سادت أجواء إيجابية في اجتماع رؤساء مركبات القائمة المشتركة الأربعة (الجبهة، التجمع، الإسلامية، العربية للتغيير) الذي استضافه رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، في منزله بمدينة شفاعمرو، مساء أمس الأحد.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأفاد مصدر سياسي مطلع أن الاجتماع استمر إلى ما بعد منتصف الليلة الماضية دون تقدّم بالمفاوضات، واتفق على عقد اجتماع آخر، يوم غد الثلاثاء، لتقريب وجهات النظر واستكمال المحادثات بين مركبات المشتركة.

وأضاف أن المجتمعين أكدوا على ضرورة تذليل العقبات من أجل وحدة المشتركة، فيما أصر النائب منصور عباس بعدم إلزام مركبات المشتركة بقرار الأغلبية.

وطالب ممثل التجمع الوطني الديمقراطي، النائب د. إمطانس شحادة، ببرنامج سياسي واضح تلتزم به كافة المركبات لاستمرار المشتركة.

بركة: الحفاظ على المشتركة يتعلق بإرادة المركبات الأربعة

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، لمراسل "عرب 48"، عمر دلاشة، إن "هناك اتفاقا على عقد اجتماع ثان بين المركبات الأربعة للقائمة المشتركة، يوم غد الثلاثاء".

وأضاف أن "الجلسة تواصلت لأربع ساعات، وكانت جلسة مكاشفة ومصارحة واسعة، طرحت فيها كل القضايا، على الأقل حددت النقاط المختلف عليها، وهذا ما يحتاج إلى طاقم آخر يناقش الطروحات ويحاول خلق صياغة مشتركة، وآمل أن ينجح الأمر".

وعن فرص النجاح لإعادة تشكيل القائمة المشتركة، قال بركة، إنه "لا يمكنني القول إنه سيكون نجاح بالتأكيد أو فشل بالتأكيد، هذا موضوع يتعلق بإرادة المركبات الأربعة والسعي من أجل المحافظة على القائمة المشتركة. وجودي وتدخلي ليس كوسيط وليس كمفاوض، إنما من منطلق العمل الوحدوي المشترك من ناحية ولمنع تسلل الأحزاب الصهيونية إلى مجتمعنا العربي والتعامل معنا كمزرعة أصوات من ناحية أخرى".

وحول مدى تقييم المركبات لمخاطر تفكيك القائمة المشتركة وعودة الأحزاب الصهيونية إلى المجتمع العربي، قال بركة، إن "كافة المركبات في المشتركة تجمع على تقييم الأخطار، ويبقى مدى استعداد كل طرف للعطاء، وهذا سؤال آخر".

الخلاف بين المشتركة ومنصور عباس

وقالت القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية، في بيان أصدرته اليوم، إن "الديني لا يقل أهمية عن الوطني ولا نفصل بينهما، وتحسين الأسلوب السياسي من شأنه تحسين أوضاع مجتمعنا".

ومن جهة أخرى، صرح مصدر سياسي مطلع أن "الموضوع الخلافي في اجتماع أمس كان بالأساس مطلب منصور عباس شرعنة نهجه المُهادن لنتنياهو وتضمينه بالبرنامج السياسي للمشتركة، أما موضوع المثليين والعقيدة كان ثانويًا ولم يكن موضع خلاف إطلاقًا وعبّر الجميع عن احترام ذلك ووضع آلية للتوافق".

وأضاف أن "بيان الموحدة كان جاهزًا قبل الاجتماع لأن غالبية ما جاء فيه لم يطرح خلال الجلسة لا من قريب ولا من بعيد. كافة مركبات القائمة المشتركة باستثناء الإسلامية تُجمع على أمر واحد وهو أن الخلاف الحقيقي باجتماع أمس كان حول نهج منصور عباس وعلاقته مع بنيامين نتنياهو، وكل ما يتردّد بشأن العقائد والأديان كان هامشيًا جدًا ولم يختلف عليه أحد".

