أصدر حراك حيفا عشية الذكرى الأربعين ليوم الأرض بيانا سياسيا أكد فيه على أهمية إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد كيوم جماهيري للدفاع عن الأرض والكرامة والحرية.

وجاء في البيان أنه 'يصادف 30 آذار 2016 الذكرى الـ40 ليوم الأرض الخالد، هذا اليوم الوطني الكبير الذي أعلنت فيه الجماهير العربية الفلسطينية في النقب والمثلث والجليل والساحل إضرابها العام وتصديها لمشاريع المصادرة والتهويد والتهجير. أبناء فلسطين، شيوخًا وأطفالاً ونساءً ورجالاً، امتلكوا في يوم الأرض قوّة الإرادة، تلك القوّة التي لطالما ارتجفت أمامها يد المستعمِر المدجّجة بقوّة السّلاح. بإرادتنا تحدّينا رصاص قوّات أمن النظام الصهيوني من جيش وشرطة؛ فقدّمنا على مذبح الحرية ستّة من الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين'.

وأكد على ضرورة أن 'نُحْيي، اليوم، ذكرى يوم الأرض باعتباره يومًا نضاليًا شكّل إضاءةً ثوريّةً أخرى في مسيرة نضال التحرّر الوطني الفلسطيني ضدّ الاستعمار الصهيوني؛ حيثُ أرْبكَ مخطّطات الفصل والتقسيم الاستعمارية بتوحيده الأرض الفلسطينية من النهر إلى البحر وتوحيده الشعب الفلسطيني في الوطن والمنفى: فعلى المستوى الرمزيّ حين رمَت إسرائيل إلى إضعاف هويتنا الوطنية وزجّنا في قفص 'الأقليّة' التي تتسوّل فتات الحقوق على مائدة الدولة اليهودية، أبى يوم الأرض إلاّ أن يكون يومًا لكلّ شعب فلسطين. وعلى المستوى العمليّ حين رمَت إسرائيل إلى تحطيم وحدتنا النضاليّة صار يوم الأرض في كلّ فلسطين هو يوم إعلان الرفض ومجابهة النظام الصهيوني. لقد جاء يوم الأرض عام 1976، مستندًا إلى نهوض الثورة الفلسطينية في لبنان، وتصعيد النضال الشعبي ضدّ الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب الكفاح المسلّح. ومع الإضراب العامّ والهبّة الجماهيرية في الداخل توحّدت الأرض الفلسطينية تحت رايات النضال والحرّية للمرّة الأولى منذ نكبة 1948'.

وأضاف: 'لقد ظلّت جماهير الداخل، وبشكل متصاعد منذ ذلك اليوم، يتعمّق وعيها لوحدة قضيّتها الوطنية، بل وتستعيد ذاكرتها كجزء حيّ وفعّال من النضال التحرّري الذي خاضه شعبنا منذ بدء الاستيطان الصهيوني. ومن هنا أعلنت رفضها للعدوان الصهيوني أينما طال أبناء شعبنا، وبالتالي التحامُها في وحدة نضالية في كلّ حدثٍ مفصليّ، فكانت المظاهرات الصارخة في 1982 ضدّ العدوان على شعبنا المهجّر في لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا؛ وكان إضراب يوم فلسطين مساندةً للانتفاضة الفلسطينية عام 1987؛ وإضراب الأيام العشرة خلال انتفاضة القدس والأقصى عام 2000، يشهد عليه شهداء 'هبّة أكتوبر' الـ13؛ والتصدّي لحملات المجازر الصهيونية سواء لدى اجتياح الضفة الغربية (2002) أو العدوان المتواصل على قطاع غزة المحاصَر. وعلى جبهة أُخرى متقدّمة من النضال، هي جبهة الأسرى الفلسطينيين، تشكّل جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني شعلة كفاحية لمساندة أسرى الحريّة البواسل، بدءًا من المظاهرات المساندة للإضرابات العامّة للأسرى، ودعمًا للأسرى المضربين عن الطعام ابتداءً بسامر العيساوي، خضر عدنان، محمد علاّن، محمد القيق وسائر أبطال معركة الصمود الأسطوري في زنازين الاحتلال الإسرائيلي. في وقت يتلاحم فيه أبناء الحركة الأسيرة كنموذج مصغّر لشعبنا الذي يوحّده النضال في شتى أماكن تواجده'.

وأشار حراك حيفا في بيانه إلى 'إنّنا نحيي اليوم الذكرى الأربعين ليوم الأرض وشعبنا يخوض انتفاضته الثالثة دفاعًا عن القدس والأقصى ضدّ محاولات السيطرة الصهيونية، ولحماية الأرض في كلّ أرجاء فلسطين ضدّ الاستيطان والهدم والمصادرة، في العراقيب ورمية وأم الحيران وسوسيا وقرى الخليل والجفتلك والقدس. لقد أصبح شعبنا الفلسطيني رمزًا للنضال الثوري من أجل الحرية في عيون شعوب العالم بأسره، وها هي حركة مقاطعة إسرائيل تزداد قوّة واتساعًا في أرجاء الأرض، مزعزعة الشرعيّة التي اكتسبها الكيان الصهيوني كدولة شرعيّة بين الدول'.

وخلص البيان بالقول: 'لقد ابتعدت قياداتنا التقليدية عن نبض الناس، وعن الخط المرسوم بدماء شهداء شعبنا الموحّد في كلّ معارك الوجود حيث خاضوها في المنافي وفي أرض الوطن وعلى رأسها معركة يوم الأرض الخالدة. ولا تزال هذه القيادة تستجدي فتات الحلول التصفوية من الاحتلال. إن دور حراكاتنا الشبابيّة واللجان الشعبية التي تقود النضال على أرض الواقع يكمن في استعادة مطلب التحرير والإيمان بطريق الثورة، وفي استئناف التحرّك نحو هدف التحرّر الفلسطيني، تحت برنامج يوحّد الشعب الفلسطيني في كلّ أماكن تواجده'.