في مؤتمرها السنوي، الذي يعقد مرة كل أربع سنوات، عقدت اللجنة التنفيذية الأرثوذكسية للروم في الناصرة، صباح اليوم السبت، مؤتمرها الثامن بموجب الدستور.

عقد المؤتمر في قاعة مركز الأحداث للطائفة الأرثوذكسية في المدينة، بهدف إعادة إنتخاب لجنة تنفيذيّة جديدة، وقام بعرافة المؤتمر أديب حزّان.

شارك في المؤتمر الأعضاء المنتدبين من الهئيات الملّية، ومن بينهم: رائق جرجورة رئيس اللجنة التنفيذية، والبطريرك ثيوفيلوس الثالث، والبطريرك ميشيل صباح، والشيخ موفق طريف، والمطران سهيل دواني، والقاضي محمد أبو عبيد رئيس محكمة الاستئناف الشرعية، ورئيس القائمة المشتركة والنائب المحامي أيمن عودة، ورئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية غالب سيف، ورئيسة مجلس الطائفة في الناصرة عفاف توما، ورئيس المجلس الملّي في حيفا يوسف خوري.

وكان الناشط عدي بجالي، ممثلا لمجموعة من العرب الأرثوذوكس، قد بعث برسالة إلى المؤتمر، عبر فيها عن مفاجأته من رعاية البطريرك ثيوفيليوس الثالث للمؤتمر، باعتباره ممثلا للسيطرة الهيلينة على البطريركية.

كما أشار إلى أن اللجنة التحضيرية لم تحضر أوراق عمل لمناقشتها، ولم تقدم تقارير تلخيص لعمل 8 سنوات.

وتمنى بجالي في رسالته أن يكون المؤتمر لمناقشة جميع القضايا مع 'الرئاسة الروحية، التي اعتبرها مستفردة في عملها وقراراتها، وبمقدرات البطريركية الأثوذوكسية المشرقية.

وعبر عن رغبته في أن يكون الاجتماع أكثر من مهرجان إعلامي، وإنما اجتماع يضع كافة التحديات على جدول أعماله، وأن يكون وحدويا لا يكرس الفئوية ويستثني أصوات ورؤى وطروحات واجتهادات مختلفة.

فيما يلي النص الكامل للرسالة:

حضرة الأخوة الأرثوذوكس المجتمعين في الناصرة المحترمين

تحية وبعد،

لقد علمت من الصحافة عن نيتكم، أخيراً، عقد اجتماع تحت مسمى 'المؤتمر الأرثوذوكسي الثامن' يوم 23/5/2015 ووقعت بين يدي دعوة لحضور حفل الافتتاح لاجتماعكم.

في الحقيقة فوجئت بأن المؤتمر يكون تحت رعاية البطريرك ثيوفيلوس الثالث، ممثلا للاستحواذ والسيطرة الهيلينية على البطريركية منذ عام 1534، كما فوجئت بالشعارات السياسية والمطلبية العامة جدا التي تحملها الدعوة، والتي تنفع أن تكون حدا أدنى من شعارات وحدوية لأي هيئة مطلبية وطنية.

اللجنة التحضيرية لاجتماعكم هذا لم تقم بتحضير أوراق عمل ومناقشات ومباحثات وتأليف لجان مهنية لتتم مناقشتها في الاجتماع، واتخاذ قرارات، كما لم يرفق تقرير لتلخيص العمل للجنة مدة ثماني سنوات. كأن لا هدف مرجوا من المؤتمر سوى حفل الافتتاح والتوافق على لجنة، بعد أن باتت مواضيع عملها باهتة، وحضور الأعضاء لاجتماعاتها السابقه فاترا.

أما بعد،

لقد كنت أتمنى أن لا يكون اجتماعكم مقتصرا على 'رعاية غبطة البطريرك' في حفل الافتتاح بل أن يكون اجتماعكم بحضور البطريرك وأعضاء المجمع لمناقشة جميع القضايا مع ' الرئاسة الروحية' المستفردة في عملها وفي قراراتها وبمقدرات البطريركية الأرثوذوكسية المشرقية.

كنت أتمنى أن يكون اجتماعكم أكثر من مهرجان إعلامي بل اجتماعا يضع كافة التحديات على جدول أعماله التي لا يمكن إيجاز مناقشاتها، ووضع خطط عمل مستقبلية خلال ساعات معدودة.

كنت أتمنى أن يكون اجتماعكم وحدويا لا تكريسا فئويا يستثنى منه أصوات ورؤى وطروحات واجتهادات مختلفة في الشأن الأرثوذوكسي.

