائيلية باللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري، على أن تبدأ حملة تطعيم السجناء، ومن ضمنهم الأسرى الفلسطينيين، خلال الأسبوع المقبل.

ويأتي إعلان إدلشتاين في ظل الخلاف العلني بين أوحانا ومندلبليت، بشأن تطعيم السجناء والأسرى؛ حيث أعلن أوحانا أنه لا ينوي السماح بتطعيم الأسرى "في الوقت الحالي"، فيما شدد مندلبليت على أنه "يتصرف دون سلطة قانونية في هذا الشأن".

وقال إدلشتاين إن جهاز الصحة الإسرائيلي "سيبدأ بتطعيم الأسرى الأمنيين الفلسطينيين بفيروس كورونا خلال الأسبوع المقبل"، وكرر تصريحاته في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة، في الولايات المتحدة (NPR).

وأشارت القناة العامة الإسرائيلية "كان 11" إلى أن التصريحات الصادرة عن إدلشتاين اتخذت دون أن تتعارض بالظاهر مع قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، الذي رفض تطعيم الأسرى الفلسطينيين، قبل تطعيم كامل الطواقم العاملة في مصلحة سجون الاحتلال، إذ من المقرر أن تنهي مصلحة السجون من تطعيم طواقمها خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري، علما بأنها قامت بالفعل بتطعيم ثلث العاملين فيها.