"نحرقه ونبني كنيسا": شهادات أهال بعد إحراق مستوطنين مسجد مردا؛ "تطبيق لشعارات نتنياهو وبن غفير"
أكّد الأهالي في بلدة مردا بسلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة، أن حرق مستوطنين اليوم الجمعة، "مسجد بر الوالدين"، وخطّهم شعارات عنصرية، إنذار بمزيد من الاعتداءات الإرهابية، مشيرين إلى أنه ناتج عن تحريض وحماية من الحكومة الإسرائيلية.
يأتي ذلك بعد أيام من بدء وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتنفيذ سياسته التي أعلن عنها بعدم ملاحقة المستوطنين الإرهابيين من خلال عدم إصدار أوامر اعتقال إداري ضدهم، رغم خطورتهم، وقرر الإفراج عن أحدهم قبل ثلاثة أشهر من انتهاء فترة اعتقاله.
فيديو يوثّق الاعتداء الإرهابي الذي نفّذه مستوطنون، بإحراق "مسجد بر الوالدين" في مردا، وخطّهم شعارات عنصرية، بينها: "نحرق المسجد ونبني كنيسا".
— موقع عرب 48 (@arab48website) December 20, 2024
للتفاصيل: https://t.co/AuCVXWy79o pic.twitter.com/12zEMqFsXV
والجمعة الماضي، ألغى كاتس بذلك قرار سلفه في المنصب، يوآف غالانت، وتم الإفراج عن المستوطن إيتيئيل بن تسرويا، الذي صدر ضده أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وصدر أمر الاعتقال الإداري ضد بن تسرويا في أعقاب مشاركته مع مستوطنين إرهابيين آخرين في إحراق ممتلكات فلسطينيين في قرية يتما واعتداءات في قرية جيت.
وفجر اليوم، اقتحم مجموعة من المستوطنين الحيّ الشرقيّ من البلدة شمال سلفيت، وأضرموا النار في "مسجد بر الوالدين"، وخطّوا شعارات عنصرية.
وأشار الشهود إلى أن النيران أتت على أجزاء كبيرة من المسجد، قبل أن يتمكن السكان من السيطرة عليها وإخمادها.
شهادات أهال بعد إحراق المستوطنين مسجد مردا
— موقع عرب 48 (@arab48website) December 20, 2024
للتفاصيل: https://t.co/AuCVXWxzjQ
- الفيديو: "الأناضول" pic.twitter.com/NGezw65NHj
وخطّ المستوطنون شعارات عنصرية على جدار المسجد، بينها "الموت للعرب"؛ بالإضافة لرسم "نجمة داود".
وأظهرت مقاطع مصورة لكاميرات مراقبة تسلل 3 مستوطنين إلى المسجد، وخط الشعارات قبل إلقاء مواد حارقة بداخله.
وبلدة مردا تجاور مستوطنة أرئيل، ويحيط بها جدار سلكي، فيما تغلق إسرائيل مداخلها ببوابات عسكرية بشكل شبه دائم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الأهالي وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية والقدس، ما أسفر إجمالا عن 822 شهيدا، ونحو 6 آلاف و500 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
"نحرق مسجدا ونبني كنيسا"
وقال عصمت الخفش، وهو من سكان الحي وشاهد عيان: "استفاق الأهالي فجرا على إلقاء مجموعة من المستوطنين مواد حارقة في المسجد، بعد كسر إحدى بواباته".
وأشار إلى أن "أضرارا كبيرة لحقت بالمسجد، قبل أن يتمكن السكان من إخماد النيران"، بحسب ما نقلته عنه وكالة "الأناضول" للأنباء.
وعن كتابات باللغة العبرية، قال: "خطوا عبارات عنصرية منها: الموت للعرب، نحرق المسجد ونبني مكانه كنيسا".
وذكر أن بلدته تعيش حالة من الحصار والاعتداءات المتواصلة منذ ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتزايدت بشكل كبير منذ الحرب على غزة.
وقال الخفش إن المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي، يحميان ويدعمان الجماعات المتطرفة من المستوطنين.
وشدد على أنّ "ما نشهده هو تنفيذ وتطبيق للشعارات التي يطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزراء في حكومته، أبرزهم بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير".
وذكر أن البلدة محاصرة بجدار سلكي وبوابات عسكرية، وأشبه ما تكون سجن كبير.
الجيش الإسرائيلي مشارك؛ "المستوطنون يحرقون الأخضر واليابس والأطفال"
بدوره، قال رئيس مجلس قروي مردا فلاح بداح، إن "حرق المسجد ليس بالجريمة الجديدة، سبقه سلسلة اعتداءات في الضفة الغربية والقدس المحتلة على دور العبادة، المستوطنون يحرقون الأخضر واليابس والأطفال".
وأكد أن جريمة حرق المسجد، "الهمجية، تعبر عن ثقافة وتطرّف المستوطنين، وتنذر بمزيد من الاعتداءات".
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي مساند ومشارك في العملية، حيث يحاصر البلدة من كافة الجهات، ويفرض عليها حصارا مشددا بذرائع وهمية".
أهالي #مردا في #سلفيت يقيمون الصلاة في المسجد بعد إضرام مستوطنين النار فيه.
— موقع عرب 48 (@arab48website) December 20, 2024
للتفاصيل: https://t.co/AuCVXWxzjQ pic.twitter.com/4k0xhZMD8S
كما سلّط الضوء على أن "الجيش يتواجد في محيط البلدة، وعادة ما يقتحمها، ويفتش المنازل، ويحقق مع السكان".
واختتم بداح حديثه بالقول: "نعيش حالة عقاب جماعي من قبل الجيش، واعتداءات وانتهاكات من قِبل المستوطنين".
محافظة سلفيت: ازدياد الجرائم بحماية حكومة نتنياهو... تفعيل لجان حراسة شعبية ضروريّ
من جانبها، أصدرت محافظة سلفيت بيانا، أكّدت فيه أن "مجموعة من المستوطنين، أقدمت فجر هذا اليوم على حرق مسجد بر الوالدين في بلدة مردا، وقاموا بخطّ شعارات عنصريه تسيئ للإسلام والعرب".
وذكر البيان أن الشعارات التي خُطَّت "تعبّر عن فكرهم الإرهابي"، مشددا على أنه "ما كان ليحدث هذا، لولا توفير الحمايه الدائم لهم من قبل الجيش الاسرائيلي، حيث قام هؤلاء وفي العديد من المرات بدخول القرى وخط الشعارات العنصريه، والقيام بعمليات تخريب، وحرقوا مسجد ياسوف سابقا".
وأكدت المحافَظة أن المستوطنين "قاموا باقتراف جرائم قتل عديدة، لشعورهم بأن لا رادع لهم، وقد ازدادوا شراسه في ظلّ هذه الحكومة، نظرا لعمليات التحريض التي تصدر عبر العديد من وزرائها، وتوفير غطاء الحماية لهم".
كما شدّدت "للمرة الألف على ضروره تفعيل لجان الحراسة الشعبية في كافه القرى والبلدات في المحافظة، وعلى أن يشترك بها الجميع، وبما فيهم موظفو السلطه الوطنيه، والتصدي لأي هجمه استيطانيه أخرى، حيث علينا جميعا تقع مسؤولية حماية أبناء شعبنا، أمام هؤلاء القتلة والمجرمين".
وحمّلت "المسؤولية الكاملة للحكومة الإسرائيليه"، وطالبت "المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لحماية الشعب الفلسطيني، ومساجده وكنائسه، وممتلكاته".