كنت أتمنى أن لا يعقد اجتماعكم 'الثامن ' بتغييب وعدم دعوة من أسسوا وضحوا وعملوا سنين طوال لإبقاء الصوت الأرثوذوكسي وطنيا وعاليا نتشرف بهم وبعطائهم من الذين بادروا لتأسيس المؤتمر الأرثوذوكسي، على سبيل المثال الأخوة الأحياء فؤاد فرح (رئيس سابق للمؤتمر لمدة 25 عاما) وشوقي حبيب (نائب رئيس ورئيس ) ومنير خوري وعادل عبد النور وغيرهم.

كنت أتمنى على اجتماعكم، وبحضور البطريرك، دعوة الكهنة العرب المتزوجين لوضع آلية عمل وهرمية تنظيمية لضمان التأثير في اتخاذ قرارات في البطريركية ويُضمن لهم من خلالها العيش الكريم، برواتب مالية رسمية وشروط اجتماعية وتقاعد، لا مستثنيين تقتصر علاقتهم مع البطريرك والبطريركية بتلقي أوامر و'بركات' ينطقون بصوت المؤمنين وقضاياهم، ومشاركين فعالين. ألا يكفيهم تغييب البطريركية لهم؟!

كنت أتمنى على اجتماعكم وبحضور البطريرك ومجمعه مناقشة عدم سيامته للرهبان المستحقين والمؤهلين في الأراضي المقدسة، وعددهم يقارب عشرين مستحقا، من بينهم اللاهوتيون فرح فرح وسابا مخولي (كفر ياسيف) والدكتور بشارة عبيد (عبلين). ومناقشة عدم اعترافه لغاية اليوم بدير دبين كدير للراهبات الارثوذوكسيات.

كنت أتمنى على اجتماعكم وبحضور البطريرك ومجمعه أن تتم مناقشة الإثراء اللاهوتي والمعلوماتي للكهنة المتزوجين بشكل دوري من محاضرين مؤهلين ومشهود لهم، ودعم الكهنة المادي والمعنوي بسخاء لمن ينوي إتمام علومه الأكاديمية، وليس وضع المعيقات أمامهم كما حصل ويحصل اليوم. (الأسماء محفوظة).

كنت أتمنى على اجتماعكم الإصرار بدعوة السيد عوني توما، وهو رئيس المجلس المحلي الأرثوذوكسي الوحيد في البلاد، والدكتور باسل غطاس النائب الأرثوذوكسي الوحيد في الكنيست، ليتحدث أمامكم، وكذلك دعوة أعضاء البلديات والمجالس المحلية الأرثوذوكسيين، وغيرهم من شخصيات تمثيلية أرثوذوكسية.

كنت أتمنى أن لا يكون حصول السيد رائق جرجورة على شهادة عزيز الكشاف من الاتحاد الكشفي الإسرائيلي مع أعزاء آخرين أمثال يعقوب غالانت و.....عائقا ليناقش اجتماعكم أزمة السرايا الكشفية الأرثوذوكسية، ومحاولات انتزاعهم من اللجان المحلية والمجالس الأرثوذوكسية وضمهم إلى هيئة مستقلة يقودها بعض المنتفعين ماديا. لقد خاضت السرايا الكشفية في الناصرة ويافا وعكا معركة قضائية لضمان استقلاليتها، واليوم فرضت على سرية اللد الكشفية هذه المعركة أيضا. هؤلاء شبابنا وفتياتنا نحميهم بحبات عيوننا من عبث الآخرين المنضوين تحت عباءات 'رسمية'.

كنت أتمنى أن يناقش اجتماعكم المحاكم الكنسية، قضياها، عضويتها، قراراتها، تطويرها وحتلنة قوانينها بمداخلات علمية بحثية يقدمها كهنة محامون ومحامون مشاركون في هيئاتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الخوري إلياس خوري، والخوري سابا الحاج، والخوري يوحنا شاما، والمحامي فرج سلمان، وغيرهم، ولبحث التدخلات والأنظمة المستحدثة الصادرة عن وزارة القضاء وغيرها من مؤسسات رسمية. ألا يحق لأهلنا في اللد ويافا والرملة بمحكمة كنسية بدل السفر إلى المحكمة الكنسية في القدس؟

كنت أتمنى على اجتماعكم مناقشة قرارات الرئاسة الروحية التعسفية بإبعاد ونفي وحرمان الرهبان المستحقين العرب، الأرشمندريت حنا (خريستفوروس) عطا لله، والأرشمندريت مليتيوس بصل، والمطران عطا الله حنا، والمقطوعة عنهم رواتبهم (بركات البطريرك) بعضهم منذ سنوات، ومنعهم من العمل الأبرشي مع الرعايا.

