طمرة: اجتماع بمشاركة البلديّة لوضع خطّة لمحاربة الجريمة
نظّمت بلدية طمرة بالشراكة مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني، اجتماعا، من أجل وضع خطة لمحاربة الجريمة في المدينة، وفرض الأمن والأمان، في ظلّ تقاعُس الشرطة عن فِعل دورها.
يأتي ذلك فيما قُتل ثلاثة أشخاص في المدينة منذ بداية العام الجاري، إثر تعرّضهم إلى إطلاق نار، وهم: أمير جمال دواهدة (16 عاما)، وأحمد خير ذياب (27 عاما)، وخليل مصطفى شاهين (20 عاما).
أما في ما يتعلّق بتفاصيل الخطّة، فقد قال رئيس بلدية طمرة، موسى أبو رومي، في الاجتماع الذي عُقِد السبت، بمشاركة العشرات من أبناء المدينة: "اخترنا شعار ’طمرة بلد يطيب العيش به’"، عنوانا لخطة توفير الأمن والأمان في المدينة، وتستند الخطة على عدة مركبات أبرزها: إقامة لجنة اصلاح محلية تضمّ أشخاصا من ذوي التجربة والخبرة، لتعمل على عدة مستويات منها، احتواء من انحرف من الشباب عن المسار الصحيح".
وأضاف أن "من بنود الخطة الأخرى، يكمن في وضع برنامج عمل واضح لشرطة البلدية والشرطة الجماهيرية، ومتابعة تنفيذه في المدينة، ووضع أهداف وخطة عمل للوقاية من العنف، تنفَّذ على مدار السنة، وتجهيز الأحياء المظلمة، إقامة حدائق ومباني عامة في الأحياء، ونقل فعاليات وبرامج إلى الحيّز العام، بالإضافة إلى طرح مشروع ’الحي الآمن’".
وتابع: "يجب أن يكون لدينا في طمرة إطار لرابطة مناهضة العنف والجريمة، ويمكن ان نطور من هذه الرابطة عدة مشاريع مثل مجلس التجسير في قسم الرفاه الاجتماعي، وتوسيع نشاطاته لتشمل جميع الشرائح والأحياء، كذلك نخطط لبناء مركز أبحاث في طمرة، للاعتماد على الأبحاث المختلفة، وعلى محزن المعلومات الخاصة في بناء المشاريع".
وفي حديث لـ"عرب 48"، قال رئيس بلدية طمرة، موسى أبو رومي: "لو اضطلعت المؤسسات المسؤولة عن توفير الأمن بدورها في حفظ الأمن والأمان، لكنا اليوم نعمل على توفير مشاريع تنموية، لكن مع انعدام الأمن، لا يمكننا تطوير مدينتنا".
وذكر أن "هذا الخلل لا ينعكس فقط على الخسائر المادية في الممتلكات والخسائر في الأرواح، وإنما ينعكس على كافة مجريات الحياة في المدينة من تطوير اقتصادي واجتماعي، ويؤثر على اندفاع الشباب نحو التعلم والبناء".
وأضاف أنه "نتيجة لتقاعس المؤسسات المسؤولة، فإنه لزاما علينا أن الأخذ على عاتقنا القيام بهذه المهمة بأنفسنا، بغية توفير الأمن والأمان، ما سيؤثر إيجابا على النهوض بالواقع الاقتصادي، والخدماتي، والاجتماعي والتعليمي في المدينة".
وقال رئيس اللجنة الشعبية في طمرة محمد صبح، في حديث لـ"عرب 48": "نحن نتحدث عن الخطوة الأولى في مسار طويل، والذي قد يستغرق عدة أشهر حتى الوصول إلى الخطوة الشاملة في ما يخص موضوع الأمن والأمان، ومواجهة آفة العنف في مدينة طمرة".
وذكر أن "المواطن الطمراوي شريك في بناء وتنفيذ الخطة، وسنستقبل مداخلاتهم المكتوبة والشفوية، لنفعل معا منصة يساهم فيها الجمهور بمقترحاتهم وافكارهم بشكل مباشر، ومن ناحية أخرى سيتم العمل على إنشاء مجموعات مخصصة لكل هدف جزئي من هذه الخطة، كموضوع التربية والشبيبة وغيرهما".
