كعادة من تبقى من أهالي حطين في البلاد بعد نكبة العام 1948، قام أهلها بزيارتها صباح اليوم الثلاثاء، غير أن هذه الذكرى الثانية التي يعاني فيها أهل حطين من واقع أليم بعد أن جفف نبع القسطل، بالقرب من جامع صلاح الدين الأيوبي الذي لا زال شاهدا على التهجير، وعرف نبع القسطل كمزود للمياه العذبة لجامع صلاح الدين وبساتين حطين، منذ بناء هذا المسجد في حقبة صلاح الدين، وتأتي عملية التجفيف على وقع التطوير في المكان.

يزور حطين، اليوم، المئات من أبنائها وأهالي القرى المجاورة، في مشهد أعاد الحياة للبلدة، فيما تشكلت حلقات التعارف بين أبناء حطين، بعضهم يصل البلدة لأول مرة وبعضهم يداومون على زيارتها كل أسبوع.

وقال ابن قرية حطين المهجرة، طارق شبايطة، لـ'عرب 48' إن 'حطين تعيش واقعا أليما بعد تهجير أهلها، وبعد أن جف نبع القسطل بعد هذه السنوات، فرغم النكبة لم يجف يوما نبع القسطل، وتم تجفيفه بما في ذلك تدمير بساتين والدي قرب المسجد وكل المعالم حول بيت والدي وجدي على وقع التطوير في موقع النبي شعيب، والذي تتيحه السلطات الإسرائيلية تجاه الشمال، بدلا من المحافظة على الآثار التاريخية لبلدة حطين'.

وأضاف شبايطة: 'لم أولد في حطين فقد وُلدت في عين الحلوة إلى أن عدنا عام 1951 وسكنا في قرية عيلبون، لكنني عشتها مع حكايات والدي وكنت أعرف فيها ولا زلت أعرف البيوت ومواقعها وبساتينها ومساحتها، وكأنها تعيش خالدة معي'.

واستذكر أكبر مسن من مواليد قرية حطين، أمين سعدي، الذي يعيش في قرية دير حنا، القرية، وقال لـ'عرب 48' إنه 'لا زلت أذكر ذلك المشهد من كبار السن يجلسون حول مياه القسطل في حر الصيف وينعمون بمياه القسطل الباردة، وهو مشهد لم يتكرر أمامي ألا في حطين، لنا هنا أراض بمساحات شاسعة، لكنها تغتصب أمام أعيننا وليس بيدنا أي حيلة وكلنا ينتظر الفرج'.

وقال ابن قرية حطين، طالب هزاع دحابرة، يسكن اليوم في المغار، لـ'عرب 48'، إنني 'كنت ابن الثامنة عندما هجرنا من حطين، كانت فوضى كبيرة وسافرنا ليلا، هذا حمل طنجرة وذاك حمل طفلا، ولم يعرف أي شخص إلى أين يمضي، لكننا توقفنا في قرية المغار، وبعد سقوط حطين عدت مع أمي ليلة واحدة إلى حطين، كانت حراسة حول البلدة تمنعنا من العودة، لكننا تمكنا من التسلل إلى البلدة وبتنا ليلة واحدة بعد النكبة في بيتنا لنعود صباحا إلى المغار، وبقيت البيوت على حالها إلى عام 1956، وكنا نحاول العودة لحطين، لكن منعتنا الحراسة'.

وقال مصطفى دحابرة من حطين والذي يسكن المغار، لـ'عرب 48'، إن 'حطين كانت كالجنة، هدمت وفجع أهلها فيها، لا يمكن وصف جمال حطين وماء حطين، منذ عشرات السنوات لا أشرب إلا من ماء نبع حطين، أصل إلى الينابيع العليا وأملأ الماء من بلدنا التي أحبها'.

ووجه دحابرة كلمة إلى الأجيال الجديدة 'زوروا بلدكم حطين ولا تنسوها أبدا حتى تحقيق العودة'.

اقرأ/ي أيضًا | البعنة: مشاركة واسعة في افتتاح أسبوع أفلام النكبة