وختم المصدر بالقول إن "الحركة الإسلامية الجنوبية تحاول إثارة تصوير الخلاف في المشتركة على أنه ديني وعقائدي، وهذا أمر غير صحيح بالمرة. الخلاف على نهج منصور عباس وأعضاء قائمته المتهادن مع نتنياهو والليكود".

التجمع: نريد المشتركة على أسس مبدئية ملزمة

أصدر التجمع الوطني الديمقراطي بيانًا بخصوص الاتصالات لإعادة بناء القائمة المشتركة جاء فيه أن "الجلسة، التي عقدها رؤساء القوائم في بيت السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، أسفرت عن نتائج مخيّبة للآمال، وذلك بسبب المواقف السياسية للنائب منصور عبّاس، التي هي العقبة السياسية الوحيدة أمام رأب الصدع وإعادة بناء القائمة المشتركة".

وأكّد البيان أن "هناك خلافًا سياسيًا حول هذه المواقف وأن المسألة ليست مسألة ‘تراشق’ أو ‘مناكفة’ بل قضية سياسية من حق ومن واجب كل طرف أن يعبر عن موقفه حولها، حتى يعرف الناس علام الخلاف وما سبب عدم التوصل إلى تفاهم لتشكيل المشتركة من جديد".

وأضاف أنه "تبين، خلال الجلسة، أن مواقف النائب منصور عباس هي باتجاه مناقض لكل ما تعنيه القائمة المشتركة من وحدة وطنية كفاحية. وحتى يعرف مجتمعنا العربي الحقيقة حول محاور الخلاف السياسي نورد فيما يلي مواقف رفض واضحة للنائب عبّاس:

- رفَض الالتزام بعدم التوصية على نتنياهو وعدم دعمه وإنقاذه.

- رفَض الالتزام بعدم دعم قوانين تساعد نتنياهو في التهرب من القضاء مثل ‘القانون الفرنسي’.

- رفض الالتزام ببرنامج القائمة المشتركة.

- رفض الالتزام بمبدأ أن حقوقنا قائمة بذاتها وغير متعلّقة بالتنازلات السياسية.

- رفض الالتزام بقبول قرارات الأكثرية في كتلة القائمة المشتركة، والإصرار على أن كل حزب ‘حر بحاله’ بعد الانتخابات.

- رفض الالتزام بعدم شق القائمة المشتركة".

وختم التجمع بالقول إنه "بعد مواقف الرفض التي عرضها النائب عبّاس لا يمكن الاتفاق على أسس مقبولة للقائمة المشتركة. المطلوب أن تقرر الحركة الإسلامية إلغاء سياسة الرفض، وحين تفعل ذلك سيكون بالإمكان إعادة إقامة القائمة المشتركة، على أسس مبدئية ملزمة، وشعبنا بالتأكيد يريدها وحدة مبدئية وليس وحدة غير مبدئية ومجرد صف كراس".

الجبهة: متمسكون بالمشتركة وبوحدة النضال والموقف والممارسة

وعقب سكرتير الجبهة، منصور دهامشة، في بيان أصدره، اليوم، "نحن في الجبهة متمسكون بوحدة نضال الجماهير العربية، بوحدة الموقف والممارسة. وأكثرية المركبات تلتقي على هذا التوجه الوحدوي المسؤول ولا تقبل أن يخرج أي مركب عن إرادة شعبنا، ولا تقبل نهج المقايضة والصفقات الجانبية. هذا هو أساس الخلاف. وكل ما عدا ذلك هو ذرّ للرماد في العيون".

وأضافت أنه "نثمّن جهد رئيس لجنة المتابعة العليا ونرحّب بكل مبادرة تهدف للحفاظ على القائمة المشتركة ووحدتها ومواقفها الوطنية. وسنواصل مع كل الشركاء السعي لتلبية إرادة جماهيرنا بالحفاظ على هذه الوحدة".

اقرأ/ي أيضًا | التجمع يطرح مبادرة لحل أزمة المشتركة

اقرأ/ي أيضًا | اجتماع مرتقب: هل هي بوادر انفراج في أزمة المشتركة؟