مع تشديد الإجراءات الوقائية في البلاد، من أجل محاصرة فيروس كورونا، يصبح وقت العائلة أكثر مرونة من أي وقت مضى.

بعض الناس يواصلون أعمالهم ودراستهم من المنزل، وآخرون يجدون أنفسهم في بيوتهم دون عمل يذكر بسبب انعدام فرص العمل التي نتجت عن القرارات الحكوميّة كخطوات احترازية للوقاية من فيروس كورونا، وكذلك طلّاب المدارس والأطفال يتلقون دروسهم عبر الإنترنت، ما يبقي أفراد العائلة في المنزل طيلة اليوم، ويبقى السؤال كيف يمكن للأهل استغلال الوقت بما يفيد أطفالهم؟

توضيحية (Pixabay)

وذكرت دراسة إسبانية أن كثرة تعرض الأطفال للألعاب الإلكترونية تتسبب في مشكلات سلوكية وتقلل من تواصله مع المجتمع، لذا يجب استبدال هذه الألعاب بأخرى جذابة تنمي ذكاء الطفل ومهاراته.

لذلك، نقدّم مجموعة اقتراحات للأهل حول استغلال فرصة الحجر الصحي في البيوت، لقضاء الوقت مع الأبناء في ممارسة ألعاب الذكاء والتحدي، ومنها؛ الورقيّة والحسابية، والتركيب والبناء، التي من شأنها تعزيز قوّة الذاكرة للطفل وتنشيط مهاراته السلوكيّة.

بنك الحظ "المونوبولي"

هذه اللعبة الأكثر إثارة وتعقيدا على السن الصغيرة، ويفضل اللعب بها مع الطفل فوق السبع سنوات حتى يستطيع إدراكها لأنها لعبة هامة جدا، فهي تعرف الطفل على العمليات الحسابية بالإضافة إلى مهارات البيع والشراء والاستثمار، وكيفية وضع خطط مالية وحلول وأهمية الادخار وتنشط استيعابه.

توضيحية (Pixabay)

هذا وبالإضافة للقيمة الفلسفية التي تصدّرها هذه اللعبة، على عكس ما يظهر في خارجها أنها لعبة سباق على احتكار السوق والأرض والعقار، إنما باطنها يقصد إلى محاربة احتكار رأس المال للأرض والعقارات.

إن لعبة الـ"مونوبولي"، هي اللعبة اللوحية الأشهر والأكثر مبيعا والتي علمت أجيالا من الأطفال شراء وبيع العقارات وتأجيرها بأثمان عالية إذا ما تحرك اللاعبون الآخرون عليها خطوات وفقا لنتيجة رمي النرد.

ولا شك أن مخترعة اللعبة "إليزابيث ماجي" كانت ستفضل أن تحبس نفسها في السجن إذا عاشت لتعرف النسخة المعدلة والملتوية من لعبتها. والتي تشجع اللاعبين على الاحتفال بالقيم النقيضة تماما لما كانت تدافع عنها.

الشطرنج

تعتبر"الشطرنج" لعبة الأذكياء، وهي أيضًا اللعبة التي يخلو قاموسها من عبارة "الخصم" إذ أنّ اللاعب الآخر فيها يدعى "رسيل" أي الذي يراسلك الأفكار والخطط والمتعة.

ويعتبر علماء النفس الشطرنج وسيلة مؤثرة لتحسين وظائف الذاكرة، كما يسمح للعقل بحل أكثر المشكلات تعقيدًا وإيجاد الأفكار المناسبة لحل المأزق الفوري في اللعبة، لذا فقد نصح العلماء بالشطرنج لمقاومة أمرض فقدان الذاكرة ومنها الزهايمر.

وقد حث تأثير الشطرنج على الشباب إلى نشوء العديد من المدارس حول العالم بتشجيع طلابها على ممارسة اللعبة، وهو ما ساهم في تحسين تحصيلهم الدراسي ودرجاتهم، فضلًا عن التأثيرات الإيجابية الأخرى.

"أحجار على رقعة الشطرنج" (Pixabay)

ويساعد تعلم الشطرنج في دعم قدرات الأطفال على التركيز بعناية، فمهما كانت قدرات الطفل لن يمكنه اللعب إلا بالتركيز على كل حركة، ويُنمّي القدرة على حل المشكلات والتخطيط وبُعد النظر، كما يُحسّن قدرات الذاكرة بمعرفة قواعد تحرك كل قطعة، ويرفع معدل الذكاء إذ يستخدم لعب الشطرنج كلا الجانبين في المخ.

ويعلم الطفل الصبر أيضًا، وعدم الاندفاع واستخدام المنطق قبل اتخاذ القرار، إلى جانب أنه يُحسّن مهارات القراءة ويُنمّي القدرة التحليلية إذ يتيح التركيز للاعب أن يتنبأ بالحركة القادمة التي سيقوم بها خصمه.

ويتعلم الطفل هذه المهارات، وتُحفّز اللعبة عقله بينما هو مستمع، وهذا هو ما يختلف عن الأنشطة التعليمية التي قد يملها الطفل.

لعبة ورق الطاولة

لعبة ورق الطاولة تنمي ذكاء الطفل، وممكن لعبها مع الأطفال من سن 6 سنوات وما فوق، فهذه اللعبة تنمي الجانب الحسابي عند الأطفال، وتجعل عقله أكثر نشاطا ويقظة، بالإضافة إلى أنها تعرفه بالأرقام في السن الصغير، وتساعده في تعلم العمليات الحسابية المختلفة، فهو سيستمر في اللعب إلى أن يفهمها ويحصل على لقب الفائز، وسيسعد كثيرا عندما يعيد هذه اللعبة ليكسب مرات كثيرة.

ورق الطاولة (الشّدة) (pixabay)

البازل

تحدي تركيب البازل، هي تجربة فيها من الفائدة والتسلية الكثير، إن الدماغ ينتج مادة الدوبامين، وهي المادة المسؤولة عن التعلم والذاكرة، أثناء حل أحجية الصور، ويزداد إنتاج هذه المادة الكيميائية، وبالتالي، فإن هذه الأحاجي والألغاز تعتبر تدريبًا مفيدًا للدماغ وتساعد في تأخير الإصابة بفقدان الذاكرة ومرض الزهايمر والخرف وغيرها من المشاكل.

توضيحية (Pixabay)

تابعوا صفحة "عرب 48" على "إنستغرام".

اقرأ/ي أيضًا | الحجر المنزلي طوعًا أو قسرًا.. فرصة لاكتشاف الذات