في ظل استعدادات الطلاب لاستقبال السنة الدراسية والجهود التي تبذلها العائلات لتجهيز أبنائها من شراء كتب وقرطاسية وملابس مدرسية، إلا أن بعض العائلات تعاني أوضاعا اقتصادية سيئة للغاية تكاد تحرم الأبناء من الانضمام لزملائهم والعودة لمقاعد الدراسة.

'عرب 48' يستعرض معاناة أسرة من مدينة طمرة تنتظر مخرجا لمأزق مصاريف افتتاح السنة الدراسية، في أعقاب وقوعها في أزمة اقتصادية خانقة.

الأم التي استقبلتني في منزل تستأجره هي وزوجها، بعد أن تم حجز بيتهم السابق بسبب عدم قدرتهم على الالتزام بدفع الأقساط المالية المترتبة عليهم من ثمن المنزل منذ 11 عاما، قالت في بداية حديثها 'قد لا تصدقيني أنني منذ الصباح لا أملك ثمن الخبز، قمت بتجهيز وجبة طعام لا تحتاج لتناول الخبز معها حتى لا يشعر أطفالي بذلك، رغم أن ابني وابنتي الكبيرين يعرفان وضعنا الاقتصادي السيء مما يضطرهما إلى تأجيل أمنياتهما الشبيهة بأمنيات أبناء جيلهم وخاصة في فترة العودة إلى المدرسة، فابني أخبرني أنه يرغب بشراء حقيبة مدرسية معينة وقلت له بصراحة يا بني أنت تعلم أوضاعنا، تريث وأصبر وسيأتي يوم وتمتلك كل ما ترغب به'.

ديون وخسارة المنزل

وعن سبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها الأسرة بالرغم من عمل رب البيت، قالت إن 'زوجي يعمل ويتلقى راتبا شهريا، ولكننا منذ قرابة عشرة أعوام تورطنا بديون كبيرة وأعلن زوجي إفلاسه الأمر الذي أفقدنا حتى منزلنا وكدنا ننفصل بسبب المشاكل العائلية نتيجة عدم توفر مسكن لي ولأطفالي، إلا أنني قررت وزوجي أن نسكن في منزل مستأجر على أن ننفصل ونفكك الأسرة. بسبب هذه الديون نقوم بتقسيم راتب زوجي إلى دفع مبلغ 2000 شيكل بشكل شهري للمحامي مقابل الإجراءات القانونية التي قام بتقديمها لنا وتصل تكلفتها إلى 30.000 شيكل، كذلك ندفع إيجار منزل بشكل شهري ما يقارب 1700 شيكل، والالتزام بدفع مبلغ مالي لا يقل عن 1500 شيكل لملف ضريبة الدخل، وتكاليف أخرى، وما أن يتلقى زوجي راتبه حتى يكون قد صرفناه على التزامات ولا يتبقى لنا منه سوى القليل'.

وعن معاناة الأطفال بسبب الأوضاع الاقتصادية قالت إن 'أبنائي متفوقين في المدرسة وعلاماتهم مرتفعة، إلا أنه وبسبب عدم مقدرتنا على تصليح الحاسوب الذي قمنا بالحصول عليه من إحدى الجهات، وعدم تمكننا من الإتصال بشركة إنترنيت يعجز الطلاب عن حل بعض الوظائف المدرسية، خاصة وأن التعليم المدرسي اليوم يحتم على الطالب استخدام الإنترنيت في بعض المواضيع التعليمية، وقد توجهت بسبب هذه المشكلة للمدرسة ولبعض المعلمين وأخبرتهم بالمشكلة ولم يتفهموا الأمر مما أدى إلى انخفاض معدل ابنائي التحصيلي في المدرسة'.

تقصير المؤسسات

وأجابت الأم على سؤال حول توجهها لمؤسسات رسمية من أجل طلب المساعدة فقالت إنه 'في الحقيقة لم أتوجه مطلقا، وقد سمعت الكثير من القصص حول البيروقراطية التي تُنهك ربة الأسرة التي تحصل على دعم لعائلتها'.

وأعلمت ربة الأسرة أن لجنة الزكاة في طمرة تنظم مشروع 'الحقيبة المدرسية' والذي يعتمد على أموال الزكاة في المدينة ومن خلاله يتم تقديم حقائب مدرسية للطلاب الفقراء.

وقال مدير لجنة الزكاة ومركز مشروع 'الحقيبة المدرسية' في طمرة، كارم همام، إن 'لجنة الزكاة تخصص مبالغ معينة لمشروع الحقيبة المدرسية، علما أن تجهيز طالب مدرسة من حيث الكتب والأدوات القرطاسية بالإضافة إلى الملابس المدرسية يكلف باهظا، هذا المشروع متواصل على مدار السنة، وما استهجنه توجيه بعض المؤسسات إلى لجنة الزكاة لنهتم بدعمها ماديا كتنصل من المؤسسة من القيام بواجبها، كما أستغرب عدم نشاط لجان خيرية أخرى لدعم طلاب المدارس'.