على واقع أحداث عنف بالغة الخطورة، استفاقت مدينة قلنسوة اليوم، الأحد، بعد أن شبت النيران في الطابق العلوي من مبنى البلدية، إذ تشتبه الشرطة وفق التحقيقات الأولية أن الحريق كان بفعل فاعل، حيث تسبب بأضرار جسيمة في البلدية ومحتوياتها.

وجاء هذا الاعتداء على مبنى البلدية رغم وجود مركز للشرطة لا يبعد سوى أمتار قليلة عن البلدية. وتستمر أحداث العنف في المدينة على خلفية الانتخابات المحلية وقبيل إجراء ضمن الجولة الثانية بين الرئيس الحالي عبد الباسط سلامة والمرشح أحمد قشقوش، يوم الثلاثاء المقبل.

وتزايد العنف والجريمة في قلنسوة كسائر البلدات العربية، واقتحمت الظاهرة الخطيرة الانتخابات المحلية لتعبث في قرارات المواطنين وحقوقهم بالانتخاب والترشح، فقد طالت جريمة إطلاق النار منزل المرشح لرئاسة بلدية قلنسوة، معروف زميرو، أكثر من مرة ليضطر إلى سحب ترشحه قبل الجولة الأولى.

وقال عدد من أهالي قلنسوة إن مسؤولية الشرطة كبيرة وهي مطالبة بلجم الجريمة وأحداث العنف، مشيرين إلى تقاعس كبير في تعاملها مع الأحداث الجارية.

وأطلقت النار كذلك على مرشح العضوية، أحمد ناطور، قبل نحو شهرين، وألقيت قنبلة صوت تخللها إطلاق نار على منزل أحد المقربين لمرشح الرئاسة، أحمد قشقوش، دون وقوع إصابات ليلة أول من أمس.

وكانت الجولة الأولى في الانتخابات قد انتهت في 30.10.2018 بفارق 381 صوتا لصالح الرئيس الحالي، عبد الباسط سلامة، الذي حصل على 2814 صوتا، يليه المرشح أحمد قشقوش الذي حصل على 2431 صوتا.

سلامة: بعد تنحي زميرو بقيت لوحدي أواجه العنف

وقال رئيس بلدية قلنسوة، عبد الباسط سلامة، في حديثه لـ"عرب 48" إنه، "للأسف الشديد، نستفيق على خبر كهذا، تقشعر له الأبدان خصوصا في قلنسوة لأنها مدينة جمعت قلوب الأهالي على مدار سنين بشهامتهم وحبهم لبلدهم".

وأضاف أنه "قبل الانتخابات بيومين نحن نمر في مرحلة قاسية جدا، وكما عهدتموني لن أستغل الفرص لأتهم أي شخص، لكن من هنا أقول إنه يجب علينا أن نتعالى على الأمور وألا نركز على الحدث لو كان الأمر بفعل فاعل. وعلينا التآخي والمحبة، والأخوة مطلوبة خاصة في هذا الوقت".

وأشار إلى أنه "يجب علينا في هذه الأحداث أن نقوى وأن نتحد ونتفق ونتعاون على البر والتقوى. أهل هذه المدينة طيبون يدرءون الفتن. ربما ما حل علينا من فساد بما كسبت أيدينا. ربما هنالك أياد خفية من خارج قلنسوة أيضا تعبث بالبلد وتكيد لنا، لذلك علينا توخي الحذر وألا ننجر وراء الفتن".

وأوضح سلامة أنه "من المؤسف أيضا أن نسلب أي حق من إنسان سواء كان مرشحا أو ناخباعن طريق العنف، وقضية المربي معروف زميرو هي خير دليل على ما قلت عندما تنحى عن ترشيح نفسه، وعندما ذهب الأخ معروف زميرو بقيت أنا لوحدي أمام موجة العنف، وأتمنى ـن تقف الأمور عند هذا الحد".

عودة: الشرطة تتحمل المسؤولية

وقال عبد الرحيم عودة من الحراك الشبابي في قلنسوة إن "حرق البلدية إذا كان بفعل فاعل فهذا يعني أنها عملية مستنكرة بشدة ونشجبها بأشد العبارات، أما إذا كانت نتيجة تماس كهربائي فلا حول ولا قوة لنا".

وحمّل عودة المسؤولية للشرطة، وقال إن "عدة أمتار قليلة تفصل بين مقر الشرطة التي من المفترض أن تحمينا وتحمي ممتلكات البلد وبين مبنى البلدية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو عمل الشرطة؟ وضع الشريط الأحمر بعد كل جريمة، وحماية جرافات الهدم! أين الشرطة من هذه الجرائم وردع المجرمين؟ أيضا لا أعفي المسؤولية المجتمعية التي تقع علينا، وعلى عدم توعية أبنائنا في هذه الأزمات".

عقبة: خفافيش الليل يقومون بهذه الأعمال المؤسفة

وقال مؤيد عقبة من اللجنة الشعبية، لـ"عرب 48" إنه "يؤسفنا تزايد أحداث العنف في قلنسوة في الأيام الأخيرة بشكل خاص، ومجتمعنا العربي بشكل عام على خلفية الانتخابات المحلية، لكن أقولها بشكل واضح إن هذه الأفعال الإجرامية لا تمثل إلا فاعلها، فأهالي قلنسوة لم يعتادوا على هذه الأحداث وأخلاقهم لا تسمح لهم بذلك".

وأكد أن "أهالي قلنسوة أخوة تربطهم علاقات ونسيج اجتماعي متين، لكن للأسف في كل مجتمع يوجد شواذ، لا يبغون الخير لأنفسهم ولا لغيرهم، لذلك نؤكد أن مثل هذه الأفعال مستنكرة، ومن يقوم بمثل هذه الأفعال هم خفافيش الليل".

وختم عقبة بالقول إن "هذه الأحداث بدأت في خضم الانتخابات بالتهديد والوعيد، أولها إطلاق الرصاص على المربي معروف زميرو ومن ثم على أحمد ناطور ووسام قشقوش حيث اعتدي على بيتيهما. أدعو أهل قلنسوة إلى أن يعتصموا بحبل الله وألا يتفرقوا، ويجب أن نرص الصفوف ونحارب كل المجرمين مرتكبي هذه الأفعال المدانة".

اقرأ/ي أيضًا | قلنسوة: حريق في مبنى البلدية وأضرار جسيمة