كشفت رسالة صادرة عن الناطق الرسمي باسم لواء الشمال في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، دافيد غورالي، قام بإرسالها إلى مجموعة صحافيين على تطبيق 'واتساب' بالخطأ على ما يبدو، نظرة الوزارة للمدارس الأهلية وإدارتها المستمرة في الإضراب عن الدراسة منذ 21 يومًا، يهاجم فيها المدارس الأهلية وسياساتها وقيادة الإضراب الاحتجاجي.

وعلى ما يبدو فإن الرسالة المسرّبة بالخطأ تجسّد نظرة الوزارة لقيادات المدارس الأهلية وسياساتها، وقامت الوزارة بإعدادها لمهاجمة المدارس الأهلية إعلاميًا بحال استمرار الإضراب الاحتجاجي على عدم تحويل الميزانيات اللازمة للمدارس الأهلية.

وجاء في الرسالة أن 'المدارس الأهلية تطالب بالمساواة على الرغم من أنها لا تمارسها، يقومون بتصنيف الطلّاب ولا يمنحون فرصًا متساوية للجميع، المدارس الأهلية بطبيعتها استعلائية'، بالإضافة إلى أن 'المدارس الحكومية تخضع لرقابة كاملة من قبل الدولة والوزارة، وفي المقابل المدارس الأهلية المسيحية لا تخضع لرقابة الوزارة وبالتالي تستطيع بث مضامين بلا رقابة'.   

ويضيف غورالي في الرسالة أن معاش موظّفي المدارس الحكومية محدّد، ويخضع لرقابة، وفي المقابل لا تخضع معاشات موظّفي المدارس الأهلية لأي رقابة ممكنة، وقال إن 'معاش مدير مدرسة أهلية في الناصرة يصل إلى 751 ألف شيكل في العام الواحد، ونائب مدير مدرسة أهلية يصل إلى 406,962 ألف شيكل'.  

اقرأ أيضًا | غطاس لوزير المعارف: التمييز ضد المدارس الأهلية سيسقط في العليا

ولا تنتقد الرسالة المدارس ذاتها وموظّفيها فقط، إذ يهاجم غورالي أيضًا قادة الإضراب ذاته والرهبان، وكتب أن المدارس الأهلية تحوّلت إلى مصالح عائلية، إذ قال إن زوجة مدير مدرسة راهبات المخلّص في الناصرة، عوني بطحيش، موظّفة في ذات المدرسة'، مضيفًا أن 'ابنة مدير مدرسة مار يوسف، رياض كمال، موظّفة في إعدادية ذات المدرسة'.

ويبدو أن وزارة التربية والتعليم تتحضّر لشن حرب على المدارس الأهلية من خلال مهاجمتها في حال لم تخضع المدارس لشروط الوزارة وصمّمت على المضي بالإضراب المفتوح حتى تحقيق مطالبها. 

بطحيش: طريقة دنيئة وغير أخلاقية للمس على المستوى الشخصي

بدوره ردّ مدير مدرسة راهبات المخلّص في الناصرة، والناطق باسم المدارس الأهلية، عوني بطحيش، على الرسالة بالقول إنه 'حسب المعلومات التي وصلتنا فقد أصدرت وزارة التربية 'ورقة رسائل' لموظفي الوزارة ترشدهم فيها كيفية التعامل مع أزمة المدارس الأهلية في الإعلام'.

وأضاف أنه 'نعلم أن هذه طريقة دنيئة وغير أخلاقية للمس على المستوى الشخصي، نحن نعلم أن الوزارات المختلفة تستعمل مثل هذه الطرق. لقد اختارت وزارة التربية أن تستعمل طرقًا غير تربوية وذلك باستهداف طواقم المدارس والمفاوضين وعائلاتهم بدل رصد الميزانيات المطلوبة وإنهاء المفاوضات'.

وتابع: 'فاوضنا لمدة سنوات والآن أصبحنا هدف الوزارة، من ناحيتنا حق أولادنا بالتعليم أهم من كل الحرب النفسية التي تحاول الوزارة فرضها، هذا الأمر يزيدنا إصرارًا نحن أعضاء الوفد المفاوض، أن نستمر في المفاوضات وألا نتنازل عن حق الطلاب وأولياء أمورهم.

واختتم حديثه قائلا إن 'مثل هذا التصرف إن دلّ على شيئ فإنه يدل أن ممثلي وزارة المعارف أفلسوا وليس لديهم ما يواجهوننا به مقابل الحقائق التي واجهناهم بها، فبدل أن يتطرقوا إلى المشكلة التي طرحناها ويطرحوا طروحات تستند إلى حقائق كما فعلنا نحن اختاروا هذه الطريقة غير الأخلاقية مما يدل على ارتباكهم'.

وعقدت الكنيست بكامل هيئتها اليوم، الإثنين، جلسة استثنائية خلال عطلتها الصيفية لبحث أزمة المدارس الأهلية، وذلك بناء على طلب القائمة المشتركة التي تمكنت من جمع تواقيع 51 نائبا من أجل عقد هذه الجلسة.