يصادف اليوم، السبت، الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبت في مثل هذا اليوم من العام 1956، عشية العدوان الثلاثي (إسرائيل وفرنسا وبريطانيا) على مصر، ففي حينه كان الحكم العسكري مفروضا على العرب الفلسطينيين في جميع أنحاء إسرائيل طيلة 8 سنوات، واستمر حتى العام 1966، فقرر الحاكم العسكري يومها فرض منع التجول المفاجئ على البلدة.

وقُتل 49 شخصا كانوا عائدين من العمل إلى منازلهم بادعاء أنهم لم يلتزموا بالأمر العسكري، علما بأنهم لم يكونوا يعرفون وجود أي أمر عسكري، فأمر قائد الفرقة العسكرية بـ'حصدهم' وعندما استفسر أحد الجنود عن معنى هذه الكلمة قال له 'الله يرحمهم'.

ومنذ ذلك الحين، يُحيي العرب الفلسطينيون في الداخل ذكرى المجزرة، وتصادف الذكرى الـ60 للمجزرة يوم السبت الموافق 29.10.2016 والتي راح ضحيتها 49 شهيدًا وشهيدة من أبناء كفر قاسم البررة.

 

وانطلقت صباح اليوم، السبت، في كفر قاسم مسيرة حاشدة احياءً للذكرى السنوية الـ60 للمجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ونُظمت المسيرة التقليدية بمشاركة حاشدة من أهالي مدينة كفر قاسم والمجتمع العربي عامة، كما بحضور بلدية كفر قاسم واللجنة الشعبية وقيادات الحركات الوطنية في الداخل الفلسطيني ونواب من القائمة المشتركة.

وبدأت المسيرة من ميدان أبو بكر مشيًا على الأقدام إلى النصب التذكاري لوضع أكاليل الزهور ومن ثم زيارة أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء.

ورفعت في المسيرة الشعارات المنددة بسياسات إسرائيل وجرائمها لا سيما مجزرة كفر قاسم النكراء التي أودت بحياة 49 بريئا.

وهتف المشاركون أيضا، عبارات التمجيد للشهداء الذين أريقت دمائهم في حين لم يُعاقب المجرم على فعلته، مع التأكيد على أن جريمة كفر قاسم لم ولن تُغفر وتُنسى ما دام هناك حياة في هذه المدينة.  

ووقف المشاركون دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

واستهل الشاب إسلام عامر كلمته، قائلًا إن 'كل واحد من الشهداء كان يحمل معه أملا، وقد قتل المجرمون أحلامهم، حيث لا يزال الدم ينزف حتى اليوم، في ظل الصمت والتجاهل من قبل الحكومة الإسرائيلية التي لا تمت للإنسانية بصلة مهما تشدقت بديموقراطيتها'.

ثم قرأ الشيخ عمر الشيخ صرصور، الفاتحة على ارواح الشهداء ودعاء رحمة لهم.

وتحدث رئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير، فرحب بالحضور بداية وقال، ' 60 عاما ونحن نقف في هذه البقعة التي ارتوت بدماء الشهداء، وما زالت هذه الذكرى البشعة في قلوبنا باقية ما بقينا في هذه الدنيا'.

وتابع "في المجزرة أرادوا ترحيلنا بدماء الشهداء، لكن دماءهم الطاهرة استعصيت عليهم وكانت أقوى من مبتغاهم، ومن هنا أناشد أحفاد الشهداء، أن لا تدخروا جهدا بإحياء ذكراهم فهم ماتوا من أجل أن نحيا هنا. أنتم الأمل والحاضر وأنتم المستقبل'.

وأضاف "لن نغفر ولن نسامح المجرمين على فعلتهم حتى يُقدم القاتل إلى العدالة. هذا الملف مفتوح يدل عن التهاون بدمائنا'.

وختم "نطالب هذه الحكومة أن تكف على التضييق علينا في كل ما يتعلق بمصادرة الأراضي وهدم البيوت،  وأن تكف عن التعامل معنا كعدو، وقتلنا بين الحين والآخر".

وقال الطالب حافظ مروان بدير كلمة الشهداء: "ها هي مرة أخرى توحدنا الذكرى المجزرة لنقول بصوت واحد إننا لن ننسى شهداءنا. ولن نغفر".

وتابع "ذكرى المجزرة الرهيبة لا زالت على العهد تمشي وتعيش أيامها. وها نحن بعد ستين عاما ما زال الستار غير مغلق، ولم يغلق ما دام الأحياء فينا يعيشون فيها كوابيسنا، ولن يسدل الستار ما دامت هناك جرائم بشكل منظم بحق شعبنا الفلسطيني. وأقول وأناشد أهلنا من هنا بأن يدركوا حجم المأساة التي أصابتنا وما زالت تصيبنا، وندعوكم للتكاتف فيما بيننا بعيدا عن التفرق والعنف، وكفى عنفا يا أبناء الوطن الواحد".

وقال عادل طه "نطالب الدولة أن تعترف بمجزرة كفر قاسم، وتعتذر علر اقتراف هذه الجريمة البشعة، وهذا مطلب حق وأساسي لنا من أجل دماء أهلنا في كفر قاسم'.

وتابع "فعاليات الذكرى في كفر قاسم تحيينا في كل سنة من جديد، وترسخ في عقولنا حب الوطن والانتماء للبلدة، وتوحد كل أطياف المجتمع القسماوي، فقد ترسخت ذكرى المجزرة في عقول أبنائنا وأطفالنا'.

وختم 'المجزرة لا تحصر بالقتل، فمجازر الاحتلال لا زالت تقترف، وآخرها كان هدم بيت عشية الذكرى. الاحتلال لا يبالي بمطالبنا الأساسية ويحاول بشتى الوسائل تفكيك مجتمعنا وطمس هويتنا'.

إلى ذلك، سيقام المهرجان القطري لإحياء الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم عند الساعة السادسة مساءً بجانب مدرسة زين.

اقرأ/ي أيضًا | كفر قاسم: ستون عاماً عن المجزرة.. ماذا تغير؟