كنت أتمنى أن يناقش اجتماعكم قرار البطريرك ومطران الناصرة التعسفي الجائر بقرار الحرمان المستند على الزور والبهتان بحرمان وإبعاد الإيقونموس رومانوس رضوان، وتقديم شكاوى زائفة للشرطة بحقه، وهو الذي خدم وما زال يخدم كافة الأرثوذكس في البلاد بتفانٍ وإخلاص عشرات السنين. هل أحد ينكر مساهمته التي تتعدى مئات الآلاف الشواقل في بناء كاتدرائية طور الإنشاء في يافة الناصرة، دون أي دعم من البطريركية، ما لم تقم به طوائف أكثر عددا وإمكانيات. إضافة إلى أنه أول من سعى ونجح في إحياء كنيسة معلول والمجيدل وترميمهما، بالتعاون مع أهل هاتين القريتين المهجرتين. مضى على حرمانه ثلاث سنوات صمت صارم، ألا يستحق لفتة على الأقل منكم في اجتماعكم هذا؟

كنت أتمنى على اجتماعكم أن يناقش حرمان الراهب اليوناني ذوسيتيوس (كفركنا سابقا) كنموذج لغطرسة البطريرك وغلاظة قلبه وشهوته للمال والسلطان. وهو الراهب الذي عمّر وبنى وطوّر الدير في كفركنا بالتعاون مع الأهل هناك، رغم هفواته، ما لم يقم بـ1% منه ثيوفيلوس حين كان أرشمندريت في كفركنا. أي ذنب اقترف؟ أم أن قرار البطريرك هذا جاء لشرعنه قرار حرمان الرهبان العرب العنصري؟

كنت أتمنى أن يناقش اجتماعكم عنواني 'البطريركية رئاسة روحية أم وكالة عقارات' و'هل الكنيسة مكان للحرّية أم للطاعة'، وهل الطاعة في الكنيسة هي لشخص من لحم ودم زائل أم لله!

كنت أتمنى أن يناقش اجتماعكم تكريس البطريرك لسياسة فرّق تسُد، وزرع الفتن والخلافات المحلية والقطرية، وإعلامه وتصريحات وبيانات البطريركية ومن ينطق باسمها الكاذبة الزائفة.

كنت أتمنى أن يناقش اجتماعكم العمل والإنجازات التنموية والتعليمية الأبرشية لمتروبوليت الناصرة، مسلوب الصلاحيات من البطريركية، سوى أن يكون شاهداً حاضراً غائباً في بيع وتسريب الأملاك والأوقاف في الناصرة ومنطقتها، وعضوا غير مؤثر في المجمع المقدس بصفة متروبوليتً أبرشيا واحدا ووحيدا.

كنت أتمنى على اجتماعكم مناقشة استحقاقات المؤمنين المالية (30%) من ميزانية البطريركية المفقودة والمهتوكة من الرئاسة اليونانية وسماسرتها ومقدمي 'الخدمات لها' لأنها تدار بعشوائية وانتقائية وتفرد وديكتاتورية. أيعقل! قبل أيام قضت المحكمة المركزية بتل أبيب تغريم البطريركية بدفع أتعاب لمكتب المحامي موشيه ليبكا بقيمة 11 مليون و200 الف شاقل كأتعاب على متابعه مشروع أندروميدا في يافا الاستيطاني. ما سيتقاضاه ليبكا لم تدفعه البطريركية للطوائف الأرثوذوكسية مجتمعة في كافة الأراضي المقدسة بالأردن وفلسطين وإسرائيل طيلة فترة جلوس صاحب 'الرعاية لاجتماعكم' ثيوفيلوس الثالث. مدة عشر سنوات لجلوسه على السُدّة.

