نظمت إدارة مدرسة مار إلياس الأهلية في عبلين ظهر اليوم، الثلاثاء، تظاهرة رفع شعارات وتوزيع مناشير على مفترق شفاعمرو (مفترق الناعمة)، وذلك بمشاركة عدد من الطلاب مع ذويهم، دعما ونصرة للمدارس الأهلية في إضرابها المستمر منذ 15 يوما، وكذلك في أعقاب تعثر المفاوضات بين الأمانة العامة للمدارس الأهلية والحكومة التي لم تحل أزمة تقليصات الميزانية حتى الآن.

هذا ورُفعت خلال المظاهرة اللافتات التي ناشدت بحل الأزمة وعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة في أقرب وقت ممكن، والتي تذكر بأن 33 ألف طالب لم يعودوا للمدارس بعد.

شحادة: 'التظاهرة بمثابة رد على السياسة الإسرائيلية لدفن الفكر القومي'

وذكر قاسم شحادة عضو في لجنة أولياء أمور طلاب مدرسة مار إلياس أن هذه المظاهرة تأتي ضمن سلسلة فعاليات ونشاطات يقوم بها مجلس المدارس الأهلية، والتي تعتبر بمثابة رد على السياسة الموجهة من الحكومة ومن وزارة المعارف ضد المدارس الأهلية لدفن الفكر العربي التقدمي، علما بأن المدارس الأهلية تخرج 34% من الأكاديميين العرب'.

وأضاف: 'تأتي هذه التظاهرة بمبادرة من مؤسسات مار إلياس الثانوية في عبلين، والتي يشارك بها أهالي طلاب ومعلمون ومدير المدرسة، وتهدف بالأساس للاحتجاج على ممارسات التقليص من قبل حكومة إسرائيل ومن قبل وزارة المعارف وتعنتها على عدم الرد على الطلبات المشروعة للمدارس الأهلية العربية في البلاد'.

د. أمال بركة: سياسة التميز ضد المدارس هي استمرارية للنهج العنصري للسياسة الإسرائيلية

قالت د. آمال بركة، والتي تدرس منذ 25 عاما في مؤسسات مار إلياس: 'نحن نواجه مرحلة صعبة ولكنها ليس بالمواجهة الجديدة علينا، بل هي استمرارية لسياسة التمييز العنصري التي نواجهها منذ أن قامت إسرائيل حتى يومنا هذا، نحن نواجه مشكلة مع المدارس الأهلية من حيث شح الميزانيات، وهذه السياسة تعتبر سياسة مكملة لسياسة التمييز في كل مجالات الحياة، في قضايا الصحة ومصادرة الأرض وهدم البيوت، لكن المعركة على التربية والتعليم هي مهمة بل في أعلى سلم أولوياتنا'.

وتابعت: 'نحن نعتز بهذه المدارس وبالقيم الوطنية الكبيرة التي نربي عليها الطلاب، فأنا شاهدة منذ سنوات عديدة على القيم القيم الإنسانية والوطنية التي نربي عليها طلابنا، وقيم تعزيز الانتماء لقضيتنا الفلسطينية ولرواية شعبنا التي حرمنا من تعليمها في إطار منهاج وزارة المعارف، تلك الوزارة التي كانت وما زالت تتجاهل خصوصيتنا الثقافية، نحن ملزمون في هذه المدارس بأن نركز على خصوصيتنا الوطنية، وأن نمنح طلابنا هذه التربية الوطنية لأنهم حماة المستقبل'.

أبو غنيمة: آذان الوزارات صماء

وقال مدير مدرسة مار إلياس، المربي إلياس أبو غنيمة، إن: 'الهدف الأساسي لهذه التظاهرة هو إسماع صوتنا لكل من لا يريد أن يسمع، فنحن أصحاب حق، وأصحاب البيت، وقد أثبتت المدارس الأهلية نفسها طوال مئات السنين، فنحن نطالب بالمساواة إلا أن آذان المسؤولين في الوزرات صماء، لا يسمعون'.

وأعرب أبو غنيمة عن أسفه عن تصريحات لمديرة لواء الشمال، أورنا سمحون، في اليوم الثالث لافتتاح السنة الدراسية الحالية، وقال: 'لقد صرحت سمحون بأن افتتاح السنة الدراسية سار بشكل سهل، وكأن 33 ألف طالب، والقسم الاكبر منهم في قسم الشمال ويقعون تحت مسؤوليتها، وكأنهم غبار'.

وتابع: 'هذه الوقفة على مفترق شفاعمرو تدل على مساندة الأهل والجماهير العربية لنضال المدارس الأهلية، وقد أثبتنا بأننا كالجسد الواحد، فبالرغم من أن من أقام المدارس الأهلية هم الكنائس ورجال الدين المسيحيين إلا أن غالبية الطلاب في مار إلياس هم من المسلمين، فنحن نشعر بأن هناك هجمة شرسة ضد المدارس الأهلية، خاصة ضد المدارس الابتدائية الأمر الذي يثبت بأن الحكومة تولي شأنا لهذه المدارس، فهي تريد أن تجفف مدارس الفكر الحر والقومية'.

الطالبة عباسي: 'الطلاب يقفون في خط الدفاع الأول عن المدارس الأهلية'

وأكدت الطالبة نوران عباسي أن الطلاب في المدارس الأهلية يقفون في خط الدفاع الأول عن حق المدارس الأهلية. وذكرت: 'تسيطر على الطلاب مشاعر إصرار، فنحن مستمرون في نضالنا حتى نرجع لمدارسنا، أما بالنسبة لمن يشعر بالخوف بسبب تعويض المادة التعليمية، فأحب أن أطمئنهم بأن لدينا طاقم معلمين نثق بهم، وقد تعلمنا في مدارسنا الأهلية على الانتماء لقضية شعبنا والتربية والتعليم هي أساس وطني ثقافي يجب أن نناضل لأجلها، وقد شكلنا نحن الطلاب خط الدفاع عن مدارسنا، وسنستمر في هذا الدعم حتى نيل حقوقنا'.