من شأن بقاء نسبة التصويت في المجتمع العربي في انتخابات الكنيست، الجارية اليوم الثلاثاء، أن تقود إلى وضع خطير، يتمثل بألا تتجاوز إحدى القائمتين العربيتين، أو حتى كلتاهما، نسبة الحسم، وألا يكون هناك تمثيل للأحزاب العربية في الكنيست. وبحسب المعطيات المتوفرة حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر، فإن نسبة التصويت العامة وصلت إلى 42.8%، وفقا للجنة الانتخابات المركزية، لكن نسبة التصويت في المجتمع العربي بلغت 28%، حسب معطيات الأحزاب العربية.

ويعني عدم تجاوز القائمتين العربيتين، وهما تحالف الموحدة والتجمع وقائمة الجبهة والعربية للتغيير، أو إحداهما، لنسبة الحسم أن يعزز قوة اليمين الإسرائيلي، ليس قوة حزب الليكود فقط، وإنما بالأساس قوة الأحزاب اليمينية الصغيرة، المتطرفة والكهانية العنصرية. ومن هنا، فإن قدرة اليمين على سن القوانين العنصرية، وحتى أكثر من تلك التي سنتها دورة الكنيست المنتهية.

وأشارت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية إلى مدى ارتباط تمثيل الأحزاب في الكنيست. وعدم وصول القائمتين العربيتين، أو إحداهما، إلى الكنيست سيؤدي إلى توجيه ضربة قاصمة لكتلة أحزاب الوسط – يسار، المنافسة لكتلة أحزاب اليمين. ورغم أن الوسط – يسار ليس مناصرا للفلسطينيين أو داعما لهم، إلا أن من شأن تمثيل واسع، نسبيا، لهذه الكتلة وللقائمتين العربيتين، أن يمنع كتلة اليمين من التصرف بحرية.

لهذا، ليس صدفة أن اليمين أرسل 1300 مراقبا، مزودين بكاميرات خفية، إلى صناديق الاقتراع في المدن والبلدات العربية، بشكل مكشوف، هدفه تشويش التصويت هناك، من خلال تخويف الناخبين العرب، وامتناعهم عن مشاركة واسعة في التصويت. وفيما استخدم رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التحريض المباشر ضد الناخبين، بقوله إنهم "يتدفقون إلى صناديق الاقتراع"، انتقل اليمين بقيادة نتنياهو هذه المرة إلى إخافة الناخبين العرب، مستغلا النزعة لدى قسم من الناخبين العرب نحو الامتناع عن التصويت، وتقاعسهم في هذا السياق، وليس لأنهم يقاطعون الانتخابات بصورة مبدئية.     

وقال خبير الاستطلاعات، كيميل فوكس، حول نسبة التصويت المتدنية في المجتمع العربي، إنه "منذ الثامنة صباحا، لدى فتح صناديق الاقتراع، وفي الساعات اللاحقة اليوم، عرفنا أن لدينا مشكلة، إذ أننا لم نشهد أمورا كهذه في السابق أبدا. وهذه ستكون الدراما الأكبر في هذه الانتخابات".

كما تشير تحليلات إلى أن زيادة نسبة التصويت العرب تقلص احتمالات نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة، وذلك على أساس أنها تقلص من فرص تجاوز أحزاب اليمين الصغيرة لنسبة الحسم، والتي كان من المفترض أن يعتمد عليها في تشكيل ائتلافه المقبل.

وأورد محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، 6 ملاحظات تتصل بالانتخابات القريبة تخلص المعركة الانتخابية. ويشير في أولها إلى أن نسبة الحسم تكتسب أهمية كبيرة جدا في هذه الانتخابات بالنسبة لأحزاب صغيرة، مع الإشارة إلى أن معسكر اليمين لديه أكبر عدد من الأحزاب التي تعتبر على حافة نسبة الحسم والتي يصل عددها إلى 7 أحزاب.

ويلفت في هذا السياق إلى أن نتنياهو انتخب لرئاسة الحكومة عام 1996 بفارق 1%، بسبب تدني نسبة التصويت في وسط الناخبين العرب، في أعقاب مجزرة قانا الثانية في لبنان، ويدعي أنه من الممكن أن ينتخب لولاية خامسة لرئاسة الحكومة للسبب نفسه، وهو تدني نسبة تصويت الناخبين العرب.