وخلال الاجتماع ذاته، تم تسليط الضوء خلال المؤتمر على معطيات مختلفة، تتعلق بالمجتمع العربي بشكل عامّ، وبطمرة بشكل خاصّ. وفي هذا الصّدد قالت الباحثة د. نسرين حدّاد حاج يحيى، ضمن مداخلتها: "شاب عربي واحد من بين كل خمسة شباب، من الصف العاشر حتى الصف الثاني عشر، قد تعاطى الهيروين أو الكوكايين، مرة واحدة على الأقل خلال السنة الأخيرة".
وأضافت: "نحن نتحدث عن عقار سام باهض الثمن في مجتمع يعصف فيه الفقر، إذ أن 39% من العائلات العربية تعيش تحت خط الفقر... وبالتأكيد يوجد علاقة بين هذه المعطيات، وبين آفة العنف والجريمة في مجتمعنا".
وتابعت: "أما عن عن نسبة الشباب العرب بحسب الفئة العمرية، الذين يقضون أوقاتهم دون عمل أو تعليم أكاديمي، فإن 47% من الشباب بين جيل 18-24 عام، و40% من الأجيال بين 25-29، و37% من الشباب بالأعمار 30-34، فإنهم خارج أي إطار تعليمي أو مكان عمل".
وذكرت أن "النتائج تظهر أنه قد طرأ ارتفاع حادّ في العقد الأخير، على نسبة الشباب الذين لا ينواجدون خارج إطار تعلم او عمل، خاصة الأجيال 18-24 عاما".
وأضافت: "ثلثا الطلاب العرب في الصف الرابع، لا يجيدون لغتهم العربية الأم، أي 66% من الطلاب في صفوف الرابع الابتدائي، لا يجيدون قراءة وكتابة اللغة العربية، وتصل نسبة الامتياز عند الطلاب العرب فقط 1% بموضوع العلوم، مقارنة مع نسبة الامتياز بالمجتمع اليهودي التي تصل إلى 7%".
وتابعت حدّاد حاج يحيى: "أما عن اشتراك طلابنا في حركات الشبيبة، فإنها نسبة متدنية حيث لا تتجاوز الـ16% من مجموع الشباب، في مقابل نسبة أكبر بكثير لدى الطلاب اليهود".
"أما المعطى الأكثر إقلاقا"، بحسب حدّاد حاج يحيى، فهو أن "40% من الشباب العرب يحملون أفكارا سلبية تعرّضهم لخطر الانتحار، بالمقابل فإن النسبة عند الشباب اليهود هي 12%، إذا استثنينا اليهود من أصل أثيوبي وروسي، لتكون نسبة الانتحار لدى الشباب في المجتمع العربي هي ضعف نسبة الانتحار في المجتمع اليهودي، في الشريحة العمرية ذاتها، ويتضح بأن شبكات التواصل الاجتماعي تغذي أفكار الانتحار لدى الشباب العرب".
وعن علاقة هذه المعطيات بآفة العنف والجريمة قالت: "نتيجة عدم التحاق الشباب بعمر18-20 عاما، بسوق العمل أو المؤسسات التعليمية يسهل على عصابات الإجرام استقطابهم، وينهي الشباب العرب المرحلة الثانوية دون وجود أهداف أو أطر لاحتوائهم أو توجيههم، وجميع هذه العوامل تغذي آفة الجريمة والعنف لدى الشباب، لكن يحدوني الأمل بطمرة وغيرها، بوجود مقومات وقدرات تتصدى لهذه المعوقات وتخلق مستقبل أفضل لشبابنا، ولذلك قمنا بمسح لمؤسسات المجتمع المدني في طمرة، حيث تمتاز طمرة عن غيرها بوجود كم هائل من مؤسسات مجتمع مدني ومبادرات اجتماعية مقارنة بغيرها. هذه المبادرات كفيلة بالشراكة مع السلطة المحلية والأحزاب بحل آفة العنف والجريمة، نتيجة للتعاضد بيننا، للنهوض بواقع طمرة على كافة المستويات".