أثار قرار وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بفرض تعليم اللغة العبرية الإلزامي على المدارس العربية بدءا من صفوف البساتين العرب حفيظة واستهجان الكثيرين من المهتمين في سلك التربية والتعليم حيث شكك البعض في نوايا الوزارة، فيما إذا كان الهدف تعليم اللغة أو استهداف الهوية وتعميق حالة التشويه والإقصاء وتكريس علاقة القوة.

حيادرة: قرار سياسي وليس تعليمي

وفي حديثه لعرب 48، اعتبر رئيس لجنة متابعة التعليم العربي، محمد حيادرة، أنه قرار سياسي لا يمت للتعليم بصلة، وتساءل حيادرة حول الأهداف، وقال إنها خطوة ارتجالية تمت دون أن يتم مشاورتنا بالأمر، أو أأخذ رأينا أو أحد من أصحاب الشأن علمًا أن خطوة وقرار كهذا يحتاج إلى دراسة واسعة ومعمقة من حيث الجانب الاجتماعي والنفسي، والحاجة لذلك، وماذا يعني أن يتعلم الطالب 10 سنوات لغة عبرية، وهو لا يتقن لغة الأم؟ وهل مشكلة الطلاب الجامعيين باللغة العبرية؟ بل المشكلة هي في اللغة العربية، ولفت حيادرة إلى أن الطالب يصل الصف الرابع والثالث ليتعلم أربعة لغات فهو يحتاج أن يكون فذًا ليتمكن من ذلك، وشدد حيادرة أن اللغة هي أحد أههمم مكونات الهوية، ولا مانع لدينا تعليم اللغات دون تشويش لغتنا وهويتنا ونحن عرب وعلينا الحفاظ على لغتنا وهم يحاولون خلط الأوراق وتشويش الهوية.

وتساءل حيادرة إذا كان لا بد من تعليم العبرية، لماذا لا يعلمون العربية ويفرضها الوزير على المدارس اليهودية؟ كما أننا نخشى بهذا الارتجال أن لا يتقن طلابنا في لنهاية أي لغة من اللغات.

 وخلص إلى القول إذا أردنا تقوية اللغة لدى الطلاب، فذلك يكون بإضافة حصص لتقوية المحادثة.

برفيسور أمارة: خطوة وقحة وسافرة

أما البروفيسور محمد أمارة، فقد اعتبرها خطوة وقحة وسافرة، قائلًا: إن تعزيز اللغة العبرية لدى الطالب العربي، بالمبدأ هو أمر جيد وإيجابي، كما هو حال ضرورة تحسين اللغة العربية؛ وبصورة عامة هناك حاجة لتعزيز وتقوية اللغات الثلاث، لكن الإشكالية في طرح بنيت أنه طرح سياسي ولا يرتبط بأي شكل من الأشكال في البيداغوغية التربوية، وهي خطوة وقحة وعلى أي أساس قرر تعزيز اللغة من صفوف البساتين؟ لو كان الأمر في الوسط اليهودي لكانت هناك ثورة. وأكمل أمارة قوله: بالإضافة إلى أن مثل هذا القرار، كان يجب أن يطرح على النقاش الجماهيري والجهات المختصة، لأنه ليس بتغيير بسيط بل جوهري، يتعلق بالهوية والأيديولوجيا تستهدف جيل مبكر وهذه ليست فقط وقاحة بل لم يتشاور مع أحد من العرب أصحاب الشأن، ونحن لدينا مختصين ومؤسسات على ماذا استند الوزير المذكور على أنها خطوة صحيحة، بالإضافة من الذي سيعلم وكيف نعلم ومن هم المعلمين وبالتالي قرار مرفوض جملة وتفصيلا وإن كانت النوايا حسنة ليطرحه على الجمهور وعلى المؤسسات.

الحاج: نحن لسنا حقل تجارب لكل وزير جديد

أما عضو اتحاد أولياء الأمور القطري، علاء الحاج، استهجن الأمر واعتبره قرارًا لا يعتمد أي أساس مهني؛ متسائلًا هل المدارس العربية والمعلمين والأهالي بإمكانهم استيعاب هذا الجديد؟ ولا يعقل أن كل وزير جديد يأتي إلينا بأجندة أيديولوجية سياسية، يحولنا فيها إلى حقل تجارب وهل كوزير تم فحص جهوزية المدارس والطلاب؟ علمًا أنه كان من الأجدر به العمل على حل المشاكل العالقة ونحن من جهتنا نرفض أي قرار غير مهني لا سيما في مسألة التربية والتعليم، إذ أنه لم يتم فحص ومسح البيئة التعليمية وقابلية الطالب والمعلم وقدرته على الاستيعاب لمثل هذه البرامج الجديدة، بشكل ارتجالي، مما يثير ويعزز الشكوك أن هناك أجندة تتعدى المسألة التعليمية بل لا علاقة لها إطلاقا بالتعليم، وليست إلا مسعى لتكريس علاقة القوة وهيمنة لغة السيطرة.