لم تنطفئ جذوة أمل الفلسطينيين في مختلف مناطق تواجدهم بالعودة على بلادهم ووطنهم، رغم مرور 69 عامًا على احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين وارتكاب المجازر وجرائم التطهير العرقي وتهجير نحو 800 ألف فلسطيني، في حينه، وتدمير 531 قرية بالكامل وتهجير أهلها، وتهويد باقي المدن الفلسطينية.

مع نهاية شهر نيسان/أبريل وبداية شهر أيار/مايو، أو 'شهر النكبة' كما يطلق عليه الفلسطينيون، ينظم أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق تواجدهم النشاطات وفعاليات التوعية لإحياء الذكرى المشؤومة، وتهدف هذه النشاطات إلى ترسيخ الذاكرة الجماعية والتأكيد على حق العودة وإنهاء الاحتلال، مهما طال الزمن.

في هذا العام، يحيي الفلسطينيون الذكرى الـ69 للنكبة، والتي تأتي وسط ظروف يمكن اعتبارها الأصعب تاريخيًا على الشعب الفلسطيني، إذ باتت الحكومة الإسرائيلية لا تتوانى عن سن القوانين العنصرية والتحريض على الفلسطينيين في كل مكان، وازدادت وقاحةً بأن بدأ قادة الأحزاب السياسية الكبيرة وعرابو المستوطنين بالتحدث علنًا عن ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية وإعدام حل الدولتين.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن قامت الحكومة بدعم سياسة الاستيطان بشكل علني وكبير، مراهنة على عدم معارضة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وتهدف الوحدات الاستيطانية الجديدة إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية جغرافيًا لمنع احتمال قيام دولة فلسطينية على حدود 67.

وعلى الصعيد الداخلي، بلغ الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس أشده، وبات تبادل الاتهامات والإقصاء أمرًا مألوفًا، وبدأ الحديث في أروقة السلطة الفلسطينية يدور عن رفع دعمها للعديد من القطاعات الحيوية في قطاع غزة، مثل الكهرباء والأدوية والتعليم وغيرها، تحت زعم أن 'على حماس تولي مسؤولياتها'.

وتتزامن ذكرى النكبة هذا العام مع إضراب أكثر من 1700 أسير فلسطيني عن الطعام في السجون الإسرائيلية، لانتزاع حقوقهم من مصلحة السجون الإسرائيلية، في ما أطلق عليه إضراب الحرية والكرامة، ويعبر إضراب الكرامة أحد أكبر الإضرابات منذ النكبة. 

ولم تستثن الظروف الكارثية الفلسطينيين في الشتات، إذ لا زال من بقي من اللاجئين الفلسطينيين في سورية تحت الحصار في المخيمات أو تم تهجيره إلى مكان آخر، هذا في حال بقي حيًا، فيما يعتقل النظام السوري 1183 لاجئًا فلسطينيًا في سجونه.

وفي لبنان يعاني اللاجئون مر العيش، فرغم اعتيادهم على الحرمان من الحقوق الأساسية في لبنان منذ لجوئهم، واجههم هذه المرة 'التحدي الأمني'، كما سمته العديد من الجهات في لبنان، إذ اندلعت مواجهات مسلحة في كل من مخيم عين الحلوة وبرج البراجنة امتدت لأيام واستخدمت فيها القذائف أحيانًا، ما شكل خطرًا على حياة اللاجئين هناك.

ورغم كل الظروف، لا يزال الفلسطينيون يؤمنون بعودتهم وحقهم في هذه الأرض، ويصرون على نقل الرسالة من جيل إلى جيل ليحفظ الرواية ويصون العهد.