كنت أتمنى على اجتماعكم مناقشة استمرار 'حرب الاستنزاف' التي تشنها البطريركية والبطريرك ثيوفيلوس منذ عام 1993 ضد أهلنا في كفر سميع ولغاية اليوم. 22 عاما من المحاكم والقضايا والمحامين والاضطهاد لما يقل عن 200 أرثوذوكسي تشتتوا حديثا بين كنائس مختلفة ويدعّي أنه رئيسا لكنيسة أم الكنائس.. أية كنيسة؟ ألا تسحتق هذه القضية منكم الاهتمام بحلها متمسكين بحقوق أبناء الكنيسة بأملاكهم؟

كنت اتمنى أن 'تقيمون الدنيا'... وأن يدرج على جدول أعمالكم المختصر جدا جدا تعدّي البطريرك ثيوفيلوس على حق أهلنا المهجرين من البصة في الصلاة بكنيستهم وتنازله وتفريطه عن وقف الخضر هناك وتوقيعه لاتفاقيات مع مستوطنة 'شلومي' المقامة على أرض البصة دون علمهم ودون علمكم بل باستثنائهم وإستثنائكم قصدا وعن عمد. هل سيحضر صاحب الرعاية معه نسخة من تلك الاتفاقية؟ هل للاتفاقية انعكاس سلبي سيكون على باقي الأوقاف المسيحية والإسلامية هناك؟ هل الاتفاقية ستُعرّض من يستعمل الكنيسة لملاحقة من الشرطه الإسرائيلية؟ من استلم مفتاح الكنيسة من كهنتنا أم أن مفتاحها ستتولاه مستوطنة 'شلومي'؟ لعلمكم البطريركية لم تبنِ الكنيسة هناك. ولولا عمل لجنة المهجرين الدؤوب و'خطر نجاح الوطنيين باستعادة الأوقاف'، لما تحركت البطريركية وقامت باستثناء لجنة المهجرين والمحامين الأرثوذوكس من إتمام عملهم التطوعي المجاني.

كنت أتمنى أن يناقش المجتمعون عنصرية البطريركية اليونانية، وتمسكها بعَلَمْ وحضور سياسي لليونان في كافة المناسبات، ورفعها ذلك العَلَمْ على أملاكنا التي لم يُفرط بها لغاية الآن.

كنت أتمنى أن يناقش المجتمعون بحضور البطريرك تفوهاته للصحافة اليونانية ولنشرته الأسبوعية الملونة 'نور المسيح'، التي لا تخلو من الهرطقات، بأننا أروام، نسينا أصلنا، ولسنا عربا، وهذا الذي أدى بنا إلى أن نكون مساكين وضعفاء على حدّ قوله.

كنت أتمنى أن يجد المجتمعون الوقت الكافي لمناقشة التفريط والبيع والتصفية لأملاكنا الوطنية المحلية، التي لم تستورد من اليونان، في كل من حيفا ويافا والقدس (الطالبية ورحافيا وأرض الشماعه وعقار هداسا ومنطقة الملك داوود ومار إلياس وتلة الطباليّه وكنيسة كاتيسما ومشاريع الاستيطان في مار إلياس) والرملة والخضر قرب بيت لحم، وبير نبالا والبريج قرب 'بيت شيميش'. وفي الناصرة أرض قصر المطران آخرها (حسب علمنا) عام 2008 والقائمة طويلة وطويلة جدا. اطلبوا منه كشفا بكافة أملاك البطريركية، وكشفا بمدخولاتها، ونُسخا من الاتفاقيات الكثيرة التي وقّعها، وليُظهرَ 'الراعي لاجتماعكم' القليل من الشفافية، فهذا حق لكم، وواجب عليه لا بالاستكانة والاستكفاء ببيانات البطريركية والطواقم القانونية والهندسية.

(يبدو أن هناك مشروعا استيطانيا جديدا على أرض مار إلياس وتأجير للدير. استفسروا منه مباشرة).

كنت أتمنى أن يناقش اجتماعكم قضية التجنيد 'الاختياري' والآرامية، وأن لا يقتصر على شعاركم الموضوع على الصفحة الأخيرة من دعوتكم 'لا للخدمة المدنية، ولا للتجنيد الإجباري' بل كان الأجدى مناقشة الموقف الإيماني المسيحي الذي صدر عن غبطة البطريرك ميشيل صباح بتاريخ 30/10/2012 وتبني هذا الموقف ضمن القرارات التي ستصدر عنكم. الشعار يجب أن يكون 'لا للتجنيد'.

كنت أتمنى على اجتماعكم إعداد ورقة بحث لمناقشة الميزانيات المجتزأة من وزارة المعارف لدعم المدارس الأهلية، ومناقشة عدم دعم وزارة الصحة للمستشفيات في الناصرة خاصة. وفرض الضرائب والأرنونا على المؤسسات المسيحية والأديرة والكنائس.

كنت أتمنى لاجتماعكم أن يناقش الانتماء الإيماني والوطني بالبذل والعطاء وطلب الخير للجميع، والسعي للاجتهاد والإثراء الروحي والتعليمي والاجتماعي والتكافل وردف المؤسسات بطاقات شبابية جديدة منتمية وطنيا وإيمانيا، بدل السعي للمناكفات السياسية المحلية الضيقة، وإصدار البيانات يُشتّم من بعضها رائحة طائفية بغيضه بدل المبادرة للمشاحنات بين الفئات والأحزاب العربية الوطنية التي لا تجدي نفعا في قضيتنا الأرثوذوكسية، ولا في نهضتنا المنشوده كمكوّن أساسي وهام من شعب وأمة وتاريخ، يحلم بالعيش الكريم والسلام. نحن بحاجة إلى وحدة وطنية تتبنى مطالبنا الحقة.

هل التسربل بالإيمان ممن لا يؤمن بدستور الإيمان الأرثوذوكسي يمنحه الحق بمناكفة سياسية فئوية إعلامية لمن بادر لإعلان عيد البشارة عيدا شعبيا لمدينة الناصرة، وردّا إعلامي مسيئا؟ أم أنها مبادرة يجب مباركتها مبدئيا، والسعي الجاد لإخراجها لحيز التنفيذ فعليا بالتعاون مع الكنائس المحلية أولا وتوافق إخوتنا في مجتمعنا النصراوي؟! أصلا لماذا يتمّ زجُ اسم هيئة تدّعي أنها قطريه وبالتالي زجّ باقي التجمعات الأرثوذوكسية في البلاد في هذا الموقف المعلن. مشيئة من هذه. الا يستحق الوقوف عندها!

كنت أتمنى أن يناقش المجتمعون بحضور البطريرك تطوير مطلب أهلنا منذ عام 1875 للمشاركة بالعمل، والقرارات من خلال المجلس المختلط، والذي اعترفت به البطريركية منذ أواخر التسعينيات كمجلس استشاري فترة البطريك ذيوذوروس، وتبعه تأكيد من المطران كورنيليوس كقائمقام بعد وفاة الأول، وتبعه تسمية لأعضائه من البطريرك إيرينيوس، وتبعه تعهد لكم لم ينفذه البطريرك ثيوفيلوس إثر صفقته مع شركة 'تلبيوت هحداشاه'. ألا يستحق مناقشه هذا التقدم البطيء المضني أمامه وبحضوره وبحضور أعضاء المجمع للخروج بالية عمل حدّ ادنى.

إذن لماذا عُقد المؤتمر؟ ليكن الجواب التمديد، وتعيين لجنة، ولكن من غير المقبول بل من المرفوض أن يكون 'تخريجة للراعي البطريركي بالاستحقاق'. أمام ما ارتكبت يداه وأجهزته من اقتراف آثام والعبث بالمُحرمات الكنسية والوطنية، فهو غير مستحق غير مستحق غير مستحق إلا إذا هو أثبت غير ذلك.

في هذا الواقع وهذا التحضير للمؤتمر وبغياب أي إنجاز يذكر، وأي وقفة أو موقف واضح كحد أدنى من قرارات البطريرك ، من بيوع وتفريط واستعلاء وعنصرية وكذب وتسويف وتشتيت للعمل الوحدوي، تمنيت أن لا ادعى للاجتماعكم هذا، كي لا أخضع لقرارات أغلبية وأقلية، ولكنكم وفرّتم عليّ هذا 'القلق' بامتناعكم عن دعوتي ودعوة إخوة لي. أنا، وأخوة لي أيضا، نؤمن بأن الشأن الأرثوذوكسي ببعده الوطني، لا يحتاج به الإنسان إلى هيئة لا تعكس حقيقة رؤى وتطلعات ومواقف واحتياجات أبناء الكنيسة بل هو شأن شخصي يحمله الإنسان المنتمي طوال حياته.

أخيرا، لا يسعني إلا شكر من قرأ رسالتي هذه، واستميحه عذرا إن حسّ بأي إساءة شخصية له أو لكم كمجتمعين، وأتمنى قلبيا لاجتماعكم مناقشات جديّة وموضوعية والنجاح في مداولاته والخروج بقرارات ومواقف وخطوات، وإستراتيجية عمل تثلج صدورنا كأصحاب حق وقضية أسوة بإخوتنا في فلسطين والأردن، وجزء ومكون من مكونات النهضة الأرثوذوكسية الشاملة متشبتين بحقنا الوطني والعروبي في بطريكيتنا المقدسية الأرثوذوكسية.

الناصرة 23 أيار 2015                                                                 

  باحترام

عدي بجالي، نيابة عن مجموعة من الإخوة الأرثوذوكس