عقدت الأمانة العامة للمدارس الأهليّة، اليوم الثلاثاء، مؤتمرًا صحفيًّا في مدرسة راهبات مار يوسف في النّاصرة، لشرح آخر التطورات في الأزمة التي تعاني منها بسبب تعنت وزارة التربية والتعليم عدم تحويل الميزانيات اللازمة والكافية، واستمرارها في الإضراب المفتوح منذ افتتاح السنة الدراسيّة.

وحضرَ المؤتمر كل من مسؤولي ومدراء المدارس الأهليّة في النّاصرة، عوني بطحيش عن مدرسة المخلص، رياض كامل عن مدرسة مار يوسف، بطرس منصور المدير العام لمدرسة المعمدانيّة، والناطق باسم الأمانة العامّة، الأب الياس ضوّ، الممثل الرسمي لمجلس الأساقفة في الأرض المقدسة، بولس ماركوتسو، للتحدث حول استمرار هذه الأزمة.

وفي هذا السياق أوضح المربي بطحيش خلال المؤتمر، أنّ 'هنالك تمييزًا مباشرًا في الميزانيات التي يتلقاها المجتمع العربي، مقارنةً مع المجتمع اليهوديّ'، نافياً ما تقوله وزارة التربية والتعليم أنّ 'جميع المدارس غير الرسمية تتلقى نفس الدعم، وهذه مغالطة بل هناك مدارس تتلقى من 3 إلى 4 أضعاف ما تتلقاه المدارس الأهليّة، وهي مدارس تتبع للمجتمع اليهوديّ'.

وفي أهم ما جاء من خطوات مستقبليّة، قال 'نحن مستعدين أن ندفع ثمن تغيير مستقبلنا إلى المدى البعيد، نضالنا طويل، لكن نفسنا أطول، الخطوات التصعيديّة القادمة ستكون في حال فشل الاجتماع الرسمي غدًا في مكتب رئيس الحكومة، بحضور المدير العام لمكتب رئيس الحكومة والمدير العام لوزارة التربية والتعليم، وموظفين رفيعي الشأن في جهاز التربية والتعليم'.

وتابع أن 'خطواتنا في حال فشل الاجتماع ستكون نصب خيام اعتصام أمام مكاتب وزارة التربية والتعليم في بلدات مختلفة، منها الناصرة وحيفا للتعبير عن سخطنا، وتكون خيمة اعتصام مستمرة لزمن طويل، وذلك مع بدء الأعياد اليهوديّة، وكذلك أمام منزل وزير الماليّة لنعايده بعيد رأس السنة العبرية من أمام منزلهِ حين ينظر من النافذة'.

اقرأ أيضا | استمرار إضراب المدارس الأهلية

وفي الخطوات التالية يقول بطحيش أنّ الكنيسة تدرس بشكلٍ جديّ إمكانية إغلاق الكنائس في وجه الحجاج، داعيًا الجهات المختصة أن لا تجبر الكنيسة أن تنتقل من إمكانيّة الدراسة إلى حيّز التنفيذ، لأن هذه الخطوة هي خطوة قاسية على الجميع، فلا تجبروها على التنفيذ، وهي خطوة جادّة، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرة حاشدة في النّاصرة سيعلن عنها لاحقاً.

ومن جهتهِ وصف الأب ماركوتسو أنّ هذه الأزمة هي معركة بكل ما تحملها الكلمة من معنى، وهي معركة تضم المسؤولين عن المدارس، وزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام، قائلا إنه يتابع هذه المعركة عن كثب، وله هدف واحد وهو مصلحة هذه البلاد.

وفي هذا السياق أوضح المربي كامل أنّ 'الإضراب المتواصل والمظاهرات الحاشدة لم تلقَ أيّ تجاوب من وسائل الإعلام والصحافة العبريّة، على عكس وسائل الإعلام العالميّة التي تجاوبت واهتمت بالإضراب المتواصل، وهذا يعتبر وصمة عار في جبين الإعلام العبريّ، وبشكل خاص المرئي، وهو تقصير من الدرجة الأولى، متمنياً من جميع وسائل الإعلام أن تأخذ على عاتقها تغطية هذا الحدث، شاكرًا الصحافة العربيّة التي قامت بتغطية هذا الحدث ومتابعتهِ'.

كما وقد شاركَ الأب الياس ضو في كلمتهِ التي تلخصت بأهمية دور الأهل والطلاب في الصمود، وقال إن 'المدرسة هي امتداد للسلطة الوالديّة، نطلب من الأهالي الصبر، وعدم الاستماع لمن يحاول دق الأسافين، فنضالنا هو حق شرعي، وطلب المساواة هو شرعي لكل إنسان.نحن خلقنا سواسيّة كأسنان المشط، ومن هنا يحق لأطفالنا ما يحق لغيرهم'.

وأردف أنّه يتفهم ويشعر مع الأهالي جميعاً في أزمتهم هذه، وقال إن 'النضال هو الطريق الوحيد لتحصيل حقوقنا للأسف بالرغم من أنّ التكلفة الماليّة التي نطالب بها هي تكلفة زهيدة مقابل ما تصرفه الدولة على المجرمين ومحاكمتهم وسجنهم، ونحن نتفادى هذا من خلال تعليم المجتمع كي يبتعد عن العنف'.

وسيصل يوم الجمعة 11.9.2015 أساقفة وكرادلة من جميع أنحاء العالم، للاحتفال بعيد رفع الصليب في قرية معليا، وبذلك دعا المسؤولون إلى عقد لقاء معهم لإيصال رسالة هذه الأزمة لهم.

يُذكر أنه سيتم عقد اجتماع غدًا في الساعة السادسة مساءً، لأهالي طلاب مدارس الناصرة، مار يوسف، المخلص والمعمدانيّة لإشراكهم في آخر المستجدات الحاصلة في هذه الأزمة.