تحيي الجماهير الفلسطينية في الداخل في الثلاثين من آذار من كل عام ذكرى يوم الارض الخالد، حيث سقط ستة شهداء من بلدات عربية بعد ان قامت الدبابات الاسرائيلية عام 1976 باقتحام القرى الفلسطينية والبلدات العربية في أعقاب الإضراب والخطوات الاحتجاجية التي عمت الداخل الفلسطيني على مصادرة الأراضي العربية وتخصيصها لإقامة مستوطنات يهودية.

واندلعت الشرارة الأولى في البطوف حين أخذت قوات الأمن الإسرائيلية بإطلاق الرصاص عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي في الـ 30 آذار- مارس 1976، انتفضت الجماهير العربية في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى.

نسلط الضوء في هذا التقرير على قيمة ذكرى يوم الأرض عند الشباب، وهل لا تزال الذكرى وقضية الأرض مركز اهتمام الشباب الفلسطيني بالداخل.

أبو الهيجا: لن ننسى يوم الأرض ولن نغفر لهم

ذكر أمير أبو الهيجاء من طمرة أنه ومنذ انطلاق يوم الأرض في مدينة سخنين قبل 39 عاما فإن قضية الأرض هي القضية الأولى التي تسيطر على قضايا المجتمع الفلسطيني في الداخل، وخاصة لدى الشباب.

نحن من عائلة أبو الهيجاء يقول أمير، 'هُجرنا من أرضنا من قرية الحدثة التي تقع قضاء طبريا، إلا أننا نتوجه بمجموعات إلى قرية الحدثة لإحياء ذكرى يوم الأرض، كذلك ننظم زيارات فردية على مدار السنة للقرية'.

ويرى أن ذكرى يوم الأرض تعكس واقع حياة الشباب الفلسطيني الذي هُجر من أرضه ولا يمتلك أرضا أو قسيمة بناء على مسطح قريته التي يقطنها الآن لبناء بيته.

وشدد على أنه لا يمكن نسيان أحداث يوم الأرض لأنها مستمرة إلى يومنا هذا، وتأخذ أوجه مختلفة متعددة تتلخص في مشاكل الهدم للبناء بذريعة انعدام التراخيص، وعدم توسيع مسطحات البناء أو المصادقة على الخراط الهيكلية والتضييق على البلدات العربية وإحكام حصارها ومنع التوسع والتواصل الجغرافي لتتحول إلى 

ويستذكر أمير يوم الأرض كغيره من الشباب والنشء وطلاب المدارس مؤكدا 'بكل وضوح لن نسى ولن نغفر'، ويعتقد أن   الشباب الفلسطيني على قدر كاف من المسؤولية الوطنية  لحمل الهم والقضايا المتعلقة بقضايا الأرض والمسكن والوطن.

عرموش: تواصل دائم بين الشباب والأرض المهجرة

الذكريات ذاتها يسردها الشاب أحمد عرموش، وقال 'إن قضية الأرض مهمة جدا بالنسبة لنا كشباب، فهي قضية الوطن المسلوب الذي تم انتزاعه منا، لهذا يجب أن نمنح يوم الأرض أهمية من خلال تعزيز النشاطات التي من شأنها أن تزيد من فعالية أبناء الداخل الفلسطيني وخاصة جيل الشباب الذين هم حجر الأساس لبناء المجتمع'.

وتابع: 'هناك زيادة بالوعي بشكل ملحوظ حول أهمية يوم الأرض عند الشباب، فنحن نلاحظ زيادة الحراك الوطني الشبابي الذي يسعى للتغير ولتنمية أبناء هذا البلد على حب الوطن الأمر الذي يجعلنا نتمسك بما تبقى من مساحات الوطن وعدم هجران ما سُلب من مساحات الوطن، لهذا نجد الكثير من نشاطات التواصل بين القرى المهجرة وبين أهلها اللاجئين بالوطن، وبين أهلها اللاجئين  في مخيمات الشتات ليكون تواصل روحي مع أرضهم المهجرة'.

الشباب محرك للحراكات الوطنية

وتجند الناشط الوطني، بلال حسان من طمرة  في معركة الدفاع عن الأرض وذلك من خلال إشرافه على تركيز العديد من النشاطات الشبابية في المدينة بهدف تذويت وترسيخ قضايا الأرض في اذهان الشباب وكي لا تكون في طي النسيان.

ويبدو حسان واثقا من دوره وما يقوم به الحراك الشبابي في ترسيخ القضايا الوطنية، وتحدث قائلا: 'قطعا لم ينس الشباب الفلسطيني الأرض والتشبث بالأرض، بل تأخذ قضايا الأرض منحى كبير في هذه الأيام، وموضوع الأرض هو صلب التفكير الشباب'.

 وأكد أن الأرض هي المستقبل،  لذا يرى أن السياسات التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية  ضد الأقلية العربية هي ذاتها، بحيث يتم محاولات لانتزاع ومصادرة الأراضي بذرائع مختلفة، عدا عن التضييق على الشباب الفلسطيني من حيث المسكن.

بيد أن حسان يجزم أنه قبالة هذا التصعيد الإسرائيلي هناك صحوة بصفوف الشباب والتي تتعلق بقضايا الأرض والمسكن خاصة في شهر آذار فإن غالبية الحراك والفعاليات تعتمد على جيل الشباب.