أحيا المئات من أبناء بلدة الطنطورة المهجرة والمجتمع العربي  الفلسطيني، اليوم الجمعة، الذّكرى الـ 69 لشهداء مجزرة الطنطورة الرهيبة، بنيران العصابات الصهيونية.

وتعتبر مجزرة الطنطورة التي وقعت بتاريخ 22/5/1948 من أبشع مجازر النّكبة، حيث قام عناصر العصابات الصهيونية، بعد انتهاء الحرب، بإعدام حوالي 250 شخصا من سكان البلدة بدم بارد قبل أن يهجّروا الباقين ويهدموا المنازل.

وانطلق المشاركون في المسيرة، اليوم، من مكان مقبرة الطنطورة التاريخي الذي تحول إلى موقف سيارات بعد تدمير القرية، وصولا إلى شاطئ الطنطورة، مع المبنى الوحيد الباقي في قرية الطنطورة، إضافة إلى بقايا مسجد البحر.

وافتتح مهرجان إحياء ذكرى مجزرة الطنطورة الذي دعت إليه ونظمته جمعية 'فلسطينيات' بدقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء، ثم النشيد الوطني الفلسطيني 'موطني'.

وحمل المتظاهرون صور عدد من الأسرى المضربين عن الطعام منذ 33 يوما في السجون الإسرائيلية، وارتدوا قمصان كتب عليها 'مي وملح' في إشارة إلى إضراب الكرامة.

كما حمل المتظاهرون أسماء شهداء الطنطورة الذين ارتقوا في أبشع المجازر التي عرفتها فلسطين في النكبة، وأغصان الزيتون التي غرست على شاطئ الطنطورة في انتظار تحقيق حق العودة.

وافتتح مهرجان إحياء ذكرى مجزرة الطنطورة بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح الشهداء، وتولت عرافته هزار أبو ريا من جمعية فلسطينيات.                       

وأولى الكلمات كانت لابن الطنطورة والناجي من المجزرة، محمود يوسف اعمر، الذي رحب بالعائدين إلى الطنطورة، مذكرا بفظائع مجزرة الطنطورة وما ارتكبته العصابات الصهيونية من بشاعات بحق السكان قبيل تهجيرهم.

وقال اعمر في كلمته 'كنت ابن خمس سنوات فقط، ولكني أذكر أوامر العصابات بالخروج أو القتل، وأذكر توقيفهم الرجال في صف وإطلاق النار عليهم'.

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، في كلمته 'اسمحوا لي أن أوجه التحية من شاطئ الطنطورة الموعودة بالعودة والحرية، تحية للأسرى المضربين لليوم الـ33 على التوالي، وأؤكد أن عزيمة الأسرى أقوى من مؤامرات الاحتلال وسينتصر الأسرى على كل المؤامرات'.

وأعلن بركة عن يوم الغضب الإثنين المقبل باتفاق كافة الفصائل الفلسطينية، وتنظيم لجنة المتابعة مهرجان قطري إسنادا للأسرى.

وقال إن 'هذه الذكرى الثالثة التي نحيي فيها ذكرى مجزرة الطنطورة، هذه القرية الجميلة التي تبدو وكأنها متنزه، فهي قرية هجرت في هذه القرية ارتكبت مجزرة بشعة في 22/05/1958 وقتلت فيها عصابات الاحتلال 250 شهيدا، وشرد أهلها في البلاد والشتات وهي موعودة في العودة مثل كافة القرى المهجرة'.                      

وقالت زوجة الأسير وليد دقة، سناء سلامة إن 'تزامن الإضراب مع ذكرى النكبة أعطى لقضية الأسرى تضامنًا وإسنادًا أكبر'.

وشكرت باسم الأسرى 'كل من يساندهم، إن إضراب الأسرى متواصل، وأسرانا يسطرون بطولات أسطورية وهناك انضمام لمئات الأسرى، ولا يغركم من يقول إننا لا نفاوض فهم يفاوضون ويحاولون اليوم زرع الفتنة وهو ما يرفضه الأسرى المتمسكون بقيادة الإضراب، فالأسرى يسطرون نموذج الوحدة الفلسطينية'.

وقالت إن 'الإضراب مطلبي، ونحن ندعو لالتفاف حول قضية الأسرى فالانتصار صبر ساعة وعلينا الخروج للشوارع لأن الإضراب يحسم في الشارع الفلسطيني'.

كما تخلل المهرجان فقرات فنية ملتزمة قدمها الفنان لبيب بدارنة، وألقى كلمة الأدباء الأديب سامي مهنا.

وقال النائب يوسف جبارين من القائمة المشتركة في حديثه لـ'عرب 48'، إن 'هذه المسيرة إلى الطنطورة لها طعم ولون خاص كونها العودة الوحيدة إلى شاطئ فلسطين ورائحته، ومن جيل إلى جيل تتجذر مسيرة العودة في الأجيال الناشئة التي تواصل إصرارها إلى أن تتحقق العودة إلى كل القرى المهجرة وإلى الطنطورة خاصة'.

وألقى تيدي كاتس كلمته والتي تحدث فيها عن الطنطورة وهدم عشرات ومئات القرى والبلدات الفلسطينية.

اقرأ/ي أيضًا | قصص النكبة: موسى صايغ يستذكر سقوط يافا