تتجلى فظاعة النكبة الفلسطينية هذه الأيام في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، الذي تقطنه أغلبية لاجئة بالأصل من البلدات التي هجرت عام 1948، واليوم تتعرض هذه العائلات مجددا لنكبة جديدة من خلال محاولات الاحتلال السيطرة على منازلها التي حصلت عليها لقاء تخليها عن بطاقة لاجئ من قبل الحكومة الأردنية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

اللاجئ نبيل الكرد هو أب لثمانية أبناء، عاش النكبة الأولى عام 1948، حينما اضطر والده لترك منزله الجميل في حيفا متنقلا ولاجئا بين الأردن وأريحا، إلى أن استقر في حي الشيخ جراح بالقدس، واليوم تعود إلى ذهنه أيام النكبة الأولى، وقد قرر عدم الرحيل والموت في منزله.

ويتعرض الكرد ومعه 28 عائلة مقدسية في حي الشيخ جراح لمحاولة طردهم من منازلهم من قبل الاحتلال لصالح إسكان مستوطنين بدلا منهم، وذلك ضمن مخطط إفراغ القدس من سكانها الفلسطينيين وإحلال مستوطنين مكانهم في أبشع صور النكبة المستمرة للشعب الفلسطيني.

واستهل الكرد حديثه لـ"عرب 48" بالقول "عشت النكبة وتذوقت مرارة اللجوء والتهجير منذ كنت صغيرا، عشت في حيفا وعايشت النكبة وأنا طفل صغير، لم أعي حينها حجم الكارثة ولا زلت أذكر بعض التفاصيل الصغيرة عن حيفا رغم أنني كنت أبلغ حينها 4 سنوات من العمر".

وأضاف: "ولكن مرارة تلك الأيام تعاودني اليوم، ونحن نتعرض إلى نكبة جديدة في القدس، تعاودني تلك الأيام التي تنقلنا فيها من حيفا إلى الأردن تحديدا في مدينة صويلح، ثم عدنا إلى أريحا بعدها بأيام ومنها انتقلنا إلى القدس وضمن مشروع السكن حينها عام 1956 في حي الشيخ جراح، حصل والدي على المنزل الذي أسكنه مع عائلتي في حي الشيخ جراح".

وتابع: "نحن هنا مجموعة عائلات في حي الشيخ جراح نعيش ما يشبه النكبة الجديدة، رغم أن المنزل الذي حصلنا عليه كان عبارة عن تسوية مع الحكومة الأردنية والتي كان يفترض بها تسجيل العقارات بعد 3 سنوات وشاءت الظروف أن لا تسجل هذه المنازل، وعليه يحاول الاحتلال سلب منازلنا في الشيخ جراح، وأقولها بصراحة إن المنزل الذي حصلنا عليه كان يفترض بنا مقابله التخلي عن بطاقة لاجئ، وينتهي بذلك الاستحقاق بالحصول على مساعدات وكالة الغوث والتعليم والصحة وغيرها، واليوم يحاولون سلب منازلنا".

نبيل الكرد

ولفت إلى أن "النكبة لم تتوقف عند العام 1948 ولا حتى 1967، فوجودنا في القدس مستهدف طوال الوقت ولم يتوقف يوما، ففي العام 1999 تقدمت بطلب توسيع المنزل إلا أن البلدية رفضت استلام الطلب ورغم ذلك قمت بالبناء، وبعدما أنهيت البناء أصدرت المحكمة قرارا غريبا بإغلاق المنزل الذي بقي مغلقا لمدة 9 سنوات، حيث ألزموني بدفع غرامات بقيمة 97 ألف شيكل، بعدها جرى منح المنزل للمستوطنين وهم ليسوا عائلات وإنما شبان يدفع لهم للتواجد في منازلنا من قبل الاحتلال لاستهداف صمودنا وحملنا على الرحيل".

وختم الكرد بالقول "نحن نعول على صمودنا ودعم شعبنا لنا في الصمود، رغم أمر إخلائنا من منازلنا إلا أننا نُصر على الصمود والتصدي لكل محاولات الاحتيال علينا للاعتراف بملكية الأرض للدولة، ونحن لن نوقع على وثيقة سلب حقوقنا ونعول على دعم شعبنا لنا والتواصل مع الحكومة الأردنية من أجل تسوية قضية الأرض والمنازل التي نعيش فيها".

اقرأ/ي أيضًا | أهالي الشيخ جراح: لا صفقة مع المستوطنين... لن